بيروت - اف ب: وجدت الحكومة اللبنانية نفسها عاجزة أكثر من اي وقت مضى وهي واقعة في مأزق بين تصميم إسرائيل على انزال أشد العقاب بلبنان وعزم ''حزب الله'' على التفرد بالقرار·
وشنت إسرائيل أضخم هجوم لها على لبنان منذ عشر سنوات مستهدفة البنى التحتية في هذا البلد وبدون ان توفر السكان المدنيين، سعيا منها لمعاقبة لبنان الذي تتهمه بحماية ''حزب الله'' المشارك في الحكومة· وقصف الطيران الحربي الاسرائيلي صباح أمس مطار بيروت الذي أغلق في وجه الملاحة، مسددا بذلك ضربة قاضية على موسم الاصطياف السياحي الذي بدا واعدا، فيما شنت الدولة العبرية منذ أمس الأول غارات جوية على جنوب لبنان اوقعت 39 قتيلا بينهم عدد كبير من الأطفال· وفي تصميمها على ممارسة أشد الضغوط على لبنان، فرضت إسرائيل أمس حصارا جويا وبريا وبحريا كاملا على لبنان ذكر بالاجتياح الاسرائيلي لهذا البلد عام 1982 ووسعت نطاق عملياتها لكامل الاراضي اللبنانية· واعلن مسؤول إسرائيلي أمس الأول ''ان الحكومة اللبنانية وحزب الله مسؤولان عن خطف جنديينا وسيدفعان الثمن· انه اعلان حرب ضد إسرائيل''·
وحرصت الحكومة اللبنانية برئاسة فؤاد السنيورة خلال اجتماع استثنائي مساء أمس الأول على تمييز موقفها عن عملية ''حزب الله'' مجازفة باثارة تجاذبات جديدة داخل حكومة الائتلاف حيث يتمثل الحزب باقلية غير انه قادرعلى تعطيل عمل مجلس الوزراء·
واعلن وزير الاعلام غازي العريضي ان ''الحكومة اللبنانية لا تتحمل المسؤولية ولا تتبنى ما جرى ويجري من احداث على الحدود الدولية''· وتحفظ وزراء ''حزب الله'' على هذا الموقف الحكومي· وزاد من حدة التشنج في الأوساط العليا للسلطة اللبنانية تجديد الرئيس اميل لحود الموالي لدمشق والمقرب من حزب الله، دعمه لنشاط ''حزب الله'' المسلح ضد إسرائيل·
كذلك تواجه الحكومة اللبنانية ضغوط حلفائها الغربيين· غير ان الحكومة تبدو عاجزة عن تحمل هذه المسؤوليات في غياب اجماع وطني على ''استراتيجيتها الدفاعية'' وعلى دور حزب الله الذي يشكل نقطة خلاف رئيسية في الحوار الوطني الذي بدأه في مارس الماضي أبرز القادة اللبنانيين سعيا للتوصل الى ارضية وفاق·
عدد اليوم
