إنقاذ سبعيني بـ «قلبين» بمزيلات الرجفان

كشفت دراسة حالة نُشرت في النسخة الرقمية من العدد الأخير لمجلة “أنالز لطب الطوارئ” أن رجلاً لديه قلبين، الأول قلبه الخاص والثاني قلب حصل عليه من أحد المتبرعين تم إنعاشه ورُدت إليه روحه باستخدام مزيل للرجفان بعد أن كاد عدم انتظام إيقاعات نبضات القلبين يودي بحياته. وقد استعمل الأطباء تدابير إنقاذ الحياة المعمول بها في سنة 2010 لإنقاذ حياة مسن يبلغ عمره 71 سنة كان زُرع له قلب أُخذ من متبرع سنة 2003. وقبل ذلك بسنتين (2001)، زُرع لهذا المسن نفسه جهاز تنظيم ضربات القلب. وكان القلب الممنوح قد زُرع له وفق إجراء طبي يسمح له بالاحتفاظ بقلبه الخاص مع الحصول الآن نفسه على قلب المتبرع. وتم ربط القلب الجديد مع القلب الأصلي لديه لتكوين قلب مزدوج، وهو ما منحه بعض الامتيازات. ولعل أبرزها هو إتاحة الفرصة للقلب القديم للتعافي، وفي حال رفض جسمه القلب الممنوح وفشلت وظائفه في العمل، يمكن إزالته بسهولة. وهذا الإجراء الطبي الذي يعود إلى سبعينيات القرن الماضي يُستخدم حين يكون القلب الأصلي لدى الشخص ضعيفاً جداً للعمل لوحده أو إذا كان القلب المتبرَع به يختلف من حيث الحجم عن القلب الأصلي للمريض. غير أن هذا الإجراء لا يُعمل به إلا نادراً في الوقت الراهن، وذلك نظراً لظهور تقنيات جراحية جديدة وأدوية تثبيط مناعي أفضل. وكان هذا المريض هرع إلى غرفة طوارئ بعد ضيق نفسه وانخفاض ضغط دمه وتسارع دقات قلبه. وقُدمت له أدوية لعلاجه، لكن الذي حدث هو أن ضغط دمه انخفض أكثر فأُرسل مباشرةً بعد ذلك إلى غرفة العناية المركزة. وشيئاً فشيئاً، بدأت إيقاعات نبضات القلب الأصلي العليل تؤثر على القلب المزروع وفقد المريض الوعي إثر ذلك وتوقف عن التنفس وتوقفت نبضات قلبيه كليهما. فما كان من الأطباء الموجودين في الغرفة إلا اللجوء إلى استخدام مزيلات الرجفان في محاولة يائسة لإنقاذه، وهو ما تيسر لهم وفاجأهم بعد أن استعاد المريض فعلاً تنفسه ونبضاته. ونُقل المريض مباشرةً بعد ذلك إلى وحدة العناية بالقلب وتم رفع أداء جهاز تنظيم ضربات القلب لديه ليتم بعد ذلك السماح له بمغادرة المستشفى بعد تجاوزه هذه المحنة التي سببها له قلباه الاثنان. وأورد الأطباء في تقريرهم حول هذا المريض أن حالته جيدة في الوقت الحالي وأن نبضات قلبه استعادت انتظامها. وعلق الباحثون الذين تناولوا هذه الحالة بالقول إن أكبر درس يمكن استخلاصه من هذه الحادثة هو أهمية التدخل الفوري السريع في إنقاذ الأرواح. عن “لوس أنجلوس تايمز”