شر البلية ما يضحك

أراها تتجول في الغرفة أمامي وأنا انتظر أن تنطق عما يدور في خلجات نفسها بعدما استدعتني هاتفياً للحديث معي للضرورة·· طالت اللحظات وأنا أرغب أن أعلم ما تريد قوله ليس لفضولي ولكن لتشعر بالراحة بعدما تبوح عما يشغل تفكيرها·· وبعد صمت وأفكار متضاربة ها هي تنطق بأول كلمة ''سأطلب الطلاق''· اعتقدت لحظتها أن عيني أصبحت تملأ وجهي بأكمله مما أسمعه، وبعدما أخذت نفساً عميقاً قلت تتطلقين كيف ولماذا وما السبب؟ قالت بعدما جلست على الأريكة القريبة منها وبدأت تلعب بأصابع يديها انه لا يهتم بمظهره أمامي في الوقت الذي أقضي أنا الساعات الطويلة بالاهتمام بنفسي لأتزين وأتجمل له فلا تقع عيناه مني على شيء لا يحبه أما هو ففي المنزل شخص آخر غير الذي خارجه، لا ينسق في ألوان لبسه المنزلي ولا يرتب شعره وكأن بينه وبين المشط عداوة وعندما يجلس في المنزل فشعره متناثر بطريقة غريبة، أما عن طاولة العطور الشرقية والفرنسية التي أهديته إياها والذي اشترى بعضها بنفسه لا يقرب منها إلا إذا كان عنده موعد خارج المنزل للعمل أو موعد مع أصحابه، فقد تعجبت من حالته وقلت ربما لا يعرف، حاولت أن ألمح له بطريقة لا تحرجه ولا تزعجه، إلا أن رده جعل الغضب يشع من عيني· قال بهدوء لماذا أتزين وأترتب في المنزل وأنتي زوجتي وتعلمين عني كل شيء·· وقلت بهدوء أكثر رغم الغضب الذي بداخلي ولماذا تتزين عندما تهب للخروج من المنزل يومياً؟ قال لأن الناس تتعامل بالمظاهر فينظرون إلى نوع قماش الثوب الذي تلبسه ونوع الغترة ورائحة العطر وماركة الحذاء·· قلت ولماذا أنا أتزين لك أنت وحدك ولا تهمني هذه المظاهر فأنت زوجي، من أعيش معه أطول وقتي في اليوم وأنت من يهم أن أسحرك بجمالي وعطري وملابسي ليس الآخرين·· سكت وسكوته بلا جواب· الآن جاء دوري بالحديث فأنا الطرف الثالث في الموضوع ولا يعقل أن أمشي مع صديقتي في طلبها بالطلاق لهذا السبب، ليس لأنه تافه فهو مهم مثلما الرجل يهتم أن تقع عيناه على زوجته وهي بأجمل صورة أيضاً هي تهتم لذلك ولكن سوف أقوم بتنبيه بعض الرجال من تناسوا هذه النقطة ''الاهتمام بالشكل لا يكون فقط خارج المنزل ولكن أيضاً من في المنزل هي زوجتك تحب أن تراك بأجمل صورة وأجمل مظهر''· وفاء المعمري