تجربة الشعر العصري في تونس

تحت عنوان “تجربة الشعر العصري في تونس 1900 ـ 1930 (دراسة نقدية في الملابسات والمضامين)”، صدر للباحث والناقد التونسي عبد القادر كتاب تطرّق فيه إلى الشعر التونسي المعاصر، حيث درس ملابسات ظهوره وانتشاره وأشكاله ومضامينه وقضاياه. وذلك من خلال تقسيمه إلى ثلاثة أبواب تناول في الباب الأول ملابسات الشعر العصري في تونس فعاد إلى ما قبل النشوء، مرورا بمرحلة نشوء الشعر العصري والإفاقة على حركة التاريخ منتهيا إلى تحقيق الارتقاء. تطرّق المؤلف في الباب الثاني إلى قضايا الشعر العصري في تونس من خلال اهتمامه بالفن الشعري في قصيدة الشعر العصري على مستوى التجديد في اللغة والتجديد في الصورة الشعرية، وذلك بقراءة بعض محاولات التنويع الشكلي من خلال وصف عروضي لديواني صالح السويسي وسعيد أبو بكر ودراسته للبحور الشعرية والقوافي منتهيا إلى خصائص المضمون وانعكاسات الواقع، مبيّنا أنّ الشعر العصري هو مرآة المجتمع التونسي في تعبيره عـن قضاياه. وأمّا الباب الثالث: وهو شواهد عصرية الشعر العصري، بيّن فيه الباحث شروط عصرية الشعر من منظور الخطاب النقدي وانتهى إلى الوقوف على ثوابت العصرية وبطلانها. يقول المؤلّف عبد القادر عليمي: “لقد حاولنا بهذا العمل أن نسلّط الضوء على تجربة من تجارب الشعر التونسي انبثقت مع مطلع القرن العشرين، واستمرّت حتى نهاية الثلث الأول منه” مؤكّدا على ضرورة الوصول إلى “معرفة مدى طرافة هذه التجربة ومدى الإضافات التي أحدثتها على الساحة الشعرية، ومنزلتها في تاريخ الشعر التونسي”.