السبت 4 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«موعظة» تحض على التقوى والتوبة من الذنوب

«موعظة» تحض على التقوى والتوبة من الذنوب
7 أكتوبر 2010 21:01
القرآن “موعظة” من الله تعالى ترقق القلب، وترغب في الطاعة من قول وفعل، وهو سبب في توبة المسيء، وعندما يعظ الله الناس فإنه يوضح لهم طريق الخير ويردعهم عن طريق الشر، والقرآن موعظة للمؤمنين، تهدي الى التدبر ودراسة ما ورد في القرآن من مواعظ تلين القلب. ورد لفظ “موعظة” اسماً للقرآن الكريم في أربعة مواضع كما في قوله تعالى: “يا أيها الناس قد جاءكم موعظة من ربكم وشفاء لما في الصدور وهدى ورحمة للمؤمنين “يونس الآية 57”. “وكلا نقص عليك من أنباء الرسل ما نثبت به فؤادك وجاءك في هذه الحق وموعظة وذكرى للمؤمنين “هود الآية 120”، وقوله: هذا بيان للناس وهدى وموعظة للمتقين” “آل عمران 138” “ولقد أنزلنا إليكم آيات مبينات ومثلا من الذين خلوا من قبلكم وموعظة للمتقين” “النور الآية 34”. الترغيب في الخير وجاء في تفسير هذه الآيات - كما في المنتخب” يا أيها الناس قد جاءكم على لسان الرسول محمد صلى الله عليه وسلم كتاب من الله، فيه تذكير بالايمان والطاعة وعظة بالترغيب في الخير، والترهيب من عمل السوء، ويسوق العبر بأخبار من سبقوكم، وتوجيه نظركم الى عظمة الخلق لتدركوا عظمة الخالق، وفيه دواء لأمراض قلوبكم من الشرك والنفاق، وهداية الى الطريق المستقيم وذلك كله رحمة للمؤمنين الذين يستجيبون، فقل لهم: افرحوا بفضل الله عليكم ورحمته بكم بإنزال القرآن وبيان شريعة الاسلام، وهذا خير من كل ما يجمعه الناس من متاع الدنيا، لأنه غذاء القلوب وشفاء اسقامها. ويا أيها النبي اننا نقص عليك من كل نوع من أخبار الرسل السابقة مع أممهم ما تقوى به قلبك على القيام بمشاق الرسالة، وقد جاءك في هذه الأنباء بيان الحق الذي تدعو إليه، مثلما دعا اليه السابقون من الرسل، من توحيد الله والبعد عما يغضبه، كما جاءك فيها ما فيه عظة وعبرة ينتفع بها المؤمنون فيزدادون ايمانا، والمستعدون للايمان فيسارعون اليه، وهذا المذكور من صفات المؤمنين وسنن الله في الأمم الماضية فيه بيان للناس وموعظة وارشاد لهم الى طريق الخير وزجر عن طريق الشر، ولقد انزلنا اليكم في هذه الآيات كلها آيات واضحة مبينة للاحكام، وانزلنا اليكم أمثله من أحوال السابقين وإرشادات ومواعظ يستفيد مها الخائفون من الله. ويقول د. محمد داود عميد معهد معلمي القرآن الكريم بالقاهرة: لقد عصم الله نبيه صلى الله عليه وسلم من نسيان حرف أو كلمة من القرآن، وأنفرد هذا الكتاب بأنه الوحيد من بين الكتب السماوية الذي يحفظه أهله في صدورهم عن ظهر قلب، وهو مثال لعربية بلغت منتهى النقاء والصفاء، والكمال والجلال، ظهرت في نظمه وخصائص سياقه، ولفظه وبدائعه في المقاطع والفواصل ومجاري الألفاظ ومواقعها، فهو الحاكم على العربية والمهيمن عليها، وحفظ القرآن ليس مهمة بشر، بل هو أمر الله وحده. والعقيدة التي جاء بها القرآن هي التوحيد، وهي عقيدة الأنبياء جميعا من لدن آدم ونوح الى محمد صلوات الله وسلامه عليهم، ولكنها لم تكن قط في أي كتاب أصفى منها في القرآن الكريم، ولا دخلت الى نفوس الناس من كل منافذها وأقطارها كما دخلت عن طريقه، ولا عجب في ذلك فالقرآن هو كلمة الله الأخيرة الى البشرية التي اكتمل بها الدين، وتمت بها النعمة وأخرجت خير أمة للناس، وأوسع الأبواب التي ترد في القرآن لتعريف الناس بربهم هي الآيات الدالة على قدرة الله، والتي تؤدي بالقلب البشري الى أن يتعلق بالإله الحق الذي لا إله غيره ويعبده وحده. جوامع الكلم وترد في القرآن أمثال كثيرة، تجسم المعاني، وتضاعف وقعها في النفوس، والأمثال لها وقع خاص، لأنها ترسم صورة موازية للمعنى المقصود، تحوي غالبا أمورا من مألوفات الحياة، يستطيع الإنسان بسهولة أن يتعرف عليها ويتمثلها في ذهنه، ولا يستطيع أحد أن يوفي القرآن حقه ولا أن يحيط بصفة من صفاته ولا فضل من أفضاله، فضل من الله ونعمة على أمة محمد صلى الله عليه وسلم، بشير نذير، وصفه الله بالعظمة والمجد والعزة، ويقول الإمام القشيري في تفسيره.. لطائف الإشارات: إنه لقرآن كريم أي غير مخلوق، ولأنه يدل على مكارم الأخلاق، ومن عند رب كريم على رسول كريم على لسان ملك كريم. والقرآن ليس فيه شيء من افتراء الخلق أو تخرصات الكذوب، ولا فيه شيء من أخيلة الشعراء أو شطحات الأدباء، ولا يشبه شيئا من كلام الفصحاء، أسلوبه فذ عجيب، وحي يوحى، هو المرجع للكتب السابقة، امام يقتدى به، يقود المسلمين الى الجنة شافع ومشفع، بشرى وبركة وخير، وسبب الفرح والسرور، ويضع كل شيء في محله، آياته محكمة لا خلل فيها، واضحة المعاني بليغة الدلالة والتأثير، فهي الحصن المنيع في إحكام البناء، هو خير لأنه جوامع الكلم، مرفوع الذكر والقدر، فيه حياة المجتمع وبه البقاء وبه الحياة الآخرة، ينظم حركة الحياة، وبه الراحة والاطمئنان والفرح والسرور والرحمة من الله تعالى، شاهد لمن يتلوه ويقرأه وبتعبد به، مطهر من كل دنس ومن كل نجس، منزه عما لا يحل، طيب تقبل عليه النفس حسيا ومعنويا، ترتاح الى سماعه الأذن والى ذكره الألسنة، عدل يحكم بالحق، لا يميل بالهوى، هو حبل الله المتين ونوره المبين والعروة الوثقى. أعظم نعمة القرآن الكريم لاشك يعلو على وصف الواصفين، وهو رفيع القدر عظيم الشأن وذو شرف عظيم، كريم جامع لأنواع الخير والفضائل، مكرم من الله تعالى ومن المؤمنين لأنه إمامهم ودستور عقيدتهم، ومكرم من الملائكة والجن، وهو أعظم نعمة من الله، وهو الكتاب الكامل، لا يرتاب عاقل في صدقه وما اشتمل عليه من حقائق وأحكام، فيه الهداية كلها.
المصدر: القاهرة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©