ركن الإعلام يخرج الأطفال من قوقعة الخجل ويدربهم على المواجهة

(أبوظبي) - فقرات جديدة ومميزة عديدة أبهرت جمهور مهرجان “صيّف في أبوظبي” الذي انطلق مطلع هذا الشهر في مركز المعارض في أبوظبي، واشتمل على فعاليات وأنشطة مدهشة، منها “عالم المهن”، والذي احتوى على 12 مهنة مختلفة، قدمت في قالب شائق وجذاب للأطفال والكبار من رواد المهرجان. في “عالم المهن” كان هناك جناح خاص بالإعلام، ومن خلاله يتعرف الزائرون، خصوصاً الأطفال، إلى الكثير عن عالم الإعلام والاستوديوهات التلفزيونية، وما يدور خلف الكواليس، وكيف تدور الآلة الإعلامية، حتى تظهر في صورة أخبار مختلفة أو برامج حوارية، وغيرها من أنواع المواد المقدمة عبر الشاشات الصغيرة. تقول المرشدة ديالا أمين، التي تقوم بدور مذيعة تستضيف الأطفال في أحد البرامج الحوارية، إن “تلك الفقرة تقدم لكل الأطفال حتى سن الخامسة عشرة، حيث تقوم باستضافة أحدهم، وتجلسه على المقعد المقابل لها، وتأخذ في محاورته تماماً، وكأنه ضيف على إحدى القنوات التلفزيونية، ويتم تصوير الحوار بكاميرات التصوير التلفزيونية، حتى تكون الأجواء مماثلة تماماً لما يحدث داخل الاستوديوهات”. وتضيف أن الأسئلة الموجهة إلى المشاركين في هذا اللقاء، تتناسب مع أعمارهم الصغيرة، ويدور فحواها حول انطباعاتهم عن مهرجان “صيّف في أبوظبي”، ومشاهداتهم للتطورات التي لحقت به عبر الأعوام الماضية، وذلك لمن قام بزيارته خلال الدورات السابقة. وتلفت إلى أن إجاباتهم كانت مميزة، كونها جاءت صريحة ومعبرة عن رأيهم الحقيقي، مصحوبة بمبررات منطقية، مؤكدة أنهم جميعاً عبروا عن فرحتهم بكل ما يدور داخل المهرجان من ألعاب جميلة وعوالم من الألوان والحركة، أتاحت لهم فرص اللعب والتعلم بأمان، تحت إشراف مدربين مؤهلين ومتخصصين في التعامل مع الأطفال. وتكشف أمين عن أن تلك الحوارات أتاحت للأولاد والبنات التعبير عن أحلامهم وطموحاتهم، وكذلك إبراز ما لديهم من مواهب مختلفة سواء كانت شعراً أو غناءً أو موسيقى. وتقول إن هناك فوائد عديدة اكتسبها كل من شارك في جناح “الميديا”، حيث ساهمت في خروج كثير من الأطفال من قوقعة الخجل، ودربتهم على مواجهة الغير والثقة بالنفس، وأيضاً التعبير عن رأيهم بكل حرية وطلاقة.وتشير إلى أن هذه هي المرة الأولى التي يتم إجراء تلك التجربة خلال مهرجان “صيّف في أبوظبي”، مؤكدة أنها شهدت إقبالاً كبيراً ما يبشر بأنه سيتم تطبيقها في الأعوام المقبلة. وتوضح أمين أنه سيتم عمل مسابقة يومية في المعلومات العامة بين الأطفال المشاركين في فقرة الميديا، وذلك عبر طرح مجموعة من الأسئلة عليهم باللغتين العربية والإنجليزية، وسيحصل الفائز على هدايا تذكارية ترسخ ذكرى مشاركته في المهرجان لهذا العام. وتقول أمين إنها المرة الأولى التي تتعامل فيها مع الأطفال في مثل هذا النوع من البرامج والفعاليات، وأنها اكتسبت خبرات مهمة، مثل القدرة على التواصل مع الأطفال، حيث اكتشفت أن التعامل معهم يتطلب قدراً عالياً من التركيز والاهتمام، يماثل ذلك القدر الذي يولى للكبار حيال التعامل معهم، معتبرة أن احترام رأي الأطفال والاستماع إليهم هو أفضل الطرق للتعامل معهم، والتأثير عليهم بما يفيدهم مستقبلاً.