عدد اليوم
برلين (د ب أ)
تعهدت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل للأوساط الصناعية بتحسين العمل الحكومي أمس، خلال مؤتمر الصناعات الألمانية في برلين. وقالت رداً على انتقادات من اتحاد الصناعات الألمانية: «يمكنني فهمكم جميعاً جيداً عندما تقولون إن تشكيل الحكومة استمر طويلاً للغاية، وأنه كان على قدر عالٍ من الانشغال بالذات». وأضافت ميركل أنها استقبلت طلب الاتحاد «بشكل إيجابي للغاية»، قائلة: «سأفعل كل ما في وسعي لتحقيق تحسينات».
وكان رئيس اتحاد الصناعات الألمانية ديتر كيمبف، قد قال أمس في المؤتمر: «إنه عندما تصبح حكومة في وضعية مناجاة النفس على الدوام، فهذا يعني الركود»، منتقداً انشغال الائتلاف الشديد بأزمات داخلية، مطالباً بـ «سياسة لا تدير فقط، بل تحدد وجهة ألمانيا بشجاعة».
وقال كيمبف في إشارة للنزاعات التجارية مع أميركا «الحصة التصديرية العالية للاقتصاد الألماني أصبحت مهددة بالخطر بشكل أكبر»، مضيفاً أن النشاط الاستثماري للشركات يتراجع حالياً. وكان الاتحاد قد خفض أمس توقعاته للنمو الاقتصادي لهذا العام من 2.25% إلى 2%.
وقالت ميركل أمس: «إن هناك تحديثات كبرى»، وذكرت في هذا السياق النزاع التجاري مع أميركا، والخروج المنتظر لبريطانيا من الاتحاد الأوروبي.
وأشارت ميركل إلى أن مفاوضات «بريكست» ستدخل مرحلة حاسمة في الخريف لوجود اتفاق محتمل في أكتوبر، موضحة أن «العمل الأصعب» يصبح وشيكاً خلال الستة إلى ثمانية أسابيع المقبلة، مضيفة أن «الاقتصاد يحتاج وضوحاً، وما تريده بريطانيا فعلياً من النقاش ليس واضحاً تماماً».
وفيما يتعلق بأزمة انبعاثات السيارات، قالت ميركل: «إنه يجب على الحكومة الألمانية اتخاذ موقف مشترك بشأن الحدود المستقبلية لنسب الانبعاثات».
وذكرت أنها تجد تعقلاً في مقترحات تقدمت بها المفوضية الأوروبية، محذرة من أن تجاوز «ذلك (الاقتراح) ينذر بخطر إخراج صناعة السيارات من أوروبا».
وهناك مواقف مختلفة داخل الحكومة الألمانية بشأن الاقتراح، الذي يرحب به وزير النقل الألماني أندرياس شوير، ويعارضه وزيرة البيئة سفينيا شولتسه، التي تطالب بتشديد حدود نسب الانبعاثات.
واقترحت المفوضية الأوروبية خفض الانبعاثات في السيارات الجديدة التي سيتم إنتاجها من عام 2021 إلى 2030 بنسبة 30% في المتوسط، وبنسبة 15% كخطوة مرحلية بحلول عام 2025.
ودعت ميركل إلى تعزيز الأبحاث في إنتاج خلايا البطاريات في أوروبا، مضيفة أن من الجيد أن هناك مستثمرين صينيين يعتزمون إنشاء مصنع لإنتاج خلايا البطاريات هنا في ألمانيا.
وذكرت أن من «المهم للغاية لأوروبا» أن يكون لها قدرة استراتيجية على إنتاج البطاريات، فيما تخشى الحكومة الألمانية والنقابات العمالية من الاعتماد بشكل كبير على الموردين الآسيويين في هذا القطاع.
من جهة أخرى، حذر رئيس منظمة التجارة العالمية، روبرتو أزيفيدو، أمس، خلال مشاركته في مؤتمر الصناعة الألماني، من أن النزاعات التجارية بين أميركا والصين والاتحاد الأوروبي سيكون لها «تأثير الدومينو» ولن يكون بها فائز. وانتقد التشكيك في قواعد المنظمة، التي استغرق إنشاؤها عقوداً طويلة.
