"البلوز" و"الريدز".. "ممنوع ركن الحافلات"!

مراد المصري (دبي)

يلتقي تشيلسي مع ليفربول مساء اليوم، في قمة مباريات الجولة السابعة للدوري الإنجليزي لكرة القدم، وذلك في مباراة متجددة تماما على عكس زمن قريب، حينما يقدم فيه الفريقان النسخة الهجومية لكل منهما تحت قيادة الإيطالي ماوريتسو ساري من جانب «البلوز» والألماني يورجن كلوب لدى «الريدز».
وحتى الأمس القريب كانت مواجهات الفريقين ذات معايير مختلفة، حيث لم يمتلك الإيرلندي الشمالي براندن رودجيرز مدرب ليفربول السابق روح المغامرة الهجومية، فيما اعتاد تشيلسي أن يقدم نسخة مكررة من محبي الدفاع بالمقام الأول، بما بات يطلق عليه الجمهور أسلوب «ركن الحافلات»، وأبرزهم البرتغالي جوزيه مورينيو والإيطالي أنطونيو كونتي، لتكون المنافسة هذه المرة بين كلوب وساري تحت شعار «ممنوع ركن الحافلات» !.
ومنذ تولى كلوب مهمة تدريب ليفربول عام 2015، ?نجح ?الفريق ?تحت ?قيادته ?في تسجيل ?339 ?هدفا ?في ?مختلف ?المسابقات، ?وحقق ?88 ?فوزا ?مقابل ?44 ?تعادلا ?و31 ?خسارة ?في ?163 ?مباراة ?بمختلف ?البطولات ?المحلية ?والأوروبية، ?وأدى ?أسلوب ?لعبه ?إلى ?بروز ?العديد ?من ?الحلول ?الهجومية ?بداية ?من ?المصري ?محمد ?صلاح ?الذي ?حطم ?رقما ?قياسيا ?صمد ?طويلا ?في ?الدوري ?الإنجليزي ?الممتاز ?بالوصول ?إلى ?32 ?هدفا ?الموسم ?الماضي، ?إلى ?جانب وجود ?السنغالي ?ساديو ?ماني ?والبرازيلي ?فيرمينيو ?وحاليا ?السويسري ?شاكيري ?والإنجليزي ?العائد ?بعد ?غياب ?دانيل ?ستوريدج، ?وغيرها ?من ?الأسماء ?التي ?جعلت ?من ?الفريق ?عاشقا ?للهجوم ?بالمقام ?الأول ?ووجهة ?محببة ?للجماهير ?الراغبة ?بالمتعة، ?وهو ?ما ?ينعكس ?من ?نجاح ?ليفربول ?بتسجيل ?هدفين ?على ?الأقل ?في ?آخر ?سبع ?مباريات ?بالدوري ?عموما ?منذ ?الموسم ?الماضي.
ويأتي نجاح ليفربول في تحقيق الفوز في أول 6 مباريات على التوالي في انطلاق الدوري الإنجليزي، ليشكل استمرارية على مسيرة الموسم الماضي التي أنهاها «الريدز» بالفوز أيضا ليصل إلى الانتصار السابع على التوالي بالمجمل العام منذ الموسم الماضي.
من جانبه، نجح الإيطالي ساري في إعادة الهدوء إلى فريق تشيلسي الذي لا يعرف سوى الصخب دائماً، خصوصا بسبب العلاقة المتوترة بين المدربين والروسي إبراموفيتش مالك الفريق من جهة، وبين المدربين ونجوم الفريق من جهة أخرى في عدد من المواسم الماضي، ليفرض المدرب إيقاعه وينجح في استخراج أفضل ما لدى البلجيكي هازارد، الذي كان تائهاً عن مستواه الحقيقي في المواسم الماضي، لكنه حاليا الأبرز في صفوف الفريق بأهدافه وأدائه، الذي جعل ريال مدريد الإسباني يندم على عدم استغلال فرصة التعاقد معه في الصيف الماضي.
ويتمسك تشيلسي بأهمية إقامة هذه المباراة على ملعبه، خصوصا إنه حصد الفوز في آخر ثلاث مباريات على ملعبه في لندن في مسابقة الدوري الإنجليزي، ويتمنى أن لا تتغير العادة أمام منافس مباشر هذا الموسم، علما بأن الفريق استفاد من انضمام الإيطالي من أصول برازيلية جورجينهو الذي قدم توازناً في خط وسط الفريق منذ قدومه مع ساري، حيث كان ركيزة معه في نابولي، ليضع المدرب كامل ثقته بإحضاره معه إلى «عاصمة الضباب».
وبغض النظر عما أسفرت عنه نتيجة الفريقين في كأس الرابطة الإنجليزي قبل أيام وانتهت بفوز تشيلسي بنتيجة 2-1، ?يتوقع ?أن ?تختلف ?المعطيات ?في ?مسابقة ?الدوري ?على ?صعيد ?الأسماء ?في ?التشكيلة ?الأساسية، ?فإن ?حالة ?الغزل ?بين ?الثنائي ?كلوب ?وساري ?واضحة ?للجميع ?مع ?إعجاب ?كل ?مدرب ?بطريقة ?الآخر.
وكان ساري أشاد بأسلوب ليفربول، موضحاً أنهم يتفوقون على فريقه بسبب عملهم مع نفس المدرب الذي وصفه بالرائع في السنوات الماضية، وأوضح أن فريقه يتمنى أن يصل إلى مستواهم.
ورد كلوب على تصريحات بإشادة بساري، وقال: يا له من مدرب، لطالما أعجبت به خلال الفترة التي قضاها مع نابولي، اعتقد أنه أفضل تغيير في إنجلترا مؤخراً، لديه أسلوب لعب مختلف تماما والكرة التي يقدمها تشيلسي معه جميلة.وتابع: «أحترم ما يقدمه كثيراً، تأثيره واضح على الفريق واللاعبين، وشاهدنا كيف تغير أداء أبرز لاعبيه، ومنهم هازارد وجيرود وكانتي، يمتلكون فريقاً قوياً بالفعل».

«الليفرز» على بعد خطوة من إنجاز جديد
سيكون ليفربول على بعد خطوة من إنجاز جديد وغير مسبوق في تاريخ النادي، وذلك في حال نجح «الريدز» في تحقيق الفوز أمام تشيلسي اليوم، ليصل الفريق إلى 7 انتصارات متتالية في انطلاق منافسات الدوري الإنجليزي الممتاز للمرة الأولى في تاريخ المسابقة.
ويضع ليفربول الخسارة أمام تشيلسي في كأس الرابطة الإنجليزي خلف ظهره، ويسعى لدخول المواجهة على ملعب ستامفورد بريدج بمعنويات الوصول إلى هذا الرقم غير المسبوق، الذي من شأنه أن يؤمن موقع الفريق في صدارة الترتيب أمام مانشستر سيتي وتشيلسي بالذات.
ويعتبر الرقم القياسي السابق لأفضل بداية هو 6 انتصارات متتالية، ونجح ليفربول بمعادلة الرقم بعد تفوقه على ساوثهامبتون الأسبوع الماضي، ليصبح قريباً من الخطوة السابعة.
ولم يتجاوز أي فريق 6 انتصارات متتالية في انطلاق الدوري الممتاز، وجاءت البداية عن طريق نيوكاسل يونايتد في موسم 1994-1995، ثم جاء الدور على تشيلسي الذي نجح مرتين في موسمي 2005-2006، و2009-2010.
ومع تفوق مانشستر سيتي في الموسم الماضي ووصوله لحاجز 100 نقطة، فإنه حقق 6 انتصارات متتالية في بداية مشوار الدوري، ثم جاء التعثر في المحطة السابعة لكتيبة الإسباني بيب جوارديولا.
ويتطلع ليفربول إلى تحقيق أول ألقابه في عهد الدوري الممتاز، حيث استعصى اللقب لسنوات طويلة للغاية، وسط حالة من التفاؤل أن ينجح الألماني يورجن كلوب بإيجاد الحل بعدما تجاوز رقم ليفربول السابق الذي كان 4 انتصارات متتالية في بداية مشوار الدوري، علماً بأن الفريق سجل 15 هدفاً في أول 6 مباريات في حصيلة مميزة للغاية للفريق صاحب الصبغة الهجومية.

أخبار ذات صلة

لماذا عاشق «البادل تنس» أفضل «بديل» لكلوب؟

وبدأت الانتقادات.. صلاح «ظِل نفسه» في ليفربول!

لوفرين: خضنا مباراة «إحماء»
وصف الكرواتي ديان لوفرين، مدافع ليفربول، المواجهة التي جمعت فريقه مع تشيلسي في كأس الرابطة الإنجليزي يوم الأربعاء الماضي، بمثابة مباراة «إحماء»، قبل الموقعة الحقيقة في الدوري، وقال: «بعد هذه الإصابة، من الجيد أن أعود للفريق وأن أشارك. أنا سعيد للغاية، أتمنى العودة للياقتي بنسبة 100%?، ?سيطرنا ?على ?المباراة ?الماضية ?أمام ?تشيلسي، ?ولعبنا ?بشكل ?جيد ?وسجلنا، ?كما ?سنحت ?لنا ?فرصتين ?محققتين، ?عاد ?تشيلسي ?في ?الدقائق ?العشر ?الأخيرة ?وسجلوا ?هدفين، ?لكن ?ربما ?تكون ?مباراة ?الليلة ?مثل ?الإحماء ?لمواجهة ?الدوري».
وتابع: «الآن نعرف ما يتعين علينا فعله بشكل أفضل، لدينا مباراة كبيرة ضد تشيلسي في الدوري، وسنتحسن من دون شك، أثق في قدرتنا على فعل الكثير بشكل أفضل».

إبراموفيتش يحاول بيع تشيلسي
تأتي هذه المواجهة وسط أنباء متضاربة حول نية الروسي رومان إبراموفيتش بيع نادي تشيلسي الإنجليزي، وذلك بعد سنوات من الإنجازات والحصاد الذي حققه «البلوز» في عهد الرجل الذي تولى ملكية الفريق عام 2003، ?لكن ?تعدد ?المشاكل ?التي ?عانى ?منها ?مؤخراً، ?ومنها ?عدم ?قدرته ?على ?دخول ?إنجلترا ?بعض ?الوقت ?بسبب ?خلاف ?سياسي، ?جعله ?يوقف ?عملية ?بناء ?الملعب ?الجديد ?ويدرس ?العروض ?لبيع ?النادي. وكشفت مصادر إنجليزية أن إبراموفيتش بدأ بالفعل مفاوضاته مع مهتمين بالحصول على الفريق، ورفض عرضاً بلغت قيمته 2 ?مليار ?و300 ?مليون ?يورو، ?وذلك ?مع ?تمسكه ?الملياردير ?بالحصول ?على ?3 ?ملايين ?جنيه ?إسترليني ?نظير ?الموافقة ?على ?بيع ?النادي ?اللندني ?خلال ?الموسم ?الحالي.وتأتي هذه الأنباء لتعكر على الفريق الانطلاقة المثالية، خصوصاً أن الفريق وجد الاستقرار الفني بعد سنوات من حالة التذبذب بالأداء.