الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«رسومات الأطفال مرآة عقولهم» ورشة عمل تكشف خفايا شخصية الطفل

«رسومات الأطفال مرآة عقولهم» ورشة عمل تكشف خفايا شخصية الطفل
8 يوليو 2012
أبوظبي (الاتحاد)- تواصل مؤسسة التنمية الأسرية تقديم فعالياتها في إطار الملتقى الصيفي الثالث” قيظ ويانا” المقام وفق الخطة الاستراتيجية للمؤسسة، والتي تركز على تأصيل القيم الاجتماعية وغرس التقاليد العربية للمساهمة في إعداد أسرة واعية ومجتمع متماسك، من خلال تنفيذ برامج متخصصة في تنشئة ورعاية ووقاية الطفل وإعداده للمستقبل، كما تهدف المؤسسة تعزيز مكانة المرأة وتمكينها من الإسهام الفاعل في التنمية الاقتصادية والاجتماعية المستدامة، ويضم الملتقى العديد من الأنشطة والفعاليات لفائدة الصغار والكبار والمرأة والرجل.. في هذا السياق قدمت الدكتورة هبة شركس استشارية نفسية وخبيرة تربوية ورشة عمل تحت عنوان “رسومات الأطفال مرآة عقولهم”، وقدم جانب من هذه الورشة للأطفال ويحتوي على شقين جانب نظري، وآخر عملي، بحيث تركت مساحة واسعة للأطفال لرسم أسرهم، وأرادت بذلك أن ترى انفعالاتهم، وسعادتهم، وتختبر مشاعرهم وكل تلويناتهم مما يسكبونه على أوراقهم البيضاء من آلام وآمال، وجمعت الورشة كذلك بين الأم وابنتها، بحيث تعلم الصغار رسم الأسرة بينما تعلم الأم مهارة قراءة رسومات أبنائها. «رسوماتي رسائل» وتضيف شركس” عندما يتناول الطفل قلماً وورقة، يرسم خطوطا وأشكالا مختلفة، ويمضي الوقت وهو غارق في عالم آخر، يلوّن شخوصه وأحداثه بظلال حياته اليومية، فإنه بذلك يريد إيصال رسالة للكبار لعلهم يفهمونها، وعلى الأسرة أن تهتم بمثل هذه الرسومات التي ينتجها الأطفال، وأن تحاول الأسرة اتباع الخطوات التي تمكنهم من فهم الخفايا الحسية لدى أبنائهم ومساعدتهم على معالجة الآثار السلبية التي يكتسبونها من ظروفهم الحياتية والتي يعبرون عنها بأقلامهم البريئة والجميلة، إذ نقدم من خلال هذا البرنامج أحدث وسائل قراءة رسومات الأطفال، مع ورش عمل داعمة للبرنامج، يتم خلالها الغوص في أعماق شخصية الطفل، والبحث عن المكنونات الخفية وراء رسوماته التلقائية. والورشة اجتمعت فيها الأم والأبناء تحت ظلال برنامج واحد ففي الوقت التي تتلقى فيه الأمهات مهارات قراءة رسومات الأطفال، يجتمع الأطفال في مرسم خاص ليطلقوا خيالهم في رسومات تلقائية بسيطة حول موضوعات متنوعة يأتي في مقدمتها الأسرة والعيد، ومن ثم تم تناول هذه الرسومات بالتحليل والقراءة من قبل المتدربات بمساعدة المدربة المتخصصة، فعندما يقف الطفل حائرا لا تسعفه الكلمات ليعبر عن مكنونات نفسه، عندها قد تنطلق أنامله الصغيرة على لوحته الجميلة معبرة عن آماله وأحلامه، مخاوفه وأفكاره، ماضيه وحاضره ومستقبله، لينطلق بلا قيد ولا شرط إلى عالم من الخطوط والألوان، رافعا شعار “رسوماتي رسائل ... فهل من قارئ”.. وهنا يأتي دور الوالدين في تشجيع الأطفال على الرسم باعتباره إحدى طرق التنفيس والترويح والمتعة، واحترام آرائهم في التعبير من خلال الرسومات والألوان، ومناقشتهم فيما يرسمون مع محاولة تفهم عمل الطفل وما يحتويه من رموز وخيال، وتحليل محتواه للوقوف على رؤية الطفل لذاته، وللعالم من حوله، وفهم علاقته الاجتماعية، ومفاهيمه الخاصة عن الحياة، ومن ثم مساعدته في تصحيح المفاهيم الخاطئة لديه، ودعم المفاهيم والتصورات الإيجابية”. أما عن الفوائد الناجمة عن استخدام الرسم مع الأطفال، فتقول شركس “ يستطيع الطفل من خلال رسوماته التعبير عن الحاجات والرغبات التي لا يستطيع التلفظ بها، مع البحث عن الصراعات الدفينة في الشخصية، التعرف على المشكلات السلوكية التي يعانيها الطفل، التعرف على شبكة العلاقات الاجتماعية التي يعيش في ظلها الطفل، والأشخاص المؤثرون في حياته، التعرف على مدى علاقة الطفل بأشخاص معينين ومدى المشاعر الايجابية أو السلبية التي يكنها نحوهم، تساعده على تفريغ طاقاته في أمور إيجابية مثمرة، التعرف على الألوان وعلاقتها بالطبيعة والحياة الاجتماعية المحيطة، ودلالات استخدام الأطفال لها في رسومات الطفل، تنمية الحس الجمالي والذوق الفني عنده، تنمية روح الخيال عنده، تفريغ الشحنات الانفعالية السلبية كالغضب والعدوان والخوف، وسيلة للتعبير والتواصل مع الآخرين عند الأطفال الانطوائيين، التعرف على الحالة التي يعيشها الطفل أثناء الرسم كالخوف والغضب والقلق، قياس التطورات العلاجية التي وصل إليها لطفل بعد إخضاعه للعلاج السلوكي، التعرف على جوانب القوة والضعف الموجودة عند الطفل”. الرسم والتواصل الفعال وترى شركس أن الأسرة الواعية والمعلمة اليقظة تولي اهتماما لرسوم الأطفال باعتبارها بوابة التواصل الفعال، فمن خلال تلك الرسومات تستطيع الأم أن تتعرف على الكثير والكثير من ملامح شخصية طفلها وعلاقاته الاجتماعية، كما أنها تستطيع فهم حالته المزاجية، فالطفل السعيد يرسم وجها مبتسما، أما إذا كان حزينا فتنعكس علامات الحزن على الوجوه في رسوماته. أهداف الورشة توضح الدكتورة هبة شركس، أن الهدف من ورشة رسومات الأطفال هو أن تكون مرآة لعقولهم، وفهم هذا الجانب يعطي الكثير من النتائج. وتضيف أن هناك أهدافا أخرى منها، الوعي بمدلولات الفن النفسية، القدرة على اكتساب أهم المهارات العملية لاستنتاج سجل تاريخ الطفل من خلال رسوماته، الإلمام بالخصائص العامة لرسوم الأطفال، الإلمام بأهم الطرق العلمية الصحيحة لدراسة رسومات الأطفال، وتطبيقاتها، معرفة أهم موضوعات الرسم المساعدة في تحليل ودراسة الشخصية، تعلم كيفية البحث عن الأفكار المتضمنة في رسومات الأطفال، إعطاء القدرة على قراءة رسوم الأطفال قراءة واعية وتفصيلية، التعرف على الفوائد الناجمة من استخدام الرسم مع الأطفال. ومدى القدرة على ملاحظة الصراعات النفسية الإيجابية والسلبية للطفل من خلال رسوماته، وأخيراً الممارسة العملية لقراءة الشخصيات عن طريق الرسومات.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©