منسقو خدمات المجتمع «حلقة وصل» تربط الناس بالجهات الخدمية

العين (الاتحاد) - يعملون كخلية نحل لاتعرف الكلل أو الملل، يبذلون قصارى جهدهم من أجل نشر ثقافة ما أو التوعية بمخاطر ظاهرة تهدد البيوت والمجتمعات، نشتم عبير عطائهم في معظم المناسبات الوطنية والدينية والاجتماعية والتثقيفية يرسمون البسمة على وجوه الصغار ويساهمون في تقديم النصح والإرشاد لكل فئات المجتمع... إنهم العاملون في إدارة خدمات المجتمع في مختلف إمارات ومناطق الدولة. منهم اخترنا مانع جمعة السويدي رئيس قسم الأنشطة والفعاليات في إدارة خدمات المجتمع ـ قطاع وسط المدينة ـ في بلدية العين ليكون ضيف زاوية مهنتي لهذا الأسبوع التي سيتحدث فيها، عن سبب اختياره لهذه المهنة والمهام التي يؤديها والدور الكبير الذي تلعبه إدارة خدمات المجتمع في حياتنا. يعود مانع السويدي بذاكرته إلى الوراء ويسترجع سجله الدراسي والمهني ويقول: “اخترت دراسة الاتصال الجماهيري قسم العلاقات العامة في جامعة الإمارات العربية المتحدة لما وجدته في نفسي من رغبة جامحة في العمل الميداني الذي أحتك من خلاله بالناس وأكون علاقات وصداقات معهم، ولعل عملي في شرطة العين قسم العلاقات العامة الذي كان متزامنا مع دراستي جعلني أتعلق بدراستي أكثر وأبدع فيها، إذ أطبق ما أتعلمه بصورة مباشرة، فقد كنت أشارك في تنظيم الفعاليات المختلفة مثل معارض أسبوع المرور، ومحاضرات توعوية عن مكافحة المخدرات وكيف نحمي أبناءنا من حوادث الطرق لدى عودتهم إلى المدارس وغير ذلك الكثير، مما شاركت بتنظيمه على مدى 6 سنوات في شرطة العين”. يضيف السويدي: “انتقلت بعدها للعمل في هيئة أبوظبي للسياحة كمنسق فعاليات وبرامج ومعارض، ولم تقل هذه التجربة عن سابقتها في صقل خبراتي ومهاراتي في الاحتكاك المباشر مع الناس والتواصل معهم من أجل خدمتهم وتوعيتهم، لكنني هذه المرة عملت مع السياح أكثر من غيرهم إذ كنت أعد لهم برامج سياحية ترفيهية وأصطحبهم إلى المواقع السياحية الموجودة في إمارة أبوظبي وأعرفهم بتاريخ تلك الإمارة ومراحل تطورها والمشاريع المستقبلية لها، ومن أبرز الفعاليات التي شاركت في تنظيمها في الهيئة معرض جزيرة السعديات في قصر الإمارات الذي ألقينا الضوء من خلاله على أبرز المشاريع التي ستقام في تلك الجزيرة”ك وبعد انقضاء 3 سنوات من عمل السويدي مع هيئة أبوظبي للسياحة عاد إلى مدينة العين مدفوعاً بحنينه لأيام الدراسة التي يعتبرها من أجمل سني عمره، والتي بسببها صار يرتبط بعلاقة حميمية مع مدينة الواحات وفي ذات الوقت حظي بفرصة عمل أفضل في إدارة خدمات المجتمع في قطاع وسط المدينة في بلدية العين، والتي انضم إليها منذ عام 2009 كمنسق فعاليات وبرامج ومن ثم ترقى مؤخرا ليصبح رئيسا لقسم الفعاليات والبرامج في نفس المكان. عمل منسق البرامج يشرح السويدي طبيعة عمل منسق البرامج والفعاليات في إدارة خدمات المجتمع بأنه ذاك الشخص الذي يقوم بالتخطيط وإعداد وتنفيذ البرامج التي تستهدف خدمة وتوعية المجتمع، من خلال التعرف على قضاياه ومشكلاته التي يعاني منها والعمل على معالجتها أو الحد منها بالتوعية والإرشاد والتوجيه الفردي والجماعي، وذلك بالتعاون مع المؤسسات الحكومية والخاصة مثل الشرطة والمستشفيات ومنطقة العين التعليمية والدوائر والوزارات والهيئات المختلفة. ويلفت مانع السويدي إلى أنه لا يمكن أن يقوم أحد منسقي البرامج في إدارة خدمات المجتمع لوحده بتنظيم فعالية أو مؤتمرا أو معرضا ما، فالعمل في هذه الإدارة يتسم بروح الفريق الواحد وللعمل الجماعي دور كبير في نجاحه، حيث يجتمع بوصفه رئيساً لقسم الفعاليات والبرامج بالمنسقين والمنسقات ويتناقشون في الفعاليات المراد إقامتها، فهناك فعاليات مدرجة ضمن الخطة السنوية التي يعدونها بشكل مسبق موزعة بحسب الشهور والأحداث الوطنية والعالمية، مثل يوم الصحة العالمي ويوم الأسرة العالمي وأسبوع التشجير وفعاليات رمضان وغيرها. أما النوع الثاني من الفعاليات التي تنظم من قبل إدارة خدمات المجتمع فتسمى بحسب السويدي بالدعم اللوجستي، وهي تلك المعدة من قبل المؤسسات والدوائر الحكومية والخاصة التي تتوجه إلى إدارة خدمات المجتمع بطلب التعاون معها، من أجل إقامة فعالياتها ويشمل هذا التعاون توفير المكان المناسب والكادر الإشرافي أو التنظيمي بالإضافة إلى المساعدة بتقديم مستلزمات إنجاح الفعالية، مثل دعوة ضيف ما أو تقديم هدايا وشهادات للمشاركين أو المستهدفين من الفعالية. قد تطرأ بعض القضايا والظواهر المجتمعية أو المناسبات الوطنية الطارئة التي تتطلب معالجة الأولى والاحتفال بالثانية، مما يجعل إدارة خدمات المجتمع متأهبة متواصلة مع الناس دائمي الاحتكاك بهم. يعتبر السويدي صلة الوصل بين منسقي الفعاليات والبرامج والإدارة العليا، إذ يحرص على تشجيع المنسقين وتحفيزهم على العمل وتقديم أفكار بناءة يخرجون منها بحملات وفعاليات جديدة، إلى جانب مشاركتهم الفعلية في الميدان في الكثير من الفعاليات. صفات المنسق اللباقة والكياسة وحسن التواصل مع الناس والصبر وتحمل ضغوط العمل وحب العمل والعطاء والتعاون والولاء الوظيفي من أهم الصفات التي ذكرها مانع السويدي، والتي ينبغي أن تتوافر في منسق البرامج والفعاليات فعمله ليس بالسهل لأنه يتحمل مسؤولية التأثير في الناس، وتوعيتهم للإقلاع عن سلوك ما أو تبني سلوك آخر لكنه في ذات الوقت أي منسق البرامج يشعر بكثير من الفرح والسعادة، وهو يقدم للناس النصح والإرشاد الذي قد يغير مسار حياة شباب أو أسر بأكملها، ويدفعها نحو حياة أفضل إلى جانب أنه يكون علاقات وصداقات مع الناس من جهة ومع الجهات المختلفة من مؤسسات ودوائر، والتي تبقى على تواصل معه من أجل إقامة فعاليات تخصها.