الأربعاء 8 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

سوريا بين «الجيش الإلكتروني» و «القراصنة الأحرار» !

12 يوليو 2011 00:14
دمشق (وكالات) - تستخدم قوات الأمن السورية وسائل كلاسيكية لقمع التظاهرات خلال النهار، إلا أنها خلال الليل تستهدف المعارضين مستخدمة سلاحهم الأكثر فتكاً، وهو “الإنترنت”. ويستخدم المحتجون مواقع التواصل الاجتماعي خصوصاً “فيسبوك” و”يوتيوب”، لحشد الدعم في مواجهة نظام الرئيس بشار الأسد عبر بث مقاطع مصورة يقولون إنها تظهر قمع السلطات للمحتجين، إلا أن النظام بدوره يستخدم “الإنترنت” للرد على المعارضين إلى حد أن السلطات نشرت وحدة خاصة هي “الجيش السوري الإلكتروني” لشن حرب إلكترونية ضد المناوئين ولبث التعليقات المؤيدة للأسد على مواقع مناهضة للنظام. وقال عهد الهندي منسق البرامج العربية في موقع “سايبر ديسيدنت دوت اورج”: “إن العديد من المواقع وصفحات فيسبوك استهدفت من قبل مؤيدي الأسد عبر نشر تعليقات كان الكثير منها كناية عن تهديدات بالقتل وسباب واتهامات بالخيانة”. وقال الناشط رامي نخلة “انهم يرسلون الآلاف من الشكاوى ضد صفحة معينة إلى أن تقوم إدارة فيسبوك بإغلاق هذه الصفحة”. ونخلة أحد الناشطين الذين يستخدمون مواقع التواصل الاجتماعي لتغطية الأحداث في سوريا، وكان يستخدم الاسم المستعار “ملاذ عمران”. وساهمت صفحة “الثورة السورية 2011” على فيسبوك التي تحظى بتأييد 225 ألف شخص بشكل كبير في نشر صور وأخبار الاحتجاجات. وكثرت الصفحات المشابهة داخل سوريا لنشر أخبار الاحتجاجات وخلق قنوات اتصال بين المعارضين في الداخل والخارج. وقال الناشط أزهر الذي هرب إلى إحدى الدول العربية في مارس “ان بعض المؤيدين للحركة الاحتجاجية بدورهم يشنون حرباً مضادة ضد محاولات قرصنة صفحات الثورة”. وقال “إن الجيش الإلكتروني تمت قرصنته أكثر من 26 مرة من قبل ناشطين معارضين”. وشكل المعارضون تحالفا تحت مسمى “اتحاد قراصنة سوريا الأحرار لدعم الثورة السورية”. وهم يزعمون أنهم قاموا بـ140 عملية قرصنة ضد مواقع مؤيدة للنظام في يوم الثالث من يونيو وحده. وقال ازهر “ان بعض الشبيحة يقومون بنشر رسائل تدعو الى العنف والطائفية على صفحات مؤيدة للثورة، ومن ثم يستخدمونها كأدلة مزعومة على ما يقولون انه دعوات الى العنف والطائفية من قبل المعارضة”. وعن الجهة التي تدير الحرب الرقمية على المعارضين، قال الناشطون “انهم شبيحة النظام”. وقال نخلة “ان الشبيحة الذين يضربون المتظاهرين في النهار واولئك الذين يشنون الحرب الإلكترونية في الليل ينتمون الى الجهة نفسها”. وقال الهندي ان الصفحات الرئيسية التي تستخدم ضد المعارضين يديرها اشخاص قريبون جداً من نظام الاسد”، واشار بشكل خاص الى حيدرة سليمان نجل ضابط الاستخبارات والسفير السوري حالياً لدى عمان بهجت سليمان. وفي مبادرة لتعزيز مصداقية المواد الاعلامية التي ينشرونها، يقوم المحتجون برفع لافتات تظهر في التسجيلات وتشير الى تاريخ ومكان التظاهرات، فضلاً عن تصوير مواقع وابنية محلية يمكن التعرف إليها. وحسب نخلة، فإن تحميل فيلم من دقيقتين قد يستغرق ليلة كاملة من خلال استخدام الإنترنت عبر الهاتف. وقال “ان الناشطين المعارضين يشعرون بأن هذا هو السلاح الوحيد في وجه اجندة النظام التي تختلق الاكاذيب ضدنا”. واضاف “ان اي شاب ينزل الى الشارع لتصوير الاحتجاجات بهدف تحميل الفيلم على الانترنت يدرك انه سيكون الهدف الاول للقناصة المنتشرين على سطوح الابنية وبالتالي عندما يعود الى منزله لن يخشى بالطبع تحميل هذا الفيلم”.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©