الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

شرّ البليّة ما ينسي!

20 يناير 2012
قادتني معدتي الجائعة والتي بدأت تهاجم قلبي ودماغي وتلح عليَّ بقرقرتها الحزينة، بملئها ورحمتها من هذا العذاب، إلى أحد المطاعم، فأسرعت إلى أقرب طاولة إلى الباب وجلست وتقوقعت لعلّ هذه المعدة أن تسكن وتسكت وتصبر قليلاً، وبينما كنت بانتظار طلبي، تناهى إلى سمعي حوار أنساني حالتي، وكان بين مجموعة من الفتية في مقتبل العمر يجلسون إلى جواري في طاولة مجاورة تبدو على وجوههم الغضة الملامح العربية، ولكن لباسهم وقصّات شعورهم غريبة جداً، بل فيها نوع من خدش الحياء والذوق، وكان حوارهم مسموعاً ليس لي فقط، بل لأكثر الجالسين، وكان فيه من الظرف والطرافة ما يشد السامع، ولكن ذلك ليس بيت القصيد، إنما اللافت في ذلك الحوار أن ليس فيه إلا النزر اليسير من العربية، وهذا النزر من الكُليمات العربية، كان ينطلق من ألسنتهم كمستشرقين، أو مستغربين، وكأنهم لم يتعلموا في بيوتهم أو مدارسهم أي نوع من العربية! يشعر الإنسان بالحسرة والأسى عندما يرى هذا الاهتمام المحموم بتعلم اللغات الأجنبية على حساب اللغة الأم العربية، فما نسمعه من أبنائنا من لسان ليس بالعربي، ونحن بالتأكيد لسنا ضد تعلم اللغات الأجنبية، بل نشجع عليها، ولكن ذلك لا يعني تهميش الضاد وجعلها مجرد مادة مدرسية، فعلينا كأسر، آباء وأمهات بالدرجة الأولى أن نتابع عربية أبنائنا، وأن نزرع إحساس الفخر بها أولاً بأن نتحدث بها على الأقل في البيت، وأظن أن أبناءنا ضحايا لتهميش للغتنا وزرع ثقافة بأن العربية لغة متخلفة عن سائر اللغات. تدور رحى الحرب على لغتنا الفصحى ونشارك للأسف في حمل معاول الهدم دون أن ندري، فكلنا يتحمل مسؤولية بقدر أو بآخر، في الحفاظ على لغتنا باعتبارها هويتنا وشخصيتنا، التي نعتز بها لأنها بالدرجة الأولى لغة القرآن الكريم، ولغة أهل الجنة، ولأنها أيضاً توحّد اللسان والفكر والثقافة، كما قامت بهذا الدور الكبير في الماضي، ولأنها أيضاً لغة استوعبت تراث الحضارة العربية الإسلامية، وبقاء هذه اللغة يصل هذه الأمة بماضيها، وطالما بذل الأعداء كل ما بوسعهم لتدمير الأمة من خلال لغتها فهم لا يريدون لهذه الأمة أن تتواصل، ولا يريدون لهذا التراث أن يبقى حياً وفاعلاً ومؤثراً. علي الجارم: فمــا ليَّنُــوا منــه قنـــــــاةً صليبــــةً ولا كـدّرُوا مـن صفـو تـلك المناقـبِ له العُـرْبُ ألقـــت فـي إبــاءٍ زِمَامَهــا وكانــت سَــراباً لا يُنــــالُ لشـــاربِ فوحَّدهَـــا فــي دولـــــة عربيـــــــــة تُزاحـــم فـي ركـب العُـلاَ بالمناكــب يقولـون قِـفْ بالجيــش مـاذَا تريــدُه وـــماذا تُرجِّــى مـن وَرَاءِ السباســب فقــال إلـى أنْ تنتهــي الضـادُ أنتهـي وحيـث تســيرُ العُرْبُ تســري نجائِبي إسماعيل ديب | Esmaiel.Hasan@admedia.ae
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©