الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

احذروا الفرجة!!

13 يوليو 2006 01:14
لعل من يقرأ العنوان يظن أنني أتحدث عن الفرجة العادية كالمتفرج على التلفاز أو التفرج على المهرجانات وعروض الأزياء وغيرها، غير أني يا عزيزي القارئ لا أقصد ذلك، ولكنني أقصد الفرجة التي يسبقها شعور الفضول، فيدفع بالمرء على الفرجة على الأحداث من حولنا، وهنا الفرجة صفة مذمومة غير محمودة،، كيف؟ ستعرفون عندما أسرد لكم قصة قصيرة، وقعت في أرجاء بلادنا الحبيبة: منذ عدة أيام كنت أستمع إلى أحد برامج البث المباشر، وقد اتصل أحد المستمعين الكرام، ممن لامست في صوته الحس الوطني، والحس الذي يخاف على أبناء الوطن، ويحرص على رعايتهم والحرص على المواطن والوافد في الدولة، فقد كان المستمع يسرد للمذيع قصة وقوع حادث سيارة واصدامها بدراجة نارية، اصدمت هذه الدراجة بالسيارة ومن أثر الصدمة ارتطمت الدراجة بسيارة أخرى أدت إلى دهسها، مثل هذه الحوادث واردة وتحدث بسبب السرعة الجنونية وبسبب تهور الشباب، ولكن ما ''الأكشن'' والحدث هنا؟ الحدث الكبير هنا هو تجمع العديد من الناس، والتفرج عليهم، بدون أن يدلوا بأية مساعدة حتى ينقذوا المصاب، ليس هذا فحسب، بل إن ''تفرجهم'' على المسرحية الدموية الجارية على الساحة عرقل آفاق سيارات الشرطة والاسعاف عن الوصول إلى المصاب، والاسراع في علاجه وانقاذ حياته لأن مثل هذه الحوادث لا تخرج في كثير من الأحيان إلا أشخاص مصابين بحالات خطيرة، وكان الأشخاص بالفعل في حالة يرثى لها! حس وطني سمعته وهو يدلي وبحزن عميق على استهتار العديدين من المشاة وراكبي السيارات بروح قوانين السير والتفرج على الناس، وليست هذه القصة الأولى، فقد سمعنا بقصص كثيرة، وقد شاهدت شخصياً عدة مواقف بأم عيني، تزيد بلة من يتجرع آلام الحوادث، بسبب جهل هؤلاء المشاة وعابري الشوارع وراكبي السيارات، فالعديد منهم وللأسف طالهم الجهل، وامتزج ذلك بروح الفضول فيهم، ليتوقفوا بالساعات ويتفرجوا على مثل هذه الحوادث، مستمعين ومقضين وقتهم بالفرجة، وكأن ليس هنالك على شاشات التلفاز أي برامج أو مسلسلات ممتعة، متجاهلين وضاربين عرض الحائط أهمية حماية المتضررين، والاسراع في انقاذهم، لذا وعبر هذا المنبر أرفع قلمي ومقالي هذا إلى وزارة الداخلية، وإلى جميع دوائر وأقسام الشرطة في جميع الإمارات لأبلغهم بأهمية توعية الناس، وفرض عقوبات صارمة لمن يقف ويتفرج ولا يساهم في إنقاذ حياة الناس، والله لا نريد منهم شيئا، نريدهم على الأقل أن يقوموا بالتبليغ والابتعاد عن مواقع الحوادث، ولا يحدثوا تجمعات كبيرة، وان يساهموا في عدم تجمع الناس، وعدم تكدسهم الأمر الذي يعيق تدخل الأمن، وذلك أضعف الايمان، لذا أتمنى أن يؤخذ مثالنا هذا بعين الاعتبار، وأن تتم توعية الناس لمثل هذه المغالطات، فالبعض بالتأكيد لا يقصد الاساءة ولا يقصد ازهاق الأرواح، ولكن يجب أن يثقف المجتمع، ويتم توعيته عن مثل هذه الأمور، للمحافظة على أمن وسلامة هذه الدولة الكريمة· رسالة أوجهها عبر هذا المنبر للجميع، لأهمس في اذانهم وأقول: احذروا الفرجة على الحوادث، وحاولوا بقدر ما تستطيعون المساعدة والمساهمة في الحفاظ على سلامة الناس، مثل هذا الفضول قد يفتك بالنفوس، فلا تساهموا في ذلك، ولا تكونوا سبباً رئيسياً في عدم وصول سيارات الاسعاف إلى مواقع الحوادث، ولا تساهموا في إحداث الفوضى وفي تأخير حصول المتضررين على العلاج والعناية، رسالة أوصلها اليكم، آملة منكم تفهمها والعمل بمحتواها، وأنتم بالتأكيد أهل لذلك··· ريا المحمودي رأس الخيمة
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©