حسام محمد (القاهرة)
الدكتورة عفاف النجار واحدة من العالمات المصريات المتخصصات في شؤون الفقه، أخذت على عاتقها الدفاع عن الإسلام ونظرته المتميزة للمرأة مؤكدة أن الإسلام منحها حقوقاً لم تصل إليها أكثر المجتمعات حضارة، وهي تؤكد دوماً أن الإسلام كرم المرأة وأزال عنها غبار الجاهلية، الذي كان يضعها في ركن المتاع ويجعلها كما مهملاً تورث مثل الأموال إذا مات عنها زوجها ولا رأي لها، كما أن الإسلام حين طالب المرأة بالحشمة إنما حرص على صيانتها وصيانة كرامتها.
هجوم شرس
تقول د. النجار إنها تقرأ الآن كتاب «ما وراء الحرب الأوروبية على الحجاب» للكاتب ممدوح الشيخ، وقد اختارت هذا الكتاب بسبب تعرض الرداء الإسلامي للمرأة المسلمة للهجوم الشرس من قبل القوى الخارجية التي لا تريد الخير بالمسلمين وبعض العناصر التي تدين بديننا وتعيش بيننا في المجتمعات الإسلامية، ونصبوا أنفسهم أبواقاً للغرب يدعون لتوجهاته وينتهجون نهجه.
والكتاب يتناول من خلال فصوله الثلاثة حقيقة تحول الحجاب إلى معركة بين المجتمعات الإسلامية المتدينة والأطراف العلمانية ورغبة العلمانيين في محو قيم الفضيلة والحشمة.
كما عرفتها المرأة المسلمة منذ ظهور الإسلام واليوم وحتى يربط المؤلف بين إصرار العلمانية الغربية على رفع الحجاب من فوق رأس المرأة المسلمة ورغبتهم في هيمنة ثقافتهم على الواقع العربي، ويبرز ما حدث في الجزائر أثناء الاحتلال الفرنسي، حيث يوضح كيف تحولت رغبة المحتل الفرنسي لنزع الحجاب من فوق رؤوس الجزائريات إلى معركة ضخمة عبأت قوى الاحتلال من أجلها أغزر الموارد، وأكثرها تنوعاً، وأظهر فيها المستعمر قوة مذهلة.
الزي الإسلامي
وتضيف: الرسالة التي يتضمنها الكتاب هي في المقام الأول الدعوة لتقصي جذور الأزمة التي تتجدد دوماً، وهي لماذا أصبح الزي الإسلامي رمزاً للمواجهة بين العالم الإسلامي وأوروبا، وقد كشفت التجربة أن المحيط الأطلنطي أصبح يفصل بين تشكيلين حضاريين تزداد المسافة بين موقف كل منهما من الدين، فبينما تزداد أميركا تديناً تزداد أوروبا ابتعاداً عن الدين وتقييداً لدوره في الشأن العام ويكشف الكتاب كيف أن معظم المؤسسات الحقوقية الدولية والأمم المتحدة، وبعض العواصم الإنجلوسكسونية، وبعض كنائس أوروبا، وبعض جهات التمثيل الديني اليهودية في أوروبا، كانت خلال الأزمة أكثر احتراماً للإسلام من كثير من العلمانيين العرب.
تعريف الدين
«ضد الحجاب أم ضد الدين والتدين؟» سؤال يحاول الفصل الثاني من الكتاب الإجابة عنه، حيث يفرد المؤلف جزءاً كبيراً من هذا الفصل للحديث عن إشكالية تعريف الدين مؤكداً أن إشكالية الثقافة العلمانية، التي تعتنقها أوروبا والغرب بشكل عام والعلمانيون في الشرق المسلم مع الدين بدأت في عصر التنوير.
حيث كان بداية «تأسيس معرفي» للمفاهيم الرئيسة الحاكمة للاجتماع الإنساني لا مجرد تغيير في هيكلية السلطة أو الموقف من «السلطة الكنسية» فهم رأوا أن التخلص من السلطة الكنسية يعني التحلل من الدين بشكل نهائي وجذري وهكذا بدأ التحلل من كل ما هو ديني، وبعدما أنهوا التخلص من ذلك هناك في الغرب يريدون اليوم التخلص من كل الرموز الدينية في الشرق المسلم.
تنهي الدكتورة عفاف النجار حديثها قائلة إن الكتاب باختصار يؤكد أن الهدف من الحجاب هو صيانة المجتمع كله من الفتنة وإبقاء الاستقرار والأمن وحتى لا تحدث الفتنة في المجتمع، وقد رأينا وسمعنا كيف تعاني المجتمعات، التي انتشر فيها الانحلال الخلقي والملابس العارية من انهيار كل مقومات الحياة الأسرية الكريمة والمحترمة، وهو ما يهدد بناء المجتمع بالكامل.
عدد اليوم
