الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

اقتصاد جنوب السودان يقترب من «الانهيار»

اقتصاد جنوب السودان يقترب من «الانهيار»
7 يوليو 2012
جوبا (أ ف ب) - من خلال وقف إنتاجها النفطي، الذي يشكل المصدر الرئيسي لإيراداتها، خلال يناير الماضي، أضعفت جنوب السودان اقتصادها أكثر الذي يعاني أصلاً من انعدام البنى التحتية والاستثمارات واعتمادها الكبير على الخارج للحصول على المواد الغذائية. وبعد أقل من ستة اشهر على نيلها استقلالها على انقاض حروب أهلية دامت نصف قرن، قررت جوبا، التي كانت تعتمد على أنابيب الشمال لنقل نفطها، وقف صادراتها لاستيائها من سرقة الخرطوم لنفطها بسبب خلاف حول مبالغ حقوق العبور. واعتباراً من مارس دقت مذكرات سرية اصدرها البنك الدولي ناقوس الخطر بشأن مستقبل اقتصاد جنوب السودان متوقعة انهياره على الأجل القصير والمتوسط، في حال لم يستأنف الإنتاج النفطي. وقال معاون المتحدث باسم حكومة جنوب السودان “لن ننهار سنستمر إلى أن تتم تسوية مشكلة النفط”. وقال سمسون واسارا، عميد كلية الدراسات الاقتصادية والاجتماعية في جامعة جوبا، إنه من الصعب تكوين فكرة عن الوضع الاقتصادي لعدم توفر أرقام رسمية موثوقة. من جهته ذكر مانو جوب، رجل الأعمال الذي يدير متجراً للأغذية في جوبا، “منذ يناير تباطأ النشاط” و”لم تعد الأموال تتدفق إلى البلاد”. وفي أحد أسواق العاصمة لا حاجة لإحصاءات لاحتساب التضخم الذي قدر بـ80% خلال مايو خلال عام. وقال الموظف خميس ماتاتا صافي “معظم السلع التي كانت زهيدة الثمن ارتفع سعرها”. وأضاف “منتجات مثل الفاكهة أصبحت من الكماليات.. زادت معظم الأسعار بـ100%”. وذكر واسارا “الارتفاع الكبير لأسعار المنتجات مقلق جداً”. وقالت كاكوزا التاجرة الأوغندية “الزبائن لا يملكون المال للشراء. نشتري السلع بأسعار مرتفعة ويريد الزبائن أسعاراً منخفضة”، معتبرة أن رقم أعمالها تراجع بـ40 إلى 45%. والعملات التي كان يجنيها النفط أصبحت نادرة ما أدى إلى تراجع قيمة الجنيه في جنوب السودان أمام الدولار أو عملات المنطقة. لكن كاكوزا تشتري التفاح والبرتقال من مصر والموز والافوكادو والأناناس والباذنجان من أوغندا. وبعد أن أغلقت الخرطوم حدودها لم تعد تصل المنتجات السودانية ما ساهم في ارتفاع الأسعار. والأراضي في جنوب السودان خصبة لكن الحرب انعكست سلباً على القطاع الزراعي. وغياب البنى التحتية في منطقة لم ترغب الخرطوم أبداً في تطويرها، لا يسمح إلا بزراعة المنتجات الأساسية. وأفاد دبلوماسي غربي أن جنوب السودان “يستورد 70% من الأغذية، في حين يفترض أن يكون بلداً مصدراً”. وقال الفرد لوكوجي، عميد كلية الدراسات الجماعية والريفية في جامعة جوبا، “لا يمكن لبلد استيراد أغذيته”، مؤكدا أن الأمر الملح هو “تحسين شبكة الطرقات” غير الموجودة في كافة أنحاء البلاد. ويمنع غياب البنى التحتية يضاف إليه الإطار القانوني، تدفق الاستثمارات. وقال واسارا “الأولوية لشق الطرقات.. ثم لتشجيع الاستثمارات نحتاج إلى الكهرباء” في حين أن العاصمة تحصل على الكهرباء بواسطة المولدات. وحتى الآن لم تجذب البلاد سوى مستثمرين صغار أساساً من شرق أفريقيا بحثاً عن عودة سريعة إلى الاستثمارات في مجال الصناعة الفندقية أو المطاعم. وذكر واسارا أنه حتى الآن لم يكن هناك أي مستثمر كبير. ويعجز المراقبون الأجانب عن تحديد الوقت الذي يمكن أن تستمر فيه “هذه اللعبة الخطيرة” التي تدور بين الخرطوم وجوبا إذ تحاول كل عاصمة خنق اقتصاد العاصمة الأخرى. وقال دبلوماسي غربي “إن احتياطي البنك المركزي في جنوب السودان غير معروف”، متساءلاً: “ماذا سيحصل عندما سيستنفد هذا الاحتياطي؟”.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©