مديحة كامل تصعد للقمة من «الهاوية»

مرت الذكرى الخامسة عشرة لرحيل الفنانة ‏مديحة كامل خلال الأيام الماضية في هدوء، رغم عرض بعض أفلامها صدفة على بعض القنوات السينمائية المتخصصة. ويحسب لمديحة أنها استطاعت، رغم اعتزالها وهي في الـ 45 من عمرها أن تتحول إلى واحدة من نجمات الصف الأول في السينما المصرية بفضل كفاحها وموهبتها وأن تكتسب جمهوراً عريضاً، من خلال تنوع أدوارها بين الرومانسية والكوميدية والتراجيدية. (القاهرة) - تعد مديحة كامل من الفنانات القليلات اللاتي قدمن أدواراً متميزة وتركن رصيداً كبيراً من الأفلام السينمائية والمسلسلات التلفزيونية والإذاعية، إلى جانب عدد من المسرحيات. وقد ولدت عام 1946 في الإسكندرية، وبدأت موهبتها في الظهور مبكراً وتحديداً في المرحلتين الابتدائية والإعدادية، وقبل أن تبلغ عامها الخامس عشر وقفت في ستديوهات الإذاعة بالإسكندرية وشاركت في عدد من التمثيليات، وانتقلت عام 1959 إلى ‏القاهرة مع أسرتها. فرصة ذهبية وأثناء دراستها الثانوية أتيحت لها فرصة ذهبية عندما شاركت في مسابقة لاختيار عارضات أزياء، حيث نجحت في المسابقة، وعقب التحاقها بقسم علم النفس في كلية الآداب، جامعة عين شمس أعلن التلفزيون عن مسابقة لاختيار ممثلات جديدات فتقدمت لها ونجحت، وأعجب بها المخرج حسن إسماعيل، فأسند إليها دوراً في تمثيلية “الحائرة”، وبدأت مشوارها الفني وكانت أمها دائمة الحضور معها في خطواتها الأولى نظراً لصغر سنها، ولمساعدتها على استكمال دراستها. وحصرها المخرجون في الأدوار المساعدة والثانوية للفتاة التي ترتدي المايوهات الساخنة والملابس الشفافة، ومع ذلك لم تستطع منافسـة نجمات الإغراء أمثال ناهد شريف وشمس البارودي، وحاولت أن تكون رقيقة وعذبة، وبذلت مجهـوداً مضاعفاً لتثبت نفسها كممثلة متمكنة وسط فنانات كبيرات من جيل فاتن حمامة وسعاد حسني ونادية لطفي وهند رسـتم، أو الأجيال التالية من أمثال نجلاء فتحـي وميرفت أمين ونيللي. بطولة مطلقة قدمت مديحة كامل العديد من الأدوار الثانية والثالثة طوال 14 عاماً في العديد من الأفلام بداية من “‎فتاة شاذة‎”‎ مع رشدي أباظة وشويكار عام 1964، ومروراً بـ “العقل والمال‎ ‎ أمام إسماعيل يس، و”هو والنساء‎” ‎ مع رشدي أباظة وهند رستم، و”مطاردة غرامية “‎مع فؤاد المهندس وشويكار، و”‎أبواب الليل” مع ليلى طاهر ويوسف شعبان، و”عائلات محترمة‎” مع ناهد شريف وحسن يوسف، و”حب المراهقات” مع أحمد مظهر وميرفت أمين، و”‎أغنية على الممر” مع محمود مرسي ومحمود ياسين وصلاح قابيل، و”حب وكبرياء” و”الشيطان ‏امرأة‎” مع محمود ياسين ونجلاء فتحي، و”السكرية” مع نور الشريف وميرفت امين، و”زمان يا حب” مع ‎فريد الأطرش وزبيدة ثروت، و”‎زائر الفجر” مع عزت العلايلي وماجدة الخطيب، و”نساء في المدينة” مع ميرفت أمين وحسين فهمي، و”الأزواج الطائشون” مع عادل إمام وناهد شريف، و”دعاء المظلومين‎ ‎ مع فريد شوقي وشويكار. وجاءتها الفرصة للبطولة المطلقة مع المخرج كمال الشيخ في فيلمه “الصعود ‏إلى الهاوية” مع محمود ياسين عام 1978 بعدما رفض الدور عدد من ‏نجمات السبعينيات لخوفهن من أن يؤثر دور “الجاسوسة” في الفيلم على جماهيريتهن وشهرتهن. آخر أفلامها وانطلقت مديحة بعد هذا الفيلم إلى عالم النجومية،‎ حيث شاركت في بطولة عشرات الأفلام مع العديد من نجوم السينما وكبار المخرجين من أمثال عاطف الطيب ومحمد خان ومحمد راضي وسمير سيف وعلي عبد الخالق ونادر جلال، ومن بينها “امرأة قتلها الحب” ‎ مع فريد شوقي ومصطفي فهمي، و”‎لا يا أمي” مع فريد شوقي ومجدي وهبة، و”دعوني انتقم‎” ‎ مع حسين فهمي ورشدي أباظة، و”‎أبو البنات” مع فريد شوقي ومحمود قابيل، و”الأخرس‎” مع محمود ياسين، و”العرافة” مع عمر خورشيد ومديحة يسري، و”انتخبوا الدكتور سليمان عبدالباسط” مع عادل إمام، و”عيون لا تنام” مع فريد شوقي واحمد زكي، و”أشياء ضد القانون” مع محمود ياسين، و”بريق عينيك” مع حسين فهمي ونور الشريف، و”السلخانة”‎ مع سمير صبري وعادل أدهم، و”‎درب الهوى” مع محمود عبدالعزيز ويسرا، و”تجيبها كدة تجيبها كدة هي كدة” مع سمير غانم وليلى علوي، و”الاحتياط واجب‎ ‎ مع احمد زكي وابو بكر عزت، و”‎نعيمة فاكهة محترمة” مع فاروق الفيشاوي وسعيد صالح، و”شوارع من نار” مع نور الشريف وليلى علوي و”عندما يبكي الرجال‎ ‎ مع فريد شوقي ونور الشريف، و”‎المعلمة سماح” مع عزت العلايلي، و”عشرة على عشرة” مع يحيى الفخراني، و”العجوز والبلطجي” ‎و”شوادر” و”السقوط” مع كمال الشناوي، و”العفاريت” مع عمرو دياب، و”المزاج‎” ‎ مع فيفي عبده. وفي عام 1992 قدمت فيلم “ بوابة ابليس” مع محمود حميدة وكان آخر أفلامها حيث اعتزلت بعده ‏العمــل الفني وارتدت الحجاب. ‎ عاشقة المسرح وعشقت مديحة المسرح الذي كانت تهرب منه غالبية زميلاتها وقدمت على خشبته عدداً من المسرحيات منها “هاللو شلبي” أمام سعيد صالح وعبد المنعم مدبولي وأحمد زكي، و”‎يوم عاصف جداً‎ ‎ مع صلاح قابيل ونجاح الموجي، و‎”‎لعبة اسمها الفلوس” و”‎حلو الكلام‎” ‎ مع سعيد صالح. كما شاركت في بطولة عدد من المسلسلات التلفزيونية من بينها ‎”‎العنكبوت‎” و”‎الأفعى‎ ‎ و”‎الورطة” و”الغشاش‎” و‎‎”‎ينابيع النهر” مع صلاح السعدني وسعيد عبدالغني وهالة صدقي وعمرو دياب، و”البشاير” مع محمود عبد العزيز وأحمد بدير وأمينة رزق‎ وتأليف وحيد حامد واخراج سمير سيف. تزوجت ثلاث مرات تزوجت مديحة كامل خلال رحلتها ثلاثة مرات، الأولى وهي لم تتجاوز 17 عاماً من محمود الريس والد ابنتها الوحيدة “ميرهان” التي أنجبتها عام 1963، والثانية من المخرج شريف حمودة، والثالثة من المحامي جلال الديب. وتوفيت في شهر رمضان عقب صلاة الفجر في السادس من يناير 1997 بعد ‏تعرضها لهبوط حاد في ضغط الدم عن عمر يناهز 50 عاماً.