الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

صلاة التراويح.. نفحة إيمانية في رحاب جامع الشيخ زايد الكبير

صلاة التراويح.. نفحة إيمانية في رحاب جامع الشيخ زايد الكبير
10 يوليو 2013 22:50
توافد العديد من سكان الإمارات والمقيمين والزائرين من كل أنحاء العالم، أمس الأول، إلى جامع الشيخ زايد الكبير، ثالث أكبر المساجد على وجه الأرض في العاصمة أبوظبي، للصلاة خلف القارئ فارس عباد، في أول ليلة رمضانية تقام فيها صلاة التراويح، واللافت أن جموع الناس انتشروا في أركان الجامع بعد صلاة المغرب مباشرة لتأمل الزخارف الفنية الموجودة على الجدران، وكان من الواضح تأثير العمارة الإسلامية الشائقة في نفوس الجميع وهي تطل شامخة في أبهى حلة. من الخارج كان المسجد في قمة تألقه، حيث المآذن البيضاء مرفوعة في جلال، وتنتهي من الأعلى بحلة ذهبية، وتتوسط هذه المآذن قباب، تكسوها أيضاً المهابة والشموخ، وحين الصعود على السلالم الرخامية تستقبل الزائرين نوافير المياه التي يشع من أسفلها ضوء خافت جميل، وعلى مرمى البصر يلوح جامع الشيخ زايد الكبير بأعمدته المزدانة بالنقوش في تنويعات مشرقة، وشيئاً فشيئاً يجد المرء نفسه أمام مجسم صغير للجامع في غاية الدقة، يعبر عن أروقة الجامع وتفاصيله المدهشة. رؤية ثاقبة في اللحظات التي عمر فيها الزائرون أروقة جامع الشيخ زايد الكبير لاستقبال شهر رمضان بروحانيات عالية، كان مدير إدارة التواصل الحضاري والأنشطة الثقافية بالإنابة لمركز الجامع عبد العزيز المعمري يشرف بنفسه على التجهيزات التي عملت عليها إدارة الجامع منذ شهور، وبين أنه على الرغم من أنه يمارس عمله في جامع الشيخ زايد الكبير منذ أكثر من عام إلا أنه يشعر كلما جاء إليه في الصباح الباكر أن المكان يتجدد من تلقاء نفسه، وهو ما يرسخ في نفسه أن الجامع وصل إلى ذروة العمارة الإسلامية عبر العصور، فهو يأخذ من كل جمالياتها بطرف، ويذكر أنه يتحقق أمران عندما يمعن النظر في أركانه وبنائه الآسر، الأول هو الشعور بالمهابة، والثاني يتمثل في الراحة والطمأنينة، وهذه المعادلة البسيطة تجعله دائماً على يقين بأن المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، كان صاحب رؤية ثاقبة، ونظرة بعيدة للمستقبل، ويقول اليوم جنينا ثمرة هذه الرؤية من خلال الزيارات المتلاحقة للجامع، وبخاصة في الليلة الرمضانية الأولى، حيث كان من اللافت وجود عائلات بكاملها جاءت من أجل استشعار اللحظات الروحية التي تمنح النفس التطلع إلى المزيد من التعبد، وقد أحب الناس الصلاة في الجامع لحرص إدارته على أن يؤم الناس قراء لهم شهرتهم وتميزهم في التلاوة، مثل فارس عباد الذي بكى في أثناء القراءة وأبكي الناس بتلاوته الخاشعة وإحساسه الضافي بآيات الذكر الحكيم التي تذيب القلوب وتدفعها إلى استحضار عظمة الإسلام وتقاليده وقيمه ورسالته السمحة. معلم حضاري ويتابع المعمري: استقبل جامع الشيخ زايد الكبير العام الماضي ما يقارب من 5 ملايين زائر من كل جهات الأرض، وهذا دليل على أنه يحظي بشهرة عالمية، فصوره أصبحت موجودة في كل مكان، وللجامع أهداف أيضاً تتمثل في تلاقي الحضارات والثقافات، وأن يفكر الآخر في التعرف إلى تعاليم الدين الإسلامي السمحة، من خلال احتفائنا بالعمارة الإسلامية المبهرة وجمالياتها الفائقة، إذ جاء الجامع ضمن قائمة أفضل 25 معلماً سياحياً في العالم، وذلك بحسب التصنيف الذي أجراه مؤخراً موقع «تربيا دبسفور»، وهو أكبر موقع للسفر في العالم، ويلفت إلى أن الجولات التعريفية التي يقوم بها الزائرون داخل أروقته لها أثر كبير في التعريف بالعمارة الإسلامية، من خلال المرشدين السياحيين. لوحة بديعة قبل بداية صلاة التراويح، ببضع دقائق، اصطف المصلون في المصلى الرئيس بجامع الشيخ زايد الكبير في العاصمة أبوظبي، ومن ثم منحتهم هذه الفرصة أن يتأملوا قاعة الصلاة التي تصدرتها لوحة ضخمة قسمت إلى دوائر، وحفر على كل واحدة منها اسم من أسماء الله الحسنى بالخط الكوفي، فضلاً عن أعمدة الجامع التي كانت تمثل دوائر هي الأخرى، إذ تشكل الدائرة أربعة أعمدة متشابكة لتتقاطع في النهاية مع بعضها بعضاً، وفي السقف احتفظت الزخارف المطلية باللون الأزرق مع اللون الأصفر، لتشكل منظراً جمالياًِ مبهراً، فضلاً عن أن السجاد كان من اللون الأزرق الذي تتوزع بين جنباته رسوم مختلفة ومتنوعة، فتظهر في النهاية لوحة بديعة تبهر الناظرين. أطفال في التراويح ومن بين الأسر التي توافدت على المسجد أسرة حسن أحمد، موظف بدائرة القضاء، الذي جاء إلى رحاب جامع الشيخ زايد الكبير مع بعض أطفاله والأقارب، والشيء اللافت أن الأطفال الذين كانوا معه لم ينقطعوا عن صلاة التراويح وأكملوها من دون تعب أو ملل. ويبين حسن أنه رضخ إلى رغبة أطفاله وأطفال العائلة الذين تتراوح أعمارهم ما بين الثامنة والثانية عشر، حيث بدا عليهم قبل حلول رمضان أنهم يفضلون الانتظام في حضور صلاة العشاء والتراويح بالجامع. ويلفت إلى أنه من الضروري أن يرتبط الأطفال بالجوامع التي تبرز عظمة العمارة الإسلامية وتفوقها، وهو ما يمثل احتفاء بالموروث الإسلامي الذي يتمثل في تفوق الأبنية الإسلامية وتطورها عبر القرون الماضية. ويشير إلىأن ابنه عبد الله حضر العام الماضي معه إلى الجامع، ولم يغب يوماً عن صلاة التراويح التي كان يؤديها كاملة، وعن نفسي أغرس في أنفسهم محبة جامع الشيخ زايد الكبير على سبيل أنه معلم سياحي وثقافي وديني، يفخر به كل أبناء الإمارات. صوت ندي ومن جهته، يذكر الطفل عبد الله حسن، البالغ من العمر تسع سنوات، أنه يحب أن يصلي التراويح في جامع الشيخ زايد الكبير لعمارته الإسلامية الفائقة، فضلاً عن وجود عدد كبير من الناس يحرصون على الصلاة خلف مشاهير القراء من العالم العربي الذين يقرأون القرآن بخشوع وصوت ندي مؤثر، ويلفت إلى أن رمضان له أجواء خاصة في هذا الجامع الذي يقصده الناس من كل أنحاء الأرض، من أجل الصلاة فيه، والتعرف إلى معالمه، والتجول بين أورقته، ويشير إلى أنه لاحظ وجود عدد كبير من الأطفال من هم في سنه أو أقل يقفون في خشوع ويؤدون صلاة التراويح حتى نهايتها، ما يشجعه على المجيء للجامع بصورة يومية. مكانة خاصة وبالنسبة لوجود مجموعات من الأصدقاء داخل أروقة جامع الشيخ زايد الكبير فقد تحلق عدد من الأصدقاء في قاعة الصلاة الرئيسية، وهم ينظرون إلى النقوش المجودة على الجدران من أجل الاستمتاع بمستوى الإبداع الذي انطوت عليه، ومن بين هؤلاء يوضح أحمد عبد العزيز مهندس إلكترونيات أنه يأتي كل عام إلى الجامع في شهر رمضان من أجل الاستمتاع بالأجواء الرمضانية الروحية، إذ إن العاصمة الإماراتية من وجهة نظره ازدانت بهذا المعلم الثقافي والحضاري والإنساني، والدليل على ذلك هو أن عدداً كبيراً من الجاليات المسلمة الموجودة على أرض الإمارات تحرص على الصلاة في الجامع، في مشهد معبر يراه العالم كله، ويؤكد أن جامع الشيخ زايد الكبير له مكانة خاصة في نفوس المسلمين في كل أرجاء المعمورة، ويشير إلى أنه جاء مع اثنين من أصدقائه هما محمد العدوي، وإيهاب سعيد، من أجل مشاركة جموع المصلين في إقامة شعائر صلاة التراويح خلف القارئ صاحب الصوت الجميل فارس عباد. صغار يلتقطون صوراً تذكارية فور الانتهاء من صلاة التراويح، وخروج زوار جامع الشيخ زايد الكبير إلى ساحته الكبيرة التي انتشرت فيها أجهزة تبريد الهواء، أصر الطفلان حسام 8 سنوات وميار 4 سنوات، على أن يلتقط لهما والدهما المدرس بجامعة زايد أشرف زويد صوراً تذكارية في هذا المكان الرائع. واللافت أن الطفلين كانا يحملان فانوسين، وتذكر الطفلة ميار أنها سعيدة للغاية لوجودها في جامع الشيخ زايد الكبير، وأصرت على أن تحضر مع والدها ووالدتها وأخيها الأكبر، وتلفت إلى أنها ذهبت مع والدتها إلى مصلى النساء، وحاولت أن تؤدي الصلاة مثلها تماماً، وتشير إلى أنها تتمنى أن تسمح لها والدتها بالحضور مرة أخرى إلى الجامع خصوصاً وأنها رأت العديد من الأطفال مع أسرهم في الليلة المباركة الأولى من شهر رمضان.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©