السبت 4 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

حملة هيلاري.. وتقلبات الإعلام

8 يوليو 2015 23:55
شاهد الجميع صوراً لهيلاري كلينتون أثناء مشاركتها في الاحتفال بالعيد القومي الأميركي يوم الرابع من يوليو في ولاية نيو هامبشير، بينما وقف صحفيون خلف حبل وهم يحاولون تغطية الحدث. ويمثل هذا صورة سيئة في معظمها لوزيرة الخارجية السابقة كلينتون، لكن هناك من انتقد الصحفيين لرضوخهم لهذا. ووقع على كلينتون أغلب اللوم من الخبراء لمنعها وصول الصحافة إليها. فلماذا يستمر هذا الخلاف القائم منذ فترة طويلة بين كلينتون والإعلام وكيف تتحقق مصالح كلينتون والإعلام والناخبين؟ جزء من القضية يتمثل في أن كلينتون فريدة من نوعها بين جميع المرشحين لمنصب الرئاسة، وهذا يؤثر على كيفية عمل حملتها. وذكرت «جينفر بالميري» المديرة الإعلامية لحملة كلينتون في برنامج «مورنينج جو» في شبكة «إم. إس. إن. بي. سي» يوم الاثنين الماضي أن «واجبنا في حملتنا مختلف فحسب عن حملات المرشحين الآخرين». ولم تفصل «بالميري» قولها لكن من الواضح أنها تقصد أن كلينتون باعتبارها زوجة رئيس أميركي سابق وسيناتورة سابقة ومرشحة رئاسية سابقة ووزيرة خارجية سابقة معروفة للجميع. لكنها تحتاج لإعادة تقديم نفسها للناخبين وتعزيز أواصر الصلة بينهم. واهتمام الإعلام بكلينتون شديد كما كان دوما، مما يخلق تحديات. ومازالت كلينتون تعامل الصحافة بحذر وبعض المراقبين يستخدمون لغة مشددة، لكن الواقع أن علاقة وسائل الإعلام بحملة كلينتون أفضل مما كانت عليه عندما رشحت نفسها للرئاسة لأول مرة قبل ثمانية أعوام. ويؤكد «مو إيلتثي» المسؤول السابق في حملة كلينتون عام 2008 والمدير التنفيذي الحالي لمعهد «جورجتاون للسياسة والخدمة العامة» أن «المرة السابقة كنا في حرب مفتوحة.. كان هناك الكثير من الحواجز والصراخ وعقلية نحن ضد هم فحسب. وتغير هذا في نهاية المطاف لكن عندما حدث هذا كان قد فات الآوان. كانت البئر قد تسممت». أما هذه المرة، يبدي الطرفان وهما الحملة الانتخابية والإعلام الذي يغطيها استعداداً للتقارب. فعلى سبيل المثال، فاتحت حملة كلينتون جمعية مراسلي البيت الأبيض للمساعدة في إنشاء فرقة من الصحفيين مشابهة لتتناوب مع الصحفيين الذين يغطون أخبار الرئيس كل يوم. وهناك فريق صحفيين يعمل منذ أن أعلنت كلينتون حملتها. وعلاقات حملة هيلاري كلينتون بالصحافة ليست مثالية، لكنها أكثر وداً مما كانت عليه قبل ثمانية أعوام. وأشارت «بالميري» إلى أنه يتعين على الصحفيين أن يستوعبوا أنهم لا يستطيعون فعل كل ما يريدونه. وأضافت: «الصحافة مهمة لكنها ليست بأهمية الناخبين». ويشير مفكرون سياسيون أن على الصحافة أيضاً إدراك أن الخريطة الصحفية قد تغيرت بشكل كبير منذ عام 2008 مع ظهور «تويتر» ومواقع التواصل الاجتماعي الأخرى التي هي سلاح ذو حدين. فبوسع الحملة الانتخابية أو البيت الأبيض تخطي وسائل الإعلام التقليدية والوصول إلى الناخبين مباشرة من منافذ مختلفة، لكن أداة مثل «تويتر» يمكنها أيضاً بسهولة نشر صورة عن حملة ما على نطاق واسع. فبعد لحظات من استخدام حملة كلينتون للحبل في نيوهامبشير، كان الصحفيون ينشرون الصور على «تويتر». وانتشرت هذه الصور وغيرها بشكل فيروسي لتخلق حالة عامة على مواقع التواصل الاجتماعي. والسيئ في الأمر لفريق كلينتون أن هذا يتماشى مع الفكرة الراسخة منذ فترة طويلة عن توتر العلاقة بين الحملة والصحافة. وضخّم الصحفيون المشهد بنشر تغريدات فيها اتهامات. وشارك «الجمهوريون» أيضاً في المشهد. وانتقد الحزب «الجمهوري» في نيو هامبشير «استخدام حبل لحماية المرشحة المتعجرفة الأوفر حظاً للحزب «الديمقراطي» في شارع عام. وفي البرامج الحوارية يوم الأحد تهكم معلقون على الحبل، وهاجموا كلينتون والصحفيين على السواء. وصرحت المحللة السياسية الجمهورية»سي. إ. كاب «في برنامج «ستيت أوف يونيون» (حالة الاتحاد) أن «هذا مهين للصحفيين الذين التزموا بقواعد هيلاري كلينتون الصحفية... لا ألومها في الواقع، بل ألوم الصحفيين الذين قبلوا هذا. ففي الثانية التي يقررون فيها أنهم لن يفعلوا هذا مرة أخرى و(يقولون) لن نغطي فعالياتك اللامعة بالطريقة التي تريدين، حينها ستضطر لتغيير سلوكها«. أما فيما يتعلق بالاستراتيجية الإعلامية لحملة كلينتون، اعترفت «بالميري» يوم الاثنين أن الحملة يقويها ألا تعطي الصحافة ما تريد، لكنها أشارت إلى هدف أكبر وهو بناء «أساس جيد» لحملة انتخابية تأمل أن تذهب بكلينتون إلى البيت الأبيض. ليندا فيلدمان* *محللة سياسية أميركية ينشر بترتيب خاص مع خدمة «كريستيان ساينس مونيتور»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©