الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

غدا في وجهات نظر..مصر تسترد روحها

غدا في وجهات نظر..مصر تسترد روحها
9 يوليو 2013 21:31
مصر تسترد روحها يرى د. وحيد عبد المجيد أنه إذا أخذنا المتوسط العام للتقديرات المتباينة لعدد المشاركين في احتجاجات 30 يونيو، وهو حوالى 20 مليوناً، فهذا يعني أن واحداً من كل أربعة مصريين نزلوا إلى الشارع في ذلك اليوم. وهذه النسبة قد لا تعتبر غير مسبوقة في التاريخ المعاصر، بما في ذلك تاريخ مصر، لأن المشاركة في جنازة الزعيم الراحل جمال عبد الناصر الفعلية في القاهرة والرمزية في المحافظات الأخرى جميعها لم تكن أقل قياساً إلى عدد السكان في سبتمبر 1970، وهو 30 مليوناً. تطهير المجتمع من «الإخوان» يقول محمد خلفان الصوافي لا يمكن لأحد من الإماراتيين أو الخليجيين أن يخفي شعوراً بالارتياح إزاء إنهاء ما عرف بقضية «التنظيم السري». بل إن ذلك الشعور الإماراتي يمتد ليصل إلى مصر. وربما يكون تعبير سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، وزير الخارجية، قد أجمل ذلك الشعور في تصريحاته حول متابعة الإمارات لتطورات الوضع المصري في تغريداته في «تويتر». عندي سببان اثنان لشعورنا بالارتياح: الأول، أن الحكم القضائي في الإمارات الذي أنهى أحد الملفات الصعبة والغريبة على المجتمع منذ قيام الدولة، وكذلك تدخل الجيش المصري لإنهاء حكم «الإخوان المسلمين» في مصر استجابة لرغبة مصرية عارمة، كانا عبارة عن رسالة من «المجتمع» بأن أفراده يرفضون الذين تعوَّدوا استغلال الدين لأهداف سياسية. وبالتالي ينبغي على الجميع، خاصة الذين تعودوا «امتطاء» الدين لخدمة أهدافهم السياسية والعابرة للحدود، أن يستوعبوا ذلك. وهي رسالة للذين يحاولون عبثاً تخريب العلاقة بين الإمارات وشعوب دولهم، دون أن يدركوا تفاصيل تلك العلاقة. فالشعب الإماراتي يعي تلك العلاقة أكثر مما يعتقد أصحاب الأجندات التخريبية، «الإصلاحيون المزيفون»، وبالتالي فإن تجربة عام من حكم «الإخوان» كانت كافية لكشف مساعيهم. السبب الثاني لشعورنا بالارتياح له علاقة بسرعة ترحيب القيادات السياسية الخليجية بتدخل الجيش المصري لإنقاذ الدولة المصرية، الشقيقة الكبرى للدول العربية، لأن هناك فرقاً بين جماعة «الإخوان» وبين الشعب المصري. والأهم في هذا السبب أن الشأن المصري في حقيقة الأمر ليس شأناً خاصاً بالمصريين فقط، بل هو شأن يخص العرب جميعاً. الخليج والفكر الديني السياسي يرى د. علي الطراح أنه بعد عزل الرئيس مرسي شهدنا حالة من الانفلات لجماعة «الإخوان» في العالم العربي، فالسقوط لم يكن مصرياً بقدر ما كان أممياً لفكر «الإخوان المسلمين». ومن التصريحات الغريبة ما قاله رئيس رابطة علماء الشريعة في الخليج الدكتور عجيل النشمي الذي اعتبر أن عدم سيطرة «الإخوان» على القضاء وعدم تغلغلهم في الجيش كان نقطة الضعف التي ساعدت على سقوطهم. وهو بذلك يدعو الحركة لدخول القضاء والجيش لتتمكن من السيطرة على مفاصل الدولة. وكان الرئيس المخلوع مرسي قد دخل في مواجهات مع القضاء، لكنه فشل، وقبلها مواجهات مع الجيش بعزله طنطاوي وعنان، ومعارك أخرى مع الفضائيات والصحافة... ففكرة السيطرة على مفاصل الدولة كانت فكرة مسيطرة على مكتب الإرشاد الذي يدير الرئاسة، وهذا ما دفع إلى خروج ملايين من الشعب المصري تطالب بعزله وتنظيم انتخابات رئاسية. إلا أن الإرشاد يعي أن الإعادة تعني فشل «الإخوان» في المجيء مرة أخرى لكرسي الحكم. ما يعنينا هو تصريح «النشمي»، كونه يفضح مخطط الحركة، وكونه يحمل دعوة سافرة لـ«الإخوان» لدخول القضاء والجيش. وما قاله «النشمي» لا يخص مصر وحدها وإنما هو يخاطب القاعدة الإخوانية في دول الخليج العربي أيضاً، وهذا ما يجب على الحكومات الخليجية الانتباه له. ماذا بعد الشتاء الإسلامي؟ يرى د. بهجت قرني أن الحسم العسكري الذي حدث في مصر يوم الأربعاء 3 يوليو، وأدى إلى عزل الرئيس الإخواني محمد مرسي، تتعدى أحداثه هذا اليوم، بل حتى الصراع المصري ذاته. إنه يثير أسئلة كثيرة على المستوى العربي ككل. فمثلاً، من المعروف أن «الربيع العربي»، خاصة في الدول التي شيدته مثل تونس ومصر، أصبح ربيعاً إسلامياً. السؤال إذن: هل عزل مرسي واعتقال بعض قيادات جماعة «الإخوان المسلمين»، يعود بنا إلى الشتاء الإسلامي؟ وهل تدخّل القوات المسلحة المصرية بهذه القوة والصراحة يعود بالمنطقة العربية إلى «الحقبة العسكرية» في الخمسينيات والستينيات من القرن الماضي، وأسفرت عن بروز قيادات عالية القامة مثل عبدالناصر، وهواري بومدين، وحافظ الأسد، وحتى معمر القذافي؟ وهل أصبح «الخيار» أمام معظم الشعوب العربية حالياً: إما الإسلاميون أو العسكريون؟ الحدث المصري يوم الأربعاء 3 يوليو قد يشير إلى هذه الإجابة. نحن نعرف الكثير عن نمط حكم العسكريين، لكن القليل هو المعروف عن البديل الإسلاموي. لماذا أصبح الإسلاميون القوة المسيطرة نتيجة ثورات «الربيع العربي»؟ ثم لماذا كان شهر العسل مع الجماهير قصيراً لهذه الغاية؟ ماذا تقول لنا التجربة المصرية في هذا الصدد؟ مصر: الانعكاس على الإسلام السياسي والإسلام! يقول رشيد الخيون: لم ينتهِ حكم الرئيس الأسبق مبارك (2011) لولا أن الجيش المصري حسم الأمر، وهيأ ظرفاً مناسباً للانتخابات العامة، وجرت بسلام، لكن ما اتضح أن الرئيس الممارس للسُّلطة هو محمد بديع المرشد العام لجماعة «الإخوان المسلمين» لا الرئيس المنتخب محمد مرسي، الذي تظاهر باعتزال العمل العقائدي والحزبي والتفرغ لرئاسة مصر، فحصل العكس انشغل بتأسيس «الإخوان» في السلطة، فخرجت الملايين وربما نصفهم من منتخبيه يقولون: «ارحل». فماذا يفعل الجيش ومصر تموج وتمور، والكراهية أخذت تتفشى، ففي عقر الرئاسة صار الخطاب «كسر شوكة الكافرين والمنافقين»؟ ومَن هم المقصودون بهذا الخطاب سوى الملايين الذين نزلوا إلى الميادين ضد «الإخوان» قبل مرسي. مصر: عود على بدء حسب عائشة المري ، شقّت الحالة المصرية العالم بين مؤيد ومعارض ومترقب لسير الأحداث، واصطفت الحكومات والشعوب العربية على جانبي الصراع بعد أن أعلن وزير الدفاع المصري الفريق أول عبد الفتاح السيسي الأربعاء 3 يوليو عزل مرسي وتولي رئيس المحكمة الدستورية العليا إدارة شؤون البلاد إلى حين انتخاب رئيس جديد. فبين حكومات أيدت تدخل الجيش لإسقاط مرسي ودعمت خريطة الطريق التي أعلنها السيسي، وبين أخرى عارضت التدخل لإسقاط أول رئيس مصري منتخب، يتضح أن الوصول إلى حلول وسط أصبح بعيد المنال في الحالة المصرية، فما بدا وكأنه بداية حل للأزمة بعد 30 يونيو، خلق أزمة سياسية أخرى بدءاً من تعريف الحالة، هل هي انقلاب عسكري للجيش أم انقلاب شعبي على الرئيس؟ هل هو انتكاسة لمسار الديمقراطية أم تصحيح له؟ وليس انتهاءً بالتساؤل حول خريطة الطريق المصرية. مصر المحروسة دائماً يقول عبدالله عبيد حسن: بينما يتقاتل المصريون في شوارع القاهرة والإسكندرية وغيرهما من مدن البلاد، ويتساقطون قتلى بالعشرات، فإن بعض «المحللين» و«المفكرين» في صحافة الغرب يتحدثون حول «الانقلاب العسكري» ويحضون حكوماتهم على التصدي للجيش المصري الذي أسقط رئيساً وبرلماناً منتخبين، وديمقراطية وجد بعضهم الجرأة لوصفها بأنها أول ديمقراطية عرفتها مصر في التاريخ! وهكذا الحال دائماً مع تلك الجماعات الموصوفة بـ«الخبراء» في شؤون الشرق الأوسط، فخبرتهم وعلمهم ودرجاتهم الأكاديمية عجزت عن فهم تاريخ العالم الإسلامي ومعرفة النضالات البطولية لأهله ضد الاستعمار الأوروبي، وأن الغاية الحقيقية لهذا النضال هي إقامة مجتمعات مدنية ديمقراطية تحقق التنمية والتقدم العلمي والانتقال من مرحلة القبلية والطائفية إلى مرحلة المجتمع المدني. إن الفريق أول عبدالفتاح السيسي وزملاءه في قيادة القوات المسلحة المصرية قد أعلنوا بصدق أن ما دفعهم لإزاحة مرسي من رئاسة الجمهورية هو الاستجابة لمطالب الشعب المصري وليس حباً في السلطة ومغرياتها، بل واجب الحيلولة دون سقوط الدولة المصرية ولمنع الانقسام الكبير الذي كانت كل المؤشرات تشير إلى أنه سيقود مصر نحو فتنة أهلية تراق فيها دماء المصريين على أيدي ميليشيات «الإخوان المسلمين» التي حلت محل الشرطة المصرية. مشكلة «الإخوان» هي حبهم للسلطة والثروة، وها هي سنة واحدة من حكمهم لمصر كشفت أسلوبهم الماكر في تحويل البلاد من وطن لكل أهله إلى «إقطاعية خاصة» للجماعة بإقصاء مخالفيها في الرأي من القوى الأخرى، وممارسة أبشع ألوان التعذيب والإرهاب وسرقة المال العام وتفشي الرشوة وتمكين الرأسمالية الإسلامية المتحالفة مع قوات الأمن. بكين وواشنطن.... مزيد من التعاون يرى يانج جيتشي، مستشار دولة في جمهورية الصين الشعبية أنه في أوائل يونيو الماضي، أجرى الرئيس الصيني شي جينبينج ونظيره الأميركي أوباما اجتماعات غير رسمية في كاليفورنيا دامت ثماني ساعات، حددا خلالها رؤيتهما للتعاون بين الصين والولايات المتحدة من أجل خلق نموذج جديد للعلاقات بين بلدين كبيرين. ومعلوم أنه منذ بدأت الصين والولايات المتحدة التعاون الثنائي قبل أربعين سنة، أصبحت مصالحهما متداخلة على نحو متزايد. فاليوم، هناك رحلة جوية بين الصين والولايات المتحدة كل 24 دقيقة، ونحو 10 آلاف شخص يسافرون عبر المحيط الهادي كل يوم. كما أن ثمة نحو 194 ألف طالب صيني يدرسون في الولايات المتحدة، وهناك 26 ألف طالب أميركي في الصين. وعلاوة على ذلك، فإن اقتصادينا يشكلان ثلث الاقتصاد العالمي، بينما يشكل شعبانا ربع سكان العالم، ويشكل حجم تجارتنا خمس المجموع العالمي. والواقع أن التعاون الصيني- الأميركي يعود بالخير على الشعبين. فقد أثبتت السلع الصينية غير الباهظة وذات الجودة العالية أنها تحظى بشعبية واسعة بين المستهلكين الأميركيين في وقت يتيح فيه السوق الصيني الكبير فرصاً ممتازة للشركات الأميركية. ففي عام 2012، على سبيل المثال، حققت 70 في المئة تقريباً من الشركات الأميركية العاملة في الصين أرباحاً، وفق استطلاع للرأي أجرته غرفة التجارة الأميركية في جمهورية الصين الشعبية، وأعلنت 40 في المئة منها عن هوامش ربح أكبر في الصين مقارنة مع معدلها العالمي. كما أن الأكثر من 1500 مطعم من سلسلة مطاعم ماكدونالدز الموجودة في الصين تفوقت على مطاعم ماكدونالدز أخرى في العالم من حيث الأداء. وعلاوة على ذلك، فإن الاستثمارات الصينية ساهمت في تقوية الاقتصاد الأميركي. وعلى سبيل المثال، فإن «محطة حاويات الحوض الغربي» التابعة لشركة «تشاينا شيبينج» في كاليفورنيا خلقت قرابة 10 آلاف وظيفة محلية؛ وقد أخبرني بعض الأميركيين أنهم يعتبرون هذا الميناء «الأكثر احتراماً للبيئة» في العالم. التمييز في أميركا... إلى واجهة الأحداث! يقول هيرالد ميرسون: لقد ثبت خلال نصف القرن الماضي أن التمييز بين المجموعات السكانية في الولايات المتحدة أصبح أكثر تأثراً بضغط الرأي العام. وبين قانون الحقوق المدنية لعام 1964 والقرار الذي صدر مؤخراً عن المحكمة العليا وعطّل جزءاً رئيسياً من قانون الدفاع عن حقوق الزواج، انهارت الحواجز القانونية التي تناصب العداء للأقليات العرقية، واختفت المظاهر القانونية التي تفرق بين الرجال والنساء. وتتابعت التغيرات في القوانين على نفس النمط، حيث لفتت حفنة من الناشطين المتطرفين الانتباه إلى وجود ازدواجية في المعايير القانونية، ونمت حركة جماهيرية تهدف لدعم القضاء وتعطيل القوانين الجائرة ونبذ الممارسات العنصرية. وعند ذلك فقط بدأت الحكومة تستجيب للمطالب الداعية للالتزام بأسس العدالة القانونية. المشهد المصري... الرابحون والخاسرون على حد قول "آرون ديفيد ميلر”، تطرح التطورات الأخيرة في مصر سؤالاً مهماً هو: من الفائز ومن الخاسر؟ مصر البلد يمثل قصة تتوالى فصولها منذ خمسة آلاف عام ولذلك قد يكون من المبكر للغاية تقديم تنبؤات محددة في اللحظة الراهنة. ولكن دعونا نقول إنه لا يوجد في مصر الآن فائزون صريحون. ولكن هناك أطرافا أدت بشكل أفضل من الأطراف الأخرى يمكن لنا أن نطلق عليها «فائزون مع التحفظ» أما الخاسرون فمن السهل التعرف عليهم. الفائزون مع التحفظ: المجلس الأعلى للقوات المسلحة، دعونا هنا ننسب الفضل لأهله. فوسط خلل الأداء وانعدام الكفاءة اللذين يبدو أنهما يسودان المنطقة، أثبت الجيش المصري أنه يعرف حقاً كيف يقوم بتغيير سريع، وخال من الدماء نسبياً، وبمتابعة قوية، وصارمة، وفعالة بشكل واضح. رد «الإخوان» على ذلك بتظاهرات شوارع ضخمة تحولت إلى عنف. ولكن ليس من الواضح ما إذا كانوا سيستطيعون الاستمرار في هذا التحدي للجيش أم لا. إلا أن الواضح والمؤكد أن ذلك على أقل تقدير قد وضع القوتين الأقل ديمقراطية في البلاد على طريق الصدام، مع وقوف الشعب وراء الجيش. ففي الحقيقة أن الجيش يتمتع بمساندة وتشجيع من الغالبية العظمى ممن خرجوا إلى الشوارع في الأيام الماضية. ولكن دعونا لا نخدع أنفسنا هنا: فتدبير انقلاب ببراعة شيء، وإدارة مرحلة انتقالية للديمقراطية شيء آخر وتجربة المجلس العسكري السابق بقيادة طنطاوي في إدارة المرحلة الانتقالية عقب تنحي مبارك، والتي اتسمت بعدم الكفاءة وارتكاب العديد من الأخطاء والانتهاكات تثبت ذلك.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©