الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

عشق الخط العربي يجمع الشقيقتين إيمان وعليا المهيري

عشق الخط العربي يجمع الشقيقتين إيمان وعليا المهيري
8 يوليو 2013 19:38
هلا عراقي (الشارقة) - استحوذ الخط العربي بجمالياته على اهتمام الأختين إيمان وعليا المهيري، وجذبتهما تلك الحروف المختلفة التي تتعانق معا لتشكل كلمات، فاستوقفهما هذا الفن للتمعن في جمالياته وإشباع النظر من محاسن صوره وأشكاله، واستطاع الخط أن يعلن عن الموهبة الفنية الكامنة لدى الأختين، وكي لا ينضب معين هذه الموهبة لديهما قررتا الانتساب لمركز الشارقة للخط العربي الذي احتضن موهبتهما لترقى للاحتراف فانطلقتا في عالم الخط العربي للتعرف على قواعده وإتقان أصوله. موهبة فطرية وترى الأختان أن الخط العربي فن أصيل، بل من أدق الفنون وأرقاها وإجادته والبراعة فيه على المستوى المطلوب ليست سهلة حيث يجب على من يريد إتقانه أن يجسد فيه مهاراته وموهبته وأن يطلق العنان لموهبته الفطرية التي يجب أن تكون حاضرة في الأساس للإلمام بهذا الفن الجميل، والتي من خلالها يتم التعبير عن المكنونات العابقة بالإبداع. وتضيفان: على الرغم من أنهما جمعتهما ذات الموهبة، إلا أن لكل منهما أسلوبها الخاص وطريقتها المختلفة وبصمتها المميزة وقد استطاع هذا التباين في الأسلوب أن يولد فيما بينهما نوعاً من العمل الجماعي الفريد فتستفيد إحداهما من الأخرى في المهارات، على الرغم من إيمانهما أن لكل خطاط أسلوب خاص في تحقيق جمالياته. لكل حرف خصوصية وتشير الأختان إلى أن الخط العربي انفرد عن بقية الخطوط لأنه يحتفي بحروفه كل حرف على حدة، فلكل حرف خصوصية متفردة وتكوينات ذات أبعاد جمالية لكل منها شكل مغاير هنا تتقد الموهبة ويولد الفن لدى الخطاط في محاولته لإظهار هذه الحروف بأبهى حلتها، وبالتالي ينشأ التحدي مع الذات ومع هذه الحروف بتشكيلاتها وانحناءاتها. فالخط العربي يستمد جماله من جماليات حروفه التي جمعت ما بين القيمة الجمالية والدلالات اللغوية. هذا فضلا عن أسلوب وآلية الكتابة التي تميز بها الخط العربي في اعتماده على القصبة بثراها وتنوع أحجامها وتفاوت زواياها، وهذا ما لا نجده في القلم لأنه محدود بخمس أحجام فقط، بالإضافة إلى أن الكتابة بالقصبة هو فن بحد ذاته وما لها من دور في إبراز جماليات الخط وتصويرها بانسيابية يعجز عنها القلم، والذي لن يمنحك تلك الطقوس المقدسة للكتابة عندما تغمس القصبة بالحبر إيذانا منه برسم الحروف. ملك الخطوط وبالرغم من إيمانهما أن الخطاط البارع يجب أن يجيد كافة أنواع الخطوط إلا أن الأختين استهواهما الخط الديواني والثلث الجلي، فوجدا في الخط الديواني الفن غير المتكلف الذي امتاز بحروفه المتصلة بطريقة منمقة كما يمتاز باستداراته ومرونته. أما الثلث الجلي الذي يمتاز بالقوة والهيبة ويحتاج لضبطه إلى حرفية عالية. موضحتان: لابد للخطاط الناجح من أن يمتلك خلفية معرفية عن كافة أنواع الخطوط ومعرفة أسرارها وقد يتميز بخط واحد فقط. وعن وصف خط الثلث بملك الخطوط، ترى إيمان وعليا أنه نال هذا اللقب كونه أصعب الخطوط وحروفه بها زوايا كثيرة تحتاج إلى دقة في الرسم والمزيد من الوقت لإنجازه، كما أن هناك قواعد يجب التقيد بها ليأتي الحرف بالشكل الصحيح لذلك يصفونه بملك الخطوط. وتضيفان أنه بالممارسة والإطلاع وكثرة الكتابة والتعلم المستمر وبوجود أستاذ ماهر لا يوجد شيء صعب وقد كان للأستاذ فاروق الحداد دور كبير في تطوير موهبتنا ودعمنا للوصول لهذا المستوى. المعارض وتعزيز الثقة وعن الموازنة بين الموهبة والدراسة في فن الخط العربي ترى إيمان وعليا، أن الموهبة هي الأساس في هذا الفن، إلا أنها قد تنضب دون الدراسة لأن التطور في هذا الفن يتطلب معرفة القواعد والأصول التي يرتكز عليها، خاصة وأنه فن يعتمد على المقاسات، وتحري الدقة في إعمال الزوايا بين الحروف خاصة مع تعدد أشكالها ومعرفة الميل والارتفاع والانحناء لكل حرف وكل خط. وتختتم الأختان حديثهما عن أهمية المعارض بالنسبة للفنان سواء إقامة معارض لأعمالهما أو الحرص على حضور المعارض ككل. وتضيفان أن إقامة معرضهما كان بمثابة تتويج واحتفال بأعمالهما وداعم قوي لمسيرتهما في فن الخط، ذلك لأن المعارض تعزز الثقة بالذات وهي بمثابة الاحتفال بأعمال الفنان وترفدنا بالمزيد للتقدم عن طريق الوقوف على آراء الجمهور وردود أفعالهم، خاصة ذلك النقد البناء الذي يرقى بالأسلوب ويطوره، فإقامة معرض حلم كل فنان يريد أن يوصل فنه للآخرين.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©