الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

الخرطوم تمسح دموعها بعلمها وترفض إعادته من الجنوب!

الخرطوم تمسح دموعها بعلمها وترفض إعادته من الجنوب!
11 يوليو 2011 00:27
سناء شاهين (الخرطوم) - أينما أدرت النظر في العاصمة المثلثة الخرطوم، تجد علم جمهورية السودان بألوانه الأربعة، في الشوارع العامة وعلى أسطح وأبواب المنازل وواجهات المحال التجارية. وقد عبر السودانيون عن اعتزازهم بعلم بلادهم بأساليب متباينة، فمنهم من اتخذه زياً أنيقاً، وبعضهم اعتمره عمامة فوق الرأس والبعض الآخر رسمه بالألوان المائية على الوجه. وفي استطلاع أجرته “الاتحاد” في الخرطوم، قال معاوية السيد “مدرس”، إنه لم يتوقع أن يأتي زمن يتم فيه إنزال علم السودان من الجنوب، واصفاً اللحظة بـ”القاسية والمؤلمة” على كل سوداني وطني، مستذكراً يوم رفع علم السودان عشية استقلال البلاد من المستعمر الإنجليزي مطلع يناير 1956. ونصب أحمد عبد القدوس، وهو سائق تاكسي مثل كثيرين غيره، علم السودان على سيارته، وقال إنه على قناعة تامة بأن شعب الجنوب لم يكن يرغب في الانفصال، ولكنه للأسف تعرض لحملة شعواء ضد الشمال قادها ساسة موالون للغرب. وسيتوقف مشهد العلم وهو يرفرف فوق عريشة صغيرة لبيع الفواكه على ناصية أحد شوارع أحياء مدينة أم درمان، ليقول صاحب العريشة أسامة عبد اللطيف، إن لحظة إنزال علم السودان في الجنوب، أثارت فيه الغيرة وحب الوطن والعلم بما يحمله من دلالات كرمز للعزة الوطنية، مشيراً إلى أن الألوان الأربعة للعلم (الأبيض والأخضر، والأحمر والأسود)، ترمز إلى وحدة السودان وظلت كذلك حتي قبيل إنزاله في لحظة كان لها وقع قاسي على نفوس السودانيين في الشمال. وقالت أميرة يوسف إنها رسمت علم السودان على وجهها وانطلقت إلى الشارع للانضمام لمسيرة جماهيرية شارك فيها عدد من الرياضيين والفنانين، وجابت أنحاء واسعة من العاصمة المثلثة مرددة أن علم السودان لن يغادر أي بقعة في البلاد مرة أخرى. وأضافت أن هذا خيار الجنوبيين ونحترمه ونتمنى لهم العيش في كرامة ونتمنى أن ينعم الله على الشمال بالخير والعزة. وبحماسة كبيرة، تحدث أيمن إبراهيم الطاهر (طالب جامعي) عن قيمة علم السودان الذي يرمز لكرامة الأمة، وقال إن السودان دفع ثمناً غالياً وسنوات طويلة من التضحيات ضد المستعمر الأجنبي، للحفاظ عليه. وأضاف “حسناً فعل الرئيس البشير عندما رفض تسلم العلم من الجنوبيين والعودة به إلى الخرطوم” خلال الاحتفالات بالانفصال. وتابع بقوله إن الجنوب لم يكن “دولة مستعمرة” من قبل الشمال إنما هو دولة منقسمة، رافضاً بشدة إدخال العلم في صندوق زجاجي أشبه بـ”التابوت” وتركه بالجنوب. وقال كان يجب أن يعاد العلم عزيزاً إلى الخرطوم، حيث يجد كل الإجلال والتقدير. وشكل علم السودان النسبة الغالبة من مجموعة تشكيلية عرضها رسام يدعى الصادق عثمان أمام كورنيش النيل، قائلاً إنه استلهم لوحاته من مشاعر الناس يوم انفصال الجنوب واعتزازهم بعلم بلادهم. وقال لقد التف السودانيون حول علمهم باعتزاز وفخر، مؤكداً أن لحظة إنزاله كانت قاسية، مبيناً أنه “أجهش بالبكاء”. جابت شوارع الخرطوم مسيرة شعبية كبرى شارك فيها فنانون ورياضيون وشخصيات مجتمعية بارزة رافعين علم السودان وانتهت بتسليم نسخة من العلم لنائب رئيس الجمهورية على عثمان طه.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©