السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«شلل الوجه» والتهابات المفاصل أهم مخاطر سوء استخدام أجهزة التكييف

«شلل الوجه» والتهابات المفاصل أهم مخاطر سوء استخدام أجهزة التكييف
11 يوليو 2011 20:57
مع حلول أيام الصيف تشتد درجة الحرارة، وتتزايد معدلات الرطوبة، ولا يجد الناس مفراً من البقاء أمام أجهزة التكييف طيلة الوقت، حتى أثناء ساعات النوم، ويمضون أوقاتهم في أعمالهم ومنازلهم، وفي تحركاتهم بسياراتهم أمام أجهزة التكييف. وهناك من يبالغون في ذلك، واعتادوا البقاء أو حتى النوم تحت درجة حرارة منخفضة للغاية، إلا أن الأمر لا يسلم في كثير من الأحيان من أن نضطر إلى الانتقال فجأة بين مكان بارد للغاية، وآخر على النقيض تماماً من السخونة والرطوبة، ودون مقدمات، مما يجعلنا نعاني من التأثيرات السلبية والأوجاع سواء بالإصابة بنزلات البرد، أو الانفلونزا، أو من الآلام المبرحة في العظام والمفاصل. ما سر علاقة التواجد أمام أجهزة التكييف المبالغ في برودتها، وهذه الأعراض؟ ولماذا تتأثر مفاصل وعضلات الإنسان أكثر من غيرها بالتغير المفاجئ في درجة الحرارة؟ الدكتور كمال إبراهيم، أستاذ جراحات العظام والعمود الفقري في جامعة لايولا الأميركية، والاستشاري الزائر في أبوظبي، يوضح هذه العلاقة، ويقول:”من الطبيعي أن يضطر الناس إلى البقاء طيلة الوقت أمام أجهزة التكييف لأنهم لا يتحملون الحرارة والرطوبة العاليتين، وربما يمكن تجنب الأضرار الناتجة عن ذلك لو أنهم لم يبالغوا كثيراً في خفض درجة الحرارة عن الحد المعقول، ولا سيما عند النوم، أو البقاء أمام أجهزة التكييف بشكل مباشر، مع تخفيف الملابس والأغطية، وعدم مراعاة التدرج عند الانتقال بين المنطقتين الباردة والحارة، لعدم وجود الوقت، وعدم الحذر. وغالباً ما تكون النتيجة الإصابة بنزلات البرد، أو الشكوى من آلام بسيطة أو متوسطة وشديدة في العضلات والمفاصل، تصل أحيانا إلى حد التشنجات، والالتهابات”. أضرار مباشرة يشير الدكتور إبراهيم إلى هذه الأضرار، ويقول:”تشتد الأضرار المباشرة التي تسببها أجهزة التكييف على المفاصل بسبب تأثر المنطقة “الغضروفية الهلامية اللزجة”، التي تتأثر بالاختلاف المفاجئ في درجات الحرارة مما يتسبب في إحداث تيبّس في المفاصل، وهنا ننبه إلى أن ‏درجة‏ ‏الحرارة‏ ‏العالية‏ ‏التي‏ ‏ترافق‏ ‏موجات‏ ‏الحر‏ ‏قد‏ ‏تؤدي‏ ‏بالذين‏ ‏يعانون‏ ‏أصلا‏ ‏من‏ ‏هبوط‏ ‏في‏ ‏الضغط‏ ‏إلى‏ ‏توسع‏ ‏في‏ ‏الأوعية‏ ‏الدموية‏ ‏الجلدية‏، ‏من‏ ‏أجل‏ ‏الحصول‏ ‏على‏ ‏كميات‏ ‏أكبر‏ ‏من‏ ‏البرودة‏ ‏وازدياد ‏كميات‏ ‏العرق،‏ ‏وحدوث‏ ‏حالات‏ ‏من‏ ‏جفاف‏ ‏الجسم‏ ‏بسبب‏ ‏نقص‏ ‏السوائل‏، ‏وننصحهم ‏بالإكثار‏ ‏من‏ ‏شرب‏ ‏السوائل‏ ‏لتعويض‏ ‏ذلك. ‏وعلي‏ ‏الرغم‏ ‏من‏ ‏أن‏ ‏جهاز‏ ‏التكييف‏ ‏يعد‏ ‏من‏ ‏التقنيات‏ ‏الحديثة‏ ‏ذات‏ ‏الفائدة‏ ‏الكبيرة‏، ‏إلا‏ ‏أنها‏ تحمل‏ ‏معها‏ ‏الكثير‏ ‏من‏ ‏السلبيات‏ ‏والأضرار الشائعة‏ ‏لمستخدميها‏.‏ وبشكل عام نجد أن أجهزة التكييف‏ تتسبب‏ في ‏أمراض عديدة، منها‏ ‏التهاب المفاصل‏، ولاسيما عندما يكون الجسم متعرقاً، ومن ثم يتم تبخر العرق من جراء برودة التكييف، وتنخفض درجة الجسم بفعل البخر بشكل مفاجئ.‏ فأجهزة التكييف ‏تُنتج‏ ‏هواء‏ ‏باردا‏ً ‏يحمل‏ ‏معه‏ ‏الرطوبة‏ ‏ويؤدي‏ ‏بدوره‏ ‏إلى‏ ‏حدوث‏ ‏التهابات‏ ‏رئوية‏ ‏وضيق‏ ‏في‏ ‏القصبات‏ ‏الهوائية‏ ‏سواء‏ ‏كان‏ ‏المتعرض‏ ‏لها‏ ‏نائما‏ ‏أو‏ ‏مستيقظا، وأن‏ ‏النوم‏ ‏لساعات‏ ‏طويلة‏ ‏في‏ ‏غرف‏ ‏مكيفة‏ باردة أكثر من الحد المعقول، ‏يؤدي‏ ‏إلى‏ ‏تعب‏ ‏وإرهاق‏ ‏وإعياء‏ ‏وشد‏ ‏عضلي‏ ‏خصوصا‏ ‏في‏ ‏أجزاء‏ ‏الجسم‏ ‏التي‏ ‏كانت‏ ‏معرضة‏ ‏أكثر‏ ‏من‏ ‏غيرها‏ ‏لبرودة‏ ‏هواء المكيف‏ ‏مباشرة‏، وربما نجد ‏‏أن‏ ‏أكثر‏ ‏الأجزاء‏ ‏عرضة‏ ‏للتأثر‏ ‏بهواء‏ ‏أجهزة‏ ‏التكييف‏ ‏الباردة‏ ‏هي‏ ‏الرقبة‏ ‏والظهر أو الأطراف، ‏وذلك‏ ‏لغياب‏ ‏الطبقة‏ ‏الدهنية‏ ‏السميكة‏ ‏التي‏ ‏تحمي‏ ‏العضلات‏، ‏فالاختلاف‏ ‏المفاجئ‏ ‏والمباشر‏ ‏في‏ ‏درجات‏ ‏الحرارة‏ ‏يسبب ‏تقلصا‏ ‏في‏ ‏الألياف‏ ‏العضلية‏، ‏مما‏ ‏يؤدي‏ ‏إلى‏ ‏اختلاف‏ ‏طول‏ ‏العضلة‏ ‏لتصبح‏ ‏مشدودة‏ ‏وتسبب‏ ‏ألما‏ ‏كبيرا‏ ‏لدى الإنسان‏.‏ ونحذر‏ ‏من‏ ‏الأضرار‏ ‏الكبيرة‏ ‏التي‏ ‏تسببها‏ ‏أجهزة‏ ‏التكييف‏ ‏للمفاصل‏ ‏بسبب‏ ‏تأثر‏ ‏المنطقة‏ ‏الغضروفية‏ ‏اللزجة‏ ‏التي‏ ‏تتأثر‏ ‏باختلاف‏ ‏درجات‏ ‏الحرارة‏، ‏مما‏ ‏يسبب‏ ‏عادة ‏تيبساً‏ ‏في‏ ‏المفاصل‏. فأجهزة التكييف تؤثر‏ ‏بشكل‏ ‏عام‏ ‏بالسلب‏ ‏على‏ ‏مقاومة‏ ‏الجسم‏ ‏بسبب‏ ‏الفارق‏ ‏الكبير‏ ‏في‏ ‏درجة‏ ‏الحرارة‏ ‏بين‏ ‏المكان‏ ‏المكيف‏ ‏وغير‏ ‏المكيف‏، ‏مما‏ ‏يؤدي‏ ‏إلى‏ ‏الإصابة‏ ‏بآلام‏ ‏شديدة‏ ‏في‏ ‏العظام‏ ‏والعضلات‏، ‏وقد‏ ‏تتفاقم‏ ‏الآثار‏ ‏السلبية‏ ‏فتصل‏ ‏إلى‏ ‏الإصابة‏ ‏بشلل‏ ‏الوجه‏ أحياناً كثيرة، أو ما يعرف بالعصب‏ ‏السابع‏”. عدم الإفراط ينصح الدكتور‏ إبراهيم، بتوخي الحذر وعدم الإفراط في الإهمال ولاسيما‏ ‏في‏ ‏حالة‏ ‏النوم‏ ‏في‏ ‏مكان‏ ‏مكيف‏ ‏بأن‏ ‏يحرص‏ ‏الفرد‏ ‏على‏ ‏التغطية‏ ‏بغطاء‏ مناسب ‏للوقاية‏ ‏من‏ ‏التعرض‏ ‏الطويل‏ ‏للهواء‏ ‏البارد‏ ‏الذي يسبب في ‏الإصابة‏ ‏”الصدمة‏ ‏الجسمية”، التي‏ ‏تتمثل‏ ‏في‏ ‏أوجاع‏ ‏العضلات‏، ‏وآلام‏ ‏في‏ ‏الجسم‏ ‏وصداع‏ ‏والتهاب‏ ‏في‏ ‏الجهاز‏ ‏التنفسي‏ ‏والقصبة‏ ‏الهوائية‏ ‏والحنجرة‏ ‏وتيبس‏ ‏في‏ ‏الرقبة‏، فيلاحظ أن كثيرين ‏يلجأون‏ ‏في‏ ‏الأوقات‏ ‏الحارة‏ ‏إلى ‏الدخول‏ ‏في‏ ‏سياراتهم‏ ‏وغلق‏ ‏النوافذ‏ ‏وتشغيل‏ ‏جهاز‏ ‏التكييف‏ ‏بأقصى‏ ‏طاقة، ‏مما‏ ‏يعرضهم‏ ‏لتيار‏ ‏هوائي‏ ‏بارد‏ ‏جدا‏ً، وقد ‏يؤدي‏ ‏ذلك إلى‏ ‏إصابتهم‏ ‏بأعراض‏ ‏مرضية‏ ‏خطيرة.‏ ومن ثم ينصح بضرورة‏ ‏أن‏ ‏يتم‏ ‏تشغيل‏ ‏جهاز‏ ‏التكييف‏ ‏في‏ ‏السيارة‏ ‏على‏ ‏الدرجة‏ ‏الأقل‏ ‏مع‏ ‏إبقاء‏ ‏نوافذ‏ ‏السيارة‏ ‏مفتوحة‏ ‏قليلا‏ ‏لخروج‏ ‏الهواء‏ ‏الساخن، ‏ثم‏ ‏تتم‏ ‏زيادة‏ ‏درجة‏ ‏التبريد‏، ‏على‏ ‏ألا‏ ‏يتم خفض‏ ‏درجة‏ ‏الحرارة‏ ‏في‏ ‏داخل‏ ‏السيارة‏ ‏عن‏ ‏درجة‏ ‏الحرارة‏ ‏في‏ ‏الخارج‏ ‏أكثر‏ ‏من‏ ‏ست‏ ‏درجات‏، لكي‏ ‏لا‏ ‏يتعرض‏ الموجودون في ‏السيارة‏ ‏للصدمة‏ ‏الحرارية‏ ‏عند‏ ‏الخروج‏ ‏من‏ ‏السيارة‏”.‏ جودة الهواء ويؤكد أهمية تحسين جودة الهواء داخل المباني وتخفيض التعرضات الوسطية للملوثات الداخلية لابد أن يراعي في تصميم المساكن أن تتوافر بها فتحات كافية للتهوية، ودخول أشعة الشمس وأن تتم تنقية وتصفية الملوثات في فتحات دخول الهواء، مع ضرورة عمل صيانة على أجهزة التكييف بصورة دورية وغسلها بالماء لإزالة ما تكدس بداخلها من الأتربة والفطريات. عملية الأيض وبناء الخلية يؤكد الدكتور إبراهيم أن “العظام والمفاصل”، من أكثر الأعضاء تأثراً بأجهزة التكييف، ويشرح ذلك قائلاً: تسبب أجهزة التكييف آلام العظام والمفاصل، حيث أنها تؤثر على عملية الأيض والبناء للخلية العظمية أو المفصلية، ويؤدي ذلك إلى حدوث خلل لها، حيث إنها تعمل على درجة حرارة معينة وعندما تتغير درجة الحرارة فجأة نتيجة هواء التكييف البارد يتسبب ذلك في إحداث آلام العظام، وأشار إلى أن أضرار أجهزة التكييف على المفاصل بسبب تأثر المنطقة الغضروفية الهلامية اللزجة التي تتأثر بالاختلاف في درجات الحرارة، مما يؤدي إلى إحداث (تيبس) في المفاصل.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©