الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

غدا في وجهات نظر..«الإخوان» والأوطان

غدا في وجهات نظر..«الإخوان» والأوطان
10 يوليو 2013 17:49
«الإخوان» والأوطان استنتج محمد الحمادي أن الذي يقرأ في العلاقة الإماراتية المصرية يدرك مدى خصوصية هذه العلاقة العميقة بين الدولتين ومدى الاحترام والتقدير المتبادلين بين قيادتي الدولتين وشعبيهما... ومنذ أيام قليلة قام وفد إماراتي رفيع المستوى برئاسة سمو الشيخ هزاع بن زايد آل نهيان مستشار الأمن الوطني بزيارة إلى القاهرة، وهذا أول وفد إماراتي يزور مصر بعد أن قرر الشعب المصري تعديل مسار ثورته وتصحيح الأوضاع هناك... وما تقدمت به الإمارات من مساعدات تقدر بثلاثة مليارات دولار يأتي ضمن مسؤوليات الإمارات حيال شقيقتها الكبرى مصر. فسوء الإدارة التي عانت منها مصر خلال الفترة الأخيرة كبّدها خسائر كبيرة أصبحت معها بحاجة إلى دعم الإخوة والأصدقاء حتى تتجاوز الأزمة التي تمر بها. ومصر، كأي بلد في العالم بحاجة إلى رجال يبنون وطنهم وليس جماعة تخطط لتنفيذ أجندتها البعيدة عن مصالح الوطن والمواطن، فخطأ «الإخوان» القاتل كان أنهم ومن خلال محمد مرسي اختاروا أن ينسوا مصر والمصريين وبالتالي أصبحوا خارج اللعبة السياسية. نعيش الآن الفصول الأخيرة في قصة «الإخوان المسلمين» التي بدأت قبل خمسة وثمانين عاماً حين خرج رجل في أقصى البلاد وقال إنه ينشئ جماعة لرعاية العباد، ولنشر دعوة رب العباد، وإعادة خلافة إسلامية سلبت من البلاد. وبعد كل تلك السنوات اكتشف اتباع ذاك الرجل أنهم ليسوا سوى مجموعة تموت في عبادة الكرسي، ومستعدة أن تعلن الجهاد في سبيل السلطة، لا في سبيل الله، فصُدم العباد في الشرق والغرب من هذا الهراء، وتساءلوا: أين الشعارات وأين الإسلام وأين الحل؟ منصّة الدّم يقول أحمد أميري: مع إغلاق القنوات الفضائية الموالية لـ«الإخوان»، بالتزامن مع البيان الشهير الذي تلاه القائد العام للقوات المسلحة المصرية متضمناً عزل مرسي، خرج مشايخ تلك القنوات من الاستديوهات ليعتلوا المنصة المقامة في ميدان رابعة العدوية، حيث يحتشد أنصار الرئيس المعزول، ليصبح من السهل على المشاهد متابعتهم من مكان واحد، والتعرّف على الهواء مباشرة على الوجه الحقيقي لـ«الإخوان». وأول ما يُلاحظ هو حالة الهيستيريا التي يصاب بها من يعتلون تلك المنصة، سواء من قيادات «الإخوان» أو من الجماعات الدينية المؤيدة لهم، والتي يؤيدها «الإخوان» أيضاً، وإلا ما دعوهم للمشاركة في حفلة الصراخ والعويل والولولة، كأن مسّاً يصيبهم فيفقدهم الصواب. ومن ضمن ما يتردد هناك أن القصد من إغلاق تلك القنوات هو «محاربة» الإسلام، والجميع يعلم أن الإغلاق فرضته ظروف تلك اللحظة الحرجة، وأن ما أغلق هو القنوات المؤيدة لـ«الإخوان»، إلا إذا كانوا والإسلام مسميين لمعنى واحد! ويمكن في دقيقة التنقل بين عشرات القنوات الإسلامية الأخرى التي ما زالت تبث من مصر. وتلحّ جماعة المنصة على تصوير انحياز الجيش لمطالب عشرات الملايين من المصريين الذين تظاهروا وهم يرددون كلمة «ارحل»، والتدخل للحيلولة دون وقوع الحرب الأهلية، بأنه حرب على الإسلام والمسلمين! الإدارة الاقتصادية وحكم الإخوان يرى د. محمد العسومي أنه مرة أخرى تثبت الأحداث الجارية في مصر أن الإدارة الاقتصادية السيئة يمكن أن تؤدي إلى تغير الأنظمة السياسية بسبب البطالة والتدني في مستويات المعيشة، وبالأخص إذا ما أقحمت أفكار إيديولوجية مغلفة بشعارات رنانة بقضايا الاقتصاد وحياة الناس المعيشية، إذ سرعان ما تتبخر الشحنات العاطفية ليحل محلها الواقع المادي المتردي. لقد أشرنا هنا أكثر من مرة إلى خطورة أحداث «الخريف العربي» على قضايا التنمية، وبالأخص بعد فوز تيار الإسلام السياسي ممثلاً في «الإخوان المسلمين» في كل من مصر وتونس، الذي ركن الاقتصاد ومطالب الناس الحياتية واتجه إلى الانتقام مستبعداً خبرات اقتصادية مشهوداً لها بالكفاءة بعناصر لا تمت إلى إدارة التنمية بصلة. وعودة إلى التاريخ، فإن أسوأ أوضاع أوروبا الاقتصادية حدثت في القرون الوسطى عندما سيطرت الكنيسة على إدارة مرافق الحياة، بما فيها الاقتصادية وفقدت بسببها البلدان الأوروبية أفضل مفكريها إما بسبب الهجرة أو العزل أو الانكفاء. لقد أعاد التاريخ نفسه على شكل مأساة، مرة في إيران التي تعاني من تدهور اقتصادي مريع على رغم ثرواتها الهائلة، ومرة أخرى ولكنها لحسن الحظ قصيرة في مصر، حيث فقد الآلاف وظائفهم، واختفت الاستثمارات وارتفع معدل البطالة إلى 13,2 في المئة حالياً وتدنى الأداء الاقتصادي، وارتفع عجز الميزانية، وأصبحت مصر على شفا الإفلاس بعد فترة أقل من عامين فقدت خلالها كامل احتياطياتها النقدية تقريباً، مما يدل على الفشل الاقتصادي للأحزاب المتأسلمة بطائفتيها. النقد الذاتي والمصالحة الوطنية يرى الســـيد يســــين أن مصر المحروسة تمر بلحظات تاريخية فارقة ليس فيها مجال للاحتفال بنشوة الانتصار للجماهير الشعبية الهادرة التي خرجت في كل الميادين المصرية لإسقاط حكم «الإخوان المسلمين»، كما أنه ليس هناك -في تصورنا- مجال لإحساس جماهير «الإخوان» بمرارة الهزيمة. على العكس من هذه الاتجاهات والنزعات المتضاربة، هذه لحظة ممارسة النقد الذاتي من قبل كافة الأطراف السياسية بدون استثناء، بهدف التوصل إلى غاية استراتيجية عظمى هي المصالحة الوطنية بين كافة الأحزاب والتيارات السياسية، بدون إقصاء لأي طرف. ولو استطعنا أن نمارس النقد الذاتي من ناحية، وأن نحقق المصالحة الوطنية من ناحية أخرى، فإن مصر ستستطيع أن تخرج من النفق المظلم الذي قادتنا إليه للأسف الارتباكات الكبرى التي صاحبت المرحلة الانتقالية، التي بدأت بعد نجاح ثورة 25 يناير التي شاركت في صنعها كافة الأطراف السياسية وفي مقدمتها جماعة «الإخوان المسلمين» بحكم أن سياساتها المعيبة والمنحرفة التي طبقها ممثلها في رئاسة الجمهورية الدكتور محمد مرسي، هي التي قادت إلى انقسام المجتمع المصري في الشهور الأخيرة، وخاصة بعد الإعلان الدستوري الديكتاتوري الذي سبق أن أصدره. مصر... الصورة الجديدة لدى د. أحمد عبدالملك قناعة بأنه لا أحد يستطيع تحديد موقف واضح ودقيق للحالة المصرية التي تعبر نفقاً لا يسمح برؤية المشهد بكافة تفاصيله. كما أن «حرب» المصطلحات قد دارت رحاها منذ بداية تجمع المليونيات المطالبة برحيل الرئيس المعزول محمد مرسي! فهنالك من يرى أن المليونيات جاءت عبر إغراءات المؤسسة العسكرية. وهي «انقلاب» على الشرعية الدستورية! وهنالك من يرى أن خطاب مرسي الأخير كان هو المسمار الأخير في نعش الدستورية! حيث استخدم عبارات غاضبة استفزت مشاعر غير المنتمين لتيار «الإخوان المسلمين»، وهدّد باستخدام القوة والعنف (أنا أو الفوضى)! وهذا ما يمكن اعتباره من هفوات الرئيس المعزول الذي مضى على حكمه حوالي العام دون أن تهدأ البلاد. وفي ذات الخطاب كرر الرئيس المعزول أيضاً كلمة «الشرعية» أكثر من 70 مرة. «لا أسمح بأن يخرج علينا من يهز الشرعية.. هذا مرفوض.. أنا مستعد أن أبذل دمي رخيصاً من أجل الشرعية». وتم الاستدلال بتلك العبارات لغير صالحه، وبأنه كان يلمّح إلى العنف ضد شعبه. أميركا ودواعي الإصلاح الضريبي يقول "لورنس سامرز” أستاذ الاقتصاد بجامعة هارفارد ووزير الخزانة الأميركية في الفترة بين 1999 و2001: لنتخيل مكتبة عامة استُعيرت بعض كتبها وتأخر ردها أكثر من المسموح به، في هذا الوضع إما أن تلجأ الإدارة إلى العفو عن المتأخرين بعد إرجاع الكتب والاستمرار في العمل، وإما الإصرار على الالتزام باللوائح ودفع غرامة التأخير، وهما في جميع الأحوال خياران مقبولان عكس الاستراتيجية الثالثة التي تعد المتأخرين بعفو قريب مع الاستمرار في إطلاق الوعود دون تحقيقها على أرض الواقع، وهو المثال ذاته الذي ينطبق اليوم على النقاش الدائر حول الضريبة على الشركات، ففي الولايات المتحدة، لا يوجد أحد راضٍ تماماً عن نظام الضرائب المفروض على الشركات. فالبعض يرى أن معدل الضريبة يبقى عالياً مقارنة بالدخل المحلي الإجمالي مع انخفاض الوعاء الضريبي، الذي يظل محدوداً ما يجعل من عملية التحصيل ضعيفة، والنتيجة أن العديد من الشركات الناجحة لا تدفع إلا نسبة هزيلة من الضرائب، هذا إذا كانت تدفعها أصلا في وقت تعاني فيها الموازنة العامة عجزاً متنامياً، وفي وقت أيضاً يسرح فيه عمال قطاع الدفاع وتخفض فيه المساعدات المقدمة إلى الأطفال في وضعية هشة. تفجير «الضاحية الجنوبية».. ودور «حزب الله» في الحرب السورية حسب "نيكولاس بلانفورد" كان دور «حزب الله» القتالي في سوريا انكشف للجميع في مايو الماضي، عندما قاد الحزب هجوماً دام 17 يوماً على بلدة القصير، التي كان يسيطر عليها الثوار، والتي تقع على بعد 8 كيلومترات إلى الشمال من الحدود مع لبنان. ومنذ أن تمت السيطرة على البلدة في الخامس من يونيو، قام «حزب الله» بنشر مقاتليه إلى جانب الجنود السوريين في حمص ومناطق بالقرب من دمشق. ويعتبر نظام الأسد حليفاً أساسياً لـ«حزب الله» وإيران، حيث يشكلون «محور الممانعة» لمواجهة المصالح الغربية والإسرائيلية في الشرق الأوسط. ويبرر «حزب الله» تدخله في سوريا على أساس أن إسرائيل والغرب يستعملان مقاتلين سُنة متشددين للإطاحة بنظام الأسد وإضعاف التحالف. كما تحذر قيادة «حزب الله» من أنه إذا سقط الأسد، فإن لبنان سيكون في خطر بسب المقاتلين «التكفيريين» الذين ينظرون إلى أي شخص لا يشاطرهم تأويلهم المتشدد للدين باعتباره كافراً. ومع ذلك، يثير دور «حزب الله» في سوريا توتراً في لبنان يفوق ما يثيره انضمام مئات اللبنانيين السُنة إلى صفوف الجيش السوري الحر أو دعمهم الفعلي للثوار من الناحية اللوجستية. والواقع أن الاستياء اللبناني من «حزب الله» أخذ يزداد منذ سنوات بسبب النفوذ السياسي للحزب الشيعي، المدعوم بقوته العسكرية الكبيرة. استياء فاقمه الدينامية الطائفية للحرب الأهلية السورية. وقد ندد الجيش السوري الحر بتدخل «حزب الله» في سوريا وهدد مراراً بمهاجمة الحزب في لبنان. ورغم أن لؤي مقداد، المتحدث باسم الجيش السوري الحر، قال لصحيفة «النهار» اللبنانية إن الثوار يدينون تفجير بئر العبد، إلا أنه قال أيضاً إن نظام الأسد وقيادة «حزب الله» مسؤولان «بشكل مباشر أو غير مباشر».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©