الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

إسرائيل ما زالت تعيش هاجس حرب أكتوبر

10 أكتوبر 2010 00:07
تصدرت وثائق تعود إلى حرب اكتوبر او حرب “يوم الغفران” عام 1973 وقد ازيلت عنها السرية للتو، وسائل الاعلام الاسرائيلية هذا الاسبوع، ملقية الضوء على البلبلة التي سادت الطبقتين السياسية والعسكرية والدور الذي لعبته شخصيات تاريخية مثل جولدا مئير وموشيه دايان، ففي 6 اكتوبر 1973 عقد كبار قادة تلك الفترة اجتماعا طارئا في الثامنة صباحا في يوم عيد الغفران، اقدس ايام التقويم العبري، في مكتب رئيسة الوزراء آنذاك جولدا مئير في تل ابيب، لمناقشة سبل التحرك بعدما افاد تسفي زامير رئيس الموساد (جهاز الامن الخارجي) عن اندلاع نزاع وشيك في غضون ساعات، وكان زامير في تلك الفترة في لندن ويستقي معلوماته من مخبر على درجة خاصة من الاهمية هو أشرف مروان صهر الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر والمعاون المقرب من خلفه أنور السادات، غير ان محضر هذا الاجتماع التاريخي فضلا عن ثماني وثائق أخرى تتناول ما جرى في الايام الثلاثة التالية وقد نشرت للمرة الاولى هذا الاسبوع، تشير الى ان قادة الدولة العبرية كانوا يستندون في تحركاتهم الى معلومات مغلوطة، وكانوا يعتقدون بناء على تقديرات الاستخبارات العسكرية وبالرغم من المؤشرات المقلقة المتزايدة على الارض، انه سيكون من الممكن تفادي الحرب، وبالتالي فوجئوا كليا حين شن المصريون والسوريون بشكل متزامن بعد ست ساعات هجوما ضخما من قناة السويس جنوبا ومن الجولان شمالا، وعلى الجبهة الجنوبية رأت اسرائيل تحصيناتها ومواقعها تسقط الواحد تلو الآخر فيما تفشل هجماتها المضادة بواسطة المدرعات، اما في الجولان، فأخذت القوات السورية تقترب من الخطوط السابقة لحرب الايام الستة، كان دايان يعتقد انه من الممكن احتواء القوات المعادية باستدعاء مئتي ألف من جنود الاحتياط، في حين طالب رئيس الاركان الجنرال ديفيد اليعازر بإعلان التعبئة العامة وشن هجوم استباقي لتدمير الطيران السوري “خلال ثلاث ساعات”. وبتت جولدا مئير المسألة لصالح خطة اليعازر، وقد صعقت بانتكاسة الجنود الاسرائيليين، وفي اليوم التالي قدمت طرحا وصف بأنه “فكرة مجنونة” وأرادت ان تلتقي الرئيس الاميركي ريتشارد نيكسون سرا لابلاغه بخطورة الوضع، في وقت كانت الخسائر تزداد فداحة والذخائر وقطع الغيار تنفد، واوردت صحيفة “هآرتس” ان الوثائق التي نشرت بعدما شطبت منها الرقابة العسكرية مقاطع، تلمح الى ان “الفكرة المجنونة” تلك كانت تقضي باستخدام السلاح النووي، وفي اليوم الرابع من الحرب، اقر دايان “اسأت تقدير قوة العدو وبالغت في تقدير قواتنا الخاصة” معترفا بأن “العرب يقاتلون بشكل افضل من السابق ولديهم الكثير من السلاح”. وعرض صورة قاتمة للغاية للوضع فطرح امكانية تجنيد متطوعين من الشبان اليهود في الخارج، معتبرا ان المواقع الاسرائيلية على قناة السويس “لا يمكن ان تصمد”، ومن ابرز ما جاء في كلام دايان في تلك الاجتماعات انه انتهك احد المحرمات الكبرى في اسرائيل اذ اوصى بالتخلي عن المصابين في ارض المعركة في المواقع التي لا يمكن اخلاؤها، كما طرح خطة تقضي بقصف دمشق “للقضاء على معنويات السوريين”، غير ان مئير لم توافق، واخطأ دايان مرة جديدة اذ اكد انه لا يمكن لقواته عبور قناة السويس، وقد اثبت الجنرال ارييل شارون العكس. فقد نجح شارون في اختراق القوات المصرية مغيرا مسار الحرب. وبعد معارك ضارية بالدبابات، استطاعت اسرائيل في ما بعد ان تبدل موازين القوة لصالحها امام السوريين. وبرأت لجنة التحقيق في اخفاقات حرب اكتوبر برئاسة القاضي شيمون جرانات، كلا من جولدا مئير ودايان والقت بمسؤولية النزاع الذي كلف اسرائيل ثلاثة آلاف قتيل وثمانية آلاف جريح، على عاتق القادة العسكريين بدءا باليعازر. وقال افرائيم امبار استاذ العلوم السياسية في جامعة بار ايلان ان “الوثائق التي ازيلت عنها السرية والتي نشرت في الايام الماضية لا توضح الصورة بشكل كامل، لكن الاهتمام الهائل الذي لا تزال تثيره بعد مضي 37 عاما يظهر ان الجروح لم تلتئم بعد”.
المصدر: القدس المحتلة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©