قالت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاجون)، أمس: «إن نقل نظم إطلاق صواريخ متعددة الفوهات من عيار كبير من روسيا إلى انفصاليين أوكرانيين بات وشيكا فيما يبدو، حيث أصبحت الأسلحة قريبة بدرجة كافية من الحدود، (ويحتمل تسلميها اليوم (أمس الجمعة))».
وفيما تتواصل الاشتباكات بين القوات الحكومية الأوكرانية والانفصاليين في شرق البلاد، قالت الأمم المتحدة أمس إن حوالى مئة الف شخص نزحوا من ديارهم داخل أوكرانيا، وهو عدد تضاعف في أقل من شهر، بينما فضل 130 ألفا آخرون الفرار إلى روسيا.
قال الكولونيل ستيف وارين، وهو متحدث باسم البنتاجون: «لدينا مؤشرات على أن الروس يعتزمون توريد نظم إطلاق صواريخ متعددة الفوهات أكثر تقدماً، وأكبر عياراً، في المستقبل القريب جداً».
وأضاف: «إن الأسلحة أصبحت على مسافة 200 مليمتر».
وأشار وارين إلى أن الأسلحة شوهدت تقترب من الحدود، ويعتقد البنتاجون أن نقلها أصبح وشيكاً، «ويحتمل اليوم».
وقال: «نعتقد أنهم قادرون على نقل هذه المعدات في أي وقت وفي أي لحظة».
وردا على ذلك، اتهمت وزارة الخارجية الروسية الولايات المتحدة بأنها تشن «حملة تشهير» ضد روسيا باتهامها بمساعدة المتمردين في أوكرانيا، وبأنها «تشاركهم المسؤولية عن إراقة الدماء» في المنطقة.
وقالت الوزارة، في بيان: (نرفض التلميحات التي لا أساس لها) بشأن مساعدة عسكرية تقدمها موسكو للمتمردين وإطلاق نار من روسيا على مواقع للجيش الأوكراني».
ونددت الخارجية الروسية بـ«حملة تشهير» ضد روسيا وبـ«أفكار نمطية معادية لروسيا»، مشددة على أن الولايات المتحدة «التي دعمت الانقلاب غير الدستوري في كييف تشارك في المسؤولية عن إراقة الدماء».
إلى ذلك، قال مسؤول أمني روسي: «إن ما يصل الى 40 قذيفة مورتر أطلقتها القوات الأوكرانية سقطت أمس في إقليم روستوف الروسي قرب الحدود مع شرق أوكرانيا، حيث تقاتل كييف الانفصاليين الموالين لموسكو».
ونقلت وكالة انترفاكس للأنباء عن فاسيلي مالاييف، ممثل جهاز الأمن الاتحادي المعني بأمن الحدود، قوله: «إن حوالي 30 قذيفة مورتر سقطت في قرية بالمنطقة».
ونقلت الوكالة عن مالاييف قوله: «لم يسقط قتلى أو جرحى نتيجة سقوط القذائف على الأراضي الروسية من الجانب الأوكراني.
سقطت حوالي 30 قذيفة مدفعية على إقليم روستوف».
وفي وقت سابق قال مالاييف لوكالة الإعلام الروسية نوفوستي: «إن 40 قذيفة سقطت عبر الحدود».
وتبادلت موسكو وكييف الاتهامات بإطلاق النار عبر الحدود، فيما قالت أوكرانيا: «إن الصواريخ التي أطلقت من روسيا ربما تكون أسقطت مقاتلتين تابعتين لها هذا الأسبوع».
وتنفي كل من كييف وموسكو هذه الاتهامات.
وكانت موسكو قد حذرت في وقت سابق من الشهر الجاري من عواقب وخيمة بعد قصف عبر الحدود، أصاب منزلين في اقليم روسستوف، وقتل رجلاً.
ونسبت وكالة أنباء انترفاكس إلى رئيس هيئة الأركان الروسية قوله: «إن هناك ما يبرهن على أن أوكرانيا استخدمت قنابل الفوسفور التي تقتل ضحاياها من خلال الإصابة بالحروق أو استنشاق الغازات».
وأعلنت المفوضية العليا للاجئين التابعة للأمم المتحدة أمس أن حوالى مئة الف شخص نزحوا من ديارهم داخلأاوكرانيا، وهو عدد تضاعف في أقل من شهر، بينما فضل 130 ألفا آخرون الفرار الى روسيا.
وقال دان ماكنورتون في تصريح صحفي في جنيف ان “عدد النازحين من سكان دونيتسك ولوجانسك ارتفع كثيرا منذ بداية يونيو.
.
نحن نقترب من عتبة مئة الف نازح داخل أوكرانيا”.
وبحسب الأرقام الرسمية لدى مفوضية الامم المتحدة بتاريخ 18 يوليو، فان 95473 شخصا نزحوا في اوكرانيا فيما فر 130 الفا الى روسيا.
والنازحون داخل البلاد قالوا لموظفي الامم المتحدة على الارض انهم غادروا منازلهم بسبب “القلق المرتبط بالامن والمخاوف من ان يجدوا انفسهم عالقين وسط المعارك”.
وأمس، طالبت هيئة الطيران الروسية أوكرانيا بتقديم أدلة على القصف المحتمل للطائرة الماليزية التي سقطت مؤخرا في شرق أوكرانيا.
وقال رئيس الهيئة ألكسندر نيرادكو، أمس، في موسكو: «إن القيادة الأوكرانية لم تقم بشيء حتى الآن للعثور على شظايا الصاروخ المحتمل».
وأضاف نيرادكو في تصريحات لوكالة الأنباء الروسية «إنترفاكس»: «أوكرانيا ملزمة وفقاً للقواعد الدولية تنظيم عملية البحث».
وذكر نيرادكو أنه «ليس من المفهوم تماماً» سبب عدم إغلاق أوكرانيا للمجال الجوي فوق المنطقة المضطربة شرقي البلاد حتى لحظة سقوط الطائرة، موضحاً أن هذا يعد انتهاكاً للقواعد الدولية.
وترد أوكرانيا على تلك الاتهامات بأنها لم تغلق المجال الجوي لأسباب مالية.
تجدر الإشارة إلى أن أوكرانيا، ثاني أكبر دولة من حيث المساحة في أوروبا، تجني الملايين من رسوم عبور الطائرات فوق أراضيها.
وتعهد الرئيس الأوكراني بيترو بوروشينكو بتسليم صور الأقمار الاصطناعية التي توثق سقوط طائرة الركاب الماليزية في شرق أوكرانيا.
وأعلن ديوان الرئاسة في كييف في بيان «سيتم تسليم الصور لمحققين دوليين من أجل تحقيق شفاف للحادث الإرهابي».
وجاء في البيان «أن الصور تظهر أيضاً أماكن حطام الطائرة الماليزية من طراز بوينج 200-777»، وأضاف: «يمكن أيضاً إثبات أن الإرهابيين أزالوا أجزاء من حطام الطائرة عقب سقوطها».
على الأرض تواصلت الاشتباكات أمس بين القوات الأوكرانية والانفصاليين.
واستعادت القوات الأوكرانية مدينة ليسيتشانسك التي تعد 105 آلاف نسمة من الانفصاليين في شرق أوكرانيا، وفق ما أعلنت الرئاسة الجمعة في بيان.
وأفاد البيان بأن «العسكريين الأوكرانيين رفعوا علم أوكرانيا على مقر بلدية ليسيتشانسك».
وتقع هذه المدينة على مسافة تسعين كلم غرب لوجانسك إحدى العاصمتين الاقليميتين في الشرق المتمرد، وإحدى معاقل الانفصاليين الموالين للروس.
وفي لوجانسك أسفرت المعارك عن سقوط قتيلين وسبعة جرحى خلال الـ24 ساعة الأخيرة وفق البلدية.
وفي دونيتسك العاصمة الإقليمية الأخرى، التي يسيطر عليها المتمردون، قتل رجل بشظايا قذيفة، وجُرحت امرأتان وفق البلدية.
(موسكو،كييف،وكالات)
عدد اليوم
