الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

زايد.. "الصقار الأول" وأحد أهم حماة الطبيعة في العالم

زايد.. "الصقار الأول" وأحد أهم حماة الطبيعة في العالم
29 سبتمبر 2018 00:39

هالة الخياط (أبوظبي)

حظيت الدورة الأولى من معرض أبوظبي الدولي للصيد والفروسية في 2003، بزيارة كريمة من المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وآنذاك أمر أن يتحول المعرض إلى حدث دولي يقام سنوياً في أبوظبي.
ومنذ ذلك التوجيه، توسع المعرض، وأصبح الأكبر في مجال الصيد والفروسية، والحفاظ على التراث على مستوى العالم. ورأى القائمون على المعرض أن تكون دورة هذا العام احتفاء بمئوية الشيخ زايد «الصقار الأول»، وأحد أهم حماة الطبيعة في العالم، الذي استشرف ببصيرة نافذة منذ ثلاثينيات القرن الماضي الحاجة لعمل توازن بين صيانة تراث الصقارة والصيد، والحفاظ على الصقور وطرائدها.
وفطن المغفور له وقتها، برؤية سبقت دعاة البيئة ومنظماتها بعقود طويلة، إلى أهمية تأسيس مجتمعات صديقة للبيئة تُعنَى بالحياة الفطرية وترشيد ممارسات الصيد. لذا اختاره برنامج الأمم المتحدة للبيئة في عام 2005 ضمن سبع شخصيات عالمية أطلق عليهم «أبطال الأرض»، اعترافاً بالجهود التي بذلها -طيب الله ثراه- في سبيل حماية البيئة.
وسعى المعرض في دوراته التي تلت دورة عام 2003 إلى إيصال رسالة إلى العالم مفادها تشجيع الرياضة، وحفظ التراث واستلهام قيم الاستدامة.
وظلت البيئة في طليعة اهتمام الشيخ زايد حتى النهاية، حيث جاء في خطابه بالذكرى الثانية والثلاثين لتأسيس اتحاد دولة الإمارات العربية المتحدة، «لقد عملنا منذ قيام دولتنا على حماية البيئة والحياة البرية، وتوفير كل الأنظمة والتشريعات والبرامج والمشاريع التي جعلت من دولة الإمارات سبّاقة إلى الاهتمام بالبيئة، ونموذجاً يُحتذى على المستوى العالمي في الاهتمام بالبيئة وحمايتها وحفظها».. وحفظ أبناء زايد الوصية.
ويشكل المعرض الدولي للصيد والفروسية فرصة ثمينة سنوياً للمساهمة في المحافظة على تراث المنطقة العريق ومكانته السامية، والتعريف بإنجازات وخطط الدولة في تحقيق التنمية المستدامة، وإبراز الصورة الحضارية لدولة الإمارات، خاصة من خلال قدرتها العالية على تنظيم أضخم المعارض العالمية المتخصصة.
ويعمل المعرض، وعلى الدرجة نفسها من الأهمية، للترويج السياحي لإمارة أبوظبي ودولة الإمارات كأفضل مكان لإقامة المعارض والمؤتمرات الدولية، والاستمتاع بمعالم الدولة الطبيعية والسياحية، خاصة أن عشرات الآلاف من هواة الصيد والفروسية توافدوا على أبوظبي لزيارة معرضها الدولي المتخصص، بل وباتوا يترقبونه سنوياً، وأضحى موعده يُعلن عن بدء موسم المقناص في المنطقة بأسرها.
والعاصمة الإماراتية تمثل ملتقى دولياً مهماً لمحبي الصيد والفروسية، وسوقاً ضخمة لهذه الرياضات العريقة في منطقة الشرق الأوسط التي تضم أكثر من 50% من صقاري العالم إضافة لعشرات الآلاف من هواة الصيد والفروسية.
ولا يخفى على أحد ما للصحراء من سحر يستحوذ على قلوب وعقول أبناء دولة الإمارات، حيث الإثارة وجمال الطبيعة بلا نهاية، فضلاً عن أن الصحراء تكاد تكون تجربة مثيرة وتحدّياً كبيراً بالنسبة لكثير من روادها، خاصة السياح منهم.
وتميزت الدورة الـ 16 من المعرض الدولي للصيد الفروسية بقدرتها على استقطاب وجذب المواهب الإماراتية التي تعنى بمجال التراث وإحياء العادات والتقاليد الإماراتية الأصيلة من خلال مشاريع وطنية صغيرة.

5 مبادرات وطنية مستلهمة من نهج «القائد المؤسس»
استعرضت لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية بأبوظبي، ضمن مبادرة «ألهمني زايد»، 5 مبادرات وطنية مستلهمة من نهج المغفور له، الوالد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، هي: «معرض الخنجر الإماراتي»، معرض الصور «أمم تلتقي بثقافات ترتقي»، «ملتقــى شــعراء الإمـــارات»، ومجموعة «وطنيون»، إلى جانب إطلاق كتاب «ألهمني زايد».
جاء ذلك، خلال مشاركة اللجنة في معرض أبوظبي للصيد والفروسية 2018، استجابة لتوجيهات صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، «حفظه الله، «بأن يكون عام 2018 «عام زايد»، وذلك للاحتفاء بالقائد المؤسس، بمناسبة ذكرى مرور مائة سنة على ميلاده، وذلك لإبراز دور المغفور له في تأسيس وبناء دولة الإمارات، إلى جانب إنجازاته المحلية والعالمية.
وبينت اللجنة أن مبادرة الخنجر الإماراتي تسعى إلى توثيق صناعته، وتسجيله كموروث إماراتي حي، وإعادة إحياء الممارسات التراثية المتعلقة بالخنجر الإماراتي والاعتزاز بالقيم المرتبطة به وحمايتها والحفاظ عليها، إلى جانب إعادة إحياء ثقافة لبس الخنجر كرمز للقيم الإماراتية الأصيلة، مع الحفاظ على الخناجر التراثية القديمة المتوارثة الموجودة في الدولة، وتعزيز قيمتها التاريخية.
ويقدم معرض الصور الذي يحمل عنوان «أمم تلتقي بثقافات ترتقي»، مجموعة من الصور التي تلخص برامج وفعاليات اللجنة التراثية والثقافية، على المستويين المحلي والدولي، حيث يروي لزوار المهرجان حكاية من التراث الثقافي لدولة الإمارات العربية المتحدة.
أما ملتقى شعراء الإمارات، فهو ملتقى يحتفي بالإبداع الشعري في خدمة الوطن والإنسانية وينشر التسامح والسلام، وذلك استمراراً لمسيرة الشيخ زايد بن سلطان آل نهيّان، رحمه الله، والذي ترك في ديوان الشعر النبطي باقة من أجمل القصائد، التي امتازت بتعدّد الأغراض الشعرية، والمعاني التي تُغني الشعر، وتجعل منه رسالة نبيلة توحّد الشعوب، وتُحارب الأفكار المُتشدّدة.
وجاءت مجموعة «وطنيون»، انطلاقاً من نهج الشيخ زايد «طيب الله ثراه»، وتوجيهات القيادة الرشيدة في التأكيد على استلهام فكره وقيمه وسلوكه، في أهمية العطاء ومحبة الوطن اللامشروطة، حيث تهدف المبادرة إلى مد أفراد المجتمع بأفضل الأساليب في الدفاع عن الوطن وخدمته إعلامياً، ونشر روح التطوع في خدمة الوطن بين أفراد المجتمع، وتوحيد المفاهيم الوطنية في مفهوم واحد، سليم وقويم.
ويسلط كتاب الصور «ألهمني زايد» الذي أطلقته لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية بأبوظبي، على مسيرة الشيخ زايد «رحمه الله»، في الحفاظ على الموروث الثقافي والتراثي الإماراتي بالصور.
ويأتي الكتاب ضمن ثلاثة أقسام (البر، البحر، الممارسات التراثية)، آخذة القارئ في رحلة عبر الزمن يطلعه من خلالها بإيجاز على مسيرة التنمية والتطوير التي أرسى قواعدها القائد المؤسس على مدى العقود الماضية، ومتابعة القيادة الرشيدة بالسير على ذات النهج.

اقرأ أيضاً.. "سيارة زايد" خلال رحلات الصيد والقنص تجذب زوار "الصيد والفروسية"

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©