الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

الغموض يكتنف مستقبل لاجارد في صندوق النقد

الغموض يكتنف مستقبل لاجارد في صندوق النقد
20 ديسمبر 2016 20:34
واشنطن (د ب أ) تفضل كريستين لاجارد استدعاء صورة من مطبخ والدتها عندما تدخل في خلاف ممتع مع شخصيات من أمثال وزير المالية الألماني فولفجانج شويبله، حيث قالت لاجارد المعروفة بقدراتها البلاغية ذات مرة، على سبيل المثال أثناء أحد هذه الخلافات: «بالزبدة يكون طعم كل شيء لذيذاً». وإسقاطاً على عملها كمديرة لصندوق النقد الدولي، فإن ذلك يعني: «عندما يتدفق المال فإن الأمور تسير بشكل أفضل كثيراً». لكن هناك حالة على الأقل لم تنطبق عليها هذه المقولة القديمة، حيث تساهلت لاجارد بشكل مبالغ فيه كوزيرة مالية فرنسية في إعطاء الضوء الأخضر لمنح مبلغ 400 مليون يورو لرجل الأعمال الفرنسي بيرنارد تابي على سبيل التعويض. ما تلا ذلك كان شراً على لاعبة السباحة المتزامنة سابقاً لاجارد، البالغة من العمر 60 عاماً، كاد يكلفها وظيفتها التي تجعلها إحدى أقوى نساء العالم. فقد أصدرت محكمة استثنائية مخصصة لمحاكمة أعضاء الحكومة الفرنسية بصفتهم حكماً غريباً، حيث دانت لاجارد بالإهمال في منصبها ولكنها لم تعاقبها. وسارعت لاجارد لتأكيد أنها لن تعارض الحكم الصادر ضدها، قائلة عقب إعلان الحكم مساء يوم الاثنين في واشنطن: «هناك ببساطة نقطة يضطر فيها الإنسان للتوقف وقلب الصفحة والمواصلة». وسرعان ما رضي محامي لاجارد، باتريك ميزونيف، بالحكم؛ لأنه لا يستدعي تسجيل موكلته في سجل السوابق الجنائية؛ لأنه لم يحدد عقوبة عليها. وكان ذلك مناسباً بعض الشيء للقضية التي لم يكن يريدها الادعاء العام نفسه، ولكن المحكمة الاستثنائية أنجزتها. ولم تسمع لاجارد الحكم بنفسها، حيث كانت في واشنطن وقت إعلانه، وكانت مشغولة بشدة في معالجة عواقب خصخصة أكبر بنك في أوكرانيا. وكانت رسالة لاجارد الحريصة دائماً على أناقتها: «لدي ما هو أهم». وصدر الحكم بشكل يجعل قيادة صندوق النقد الدولي في واشنطن تستطيع الاستمرار في تأييد رئيستها التي تحظى بالاحترام، مما جعل معلقين يتفقون على أن تغريم لاجارد أو حتى سجنها كان سيكسر رقبة لاجارد لدى صندوق النقد الدولي الذي اختارها في فبراير الماضي بإجماع أصوات أعضاء مجلسه التنفيذي. ومنح هذا الحكم رئاسة الصندوق المكونة من لاجارد و 24 مديراً تنفيذياً آخر الفرصة لتأكيد أوجه النجاح الذي حققته لاجارد، وأنها تؤدي عملاً لا غبار عليه، في وقت عصيب، مما يجعل اللجنة تمنحها ثقتها رغم الحكم. وكان الصندوق بالفعل يخاف من أن تنتهي المحاكمة بحكم يضر رئيسته بشكل واسع، حيث لم يكن الصندوق يحتمل فضيحة أخرى تطيح رئيسته الحالية بعد خمس سنوات من رحيل مواطنها الفرنسي دومينيك ستراوس بعد مجموعة فضائح جنسية. وكان من شأن ذلك أن يضع سمعة هذه المنظمة الدولية المانحة للمال في وضع مترد. ويأتي الحكم في وقت يواجه فيه الاقتصاد العالمي خطر الترنح، حيث لم تندمل جميع الجروح التي تسببت فيها الأزمة المالية العالمية بشكل تام، ويوشك دونالد ترامب المؤيد للإجراءات الحمائية على بدء تولي منصبه كرئيس لأميركا، مما يستدعي الحاجة أكثر من ذي قبل لصندوق نقد دولي. وألقت لاجارد المغرمة بالعولمة بنفسها بشجاعة في خطوط المواجهة الأولى مع مناهضي العولمة، حيث ناشدت شعبوي العالم دون أن تذكر أسماءهم قائلة لهم: «لا تتسببوا في أضرار»، ورأت أن العولمة ليست مثالية بالتأكيد، ومازالت تحتاج للتطوير، ولكنها ساهمت بشكل هائل في مكافحة الفقر والجوع وفي التوزيع العادل للرخاء والتعليم في جميع العالم. والسؤال الآن: فهل تظل هذه التأكيدات الصادرة من فم الفرنسية ذات مصداقية مستقبلاً؟ لقد منح حكم أمس معارضي لاجارد مبرراً آخر ضدها خاصة بعد أن جلبت عليها ورطاتها القضائية السابقة الكثير من السخرية، حيث تعالت التساؤلات من اليونان بوجه خاص عن السبب الذي يجعل اليونانيين ينصتون لها عندما توجه لهم محاضرات في الأخلاق رغم أنها سياسية سابقة ساعدت رجال أعمال مشبوهين في الحصول على مئات الملايين. مجلس الصندوق «يبايع» مديرته واشنطن (د ب أ) قال المجلس التنفيذي لصندوق النقد الدولي: «إنه يعيد تأكيد ثقته الكاملة بقدرة المديرة العامة للصندوق كريستين لاجارد على مواصلة اضطلاعها بواجباتها على نحو فعال». وقال المجلس، الذي يعين ويشرف على من يتولى منصب المدير العام، في بيان: «إن قراره يستند إلى (جميع العوامل ذات الصلة)، بما في ذلك قيادة لاجارد (المتميزة للصندوق والاحترام والثقة الواسعتين لقيادتها عالمياً)». وأضاف البيان: «المجلس التنفيذي يتطلع إلى مواصلة العمل مع المديرة العامة في التعامل مع تحديات صعبة تواجه الاقتصاد العالمي».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©