الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

قصص مصورة لمحاربة الإرهاب

9 أكتوبر 2010 21:05
لاشك أن مجرد ذكر كلمة "الإرهاب" يكفي وحده لبثّ الذعر في قلوب الناس في كافة أنحاء العالم. فهذه الكلمة تذكّرنا بأن تهديد التطرف داهم، وبغض النظر عن عدد الإرهابيين الذين يتم اعتقالهم يبدو أن هناك دائماً احتمال ظهور إرهابيين جدد ليحلوا محلهم. ولعل أحد أسباب ذلك هو أنه لا توجد شريحة في المجتمع تبقى عرضة لخطر التطرف أكثر من الشباب. فعقليتهم التي يسهل التأثير عليها يمكن تغييرها بسهولة وبمختلف وسائل التضليل التي يتبعها الإرهابيون. ولذا تحاول مجموعة في إندونيسيا تسمى "لازوردي بيررو" كسر هذه الدائرة السلبية من خلال إيجاد أساليب ابتكارية لنقل المعركة مباشرة إلى جذور المشكلة. فقد ركزت "لازوردي بيررو"، التي تأسست قبل سنتين كمنظمة غير ربحية في جاكرتا، جهودها للدفاع عن ثقافة اللاعنف والتعددية والتسامح. وخلال السنة الماضية عمل مؤلفوها وفنانوها ومصمموها على إعداد رواية مصورة من 130 صفحة موجهة خاصة للإندونيسيين الشباب الذين قد يُنظَر إليهم على أنهم أهداف محتملة لجماعات التطرف. وقد أطلقت المنظمة مؤخراً روايتها المصورة هذه المعنونة: "عندما يتكلم الضمير". وقد "تم إعداد هذا الكتاب المصور للتأكيد على أهمية السلام والفهم الصحيح للإسلام ولنشر الوعي بمخاطر الحركات التي تُشجّع العنف باسم الدين في أوساط الشباب في إندونيسيا"، هذا ما تؤكده ضياء ماضيا، رئيسة منظمة "لازوردي بيررو". وتسرد الرواية المصورة قصة تفجيرات بالي عام 2002 في منطقة كوتا السياحية. وكان ذلك الهجوم هو العمل الإرهابي الأكثر دموية في تاريخ إندونيسيا حيث قتل 202 من ضمنهم 88 أستراليّاً و38 إندونيسيّاً. ويجري سرد القصة من منظور ثلاثة شخوص: علي عمران، أحد الإرهابيين المشاركين في الهجوم، و"حجي أغوس بامبانغ بريانتو"، وهو رجل ساعد على إنقاذ المصابين بعد الهجوم، و"حياتي إيكا لاكشمي"، التي قُتِل زوجها في الحادث. ومن الملفت أن جميع القصص التي يسردها الكتاب حقيقية وتم جمعها بالفعل من خلال مقابلات تفصيلية مع هؤلاء الناس. وتقول ضياء إن الفريق اضطر لمواجهة الكثير من التعقيدات البيروقراطية قبل أن يتمكن في النهاية من مقابلة "علي عمران" في السجن. ويعرف علي على أنه الرأس المدبّر وراء الهجوم، ولكن نتيجة لتوبته وتعاونه مع رجال الشرطة فقد حصل على حكم بالسجن مدى الحياة. وتبدأ القصة مع عملية التفجير، ويكتشف القراء فيها كيف تمّ تجنيد "علي" وكيف خطط للهجمات، وأخيراً تفاصيل كثيرة عن يوميات حياته بعد إلقاء القبض عليه. و"كل شيء في الكتاب دقيق ويستند إلى التجارب الحقيقية للشخصيات"، تقول ضياء، مضيفة أن الفريق قضى سنة كاملة يُجري مقابلات ويحصل على المعلومات الضرورية لإعداد الرواية. وفي أحد الفصول، ينهار "علي" أثناء المحكمة ويبكي بعد أن قدمت "حياتي" شهادتها أمام القضاة حول مدى صعوبة حياتها منذ موت زوجها: "أنا آسف حقاً لدوري في التفجير"، ينتحب علي: "لقد أدركت أن الهجوم لم يكن من الإسلام في شيء". يذكر أن منظمة "لازوردي بيررو" طبعت ما يزيد على 10 آلاف نسخة من الكتاب، وتنوي توزيع العدد الأكبر منها مجاناً في المساجد والمدارس الإسلامية الداخلية والجامعات والمكتبات العامة في جميع مقاطعات إندونيسيا الـ33. وستتوفر النسخ الباقية في دور بيع الكتب المحلية. كما يستطيع الناس كذلك تحميل نسخة إلكترونية من الكتاب من موقع المنظمة على الإنترنت بعدة لغات بما فيها السندنية والجاوّية والمالاي والعربية. ويقول "بامبانغ" إنه يأمل في أن تشكّل مشاركته في الرواية المصورة مثالاً جيداً للإندونيسيين الشباب الآخرين، وأن تساعدهم على "فهم وتعلّم جزء من تاريخ بلادنا". ويضيف أنه "يتعين على الشباب كذلك أن يكونوا حذرين عند دراسة الدين لأن هناك العديد من الجماعات الدينية المتعصبة التي تعتقد أنها على حق دائماً وأنها تعرف الدين بصورة أفضل، وهي ليست كذلك". أما الأرملة الثكلى "حياتي"، التي حضرت ليلة إطلاق الكتاب، فقد قدمت هي أيضاً نصائح للإندونيسيين الشباب: "إذا أردتم الدفاع عن الإسلام فافعلوا ذلك بصورة صحيحة، وليس من خلال أساليب مؤذية مثل هجمات بالي، لأن الإسلام دين رحمة، رفيق بالجميع، ولا نستطيع إيذاء الآخرين أبداً باسم الإسلام". تاسا نوغرازا بارلي مدوّنة وصحفية إندونيسية ينشر بترتيب مع خدمة "كومون جراوند"
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©