الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

إصلاح التعليم.. ملف شائك على طاولة ترامب

19 ديسمبر 2016 23:11
بإعلان الرئيس المنتخب دونالد ترامب عن تعيين سيدة الأعمال والناشطة التربوية التي اشتهرت بمطالبتها بإصلاح المدارس «بيتسي ديفوس»، وزيرة للتعليم، يكون قد فتح الباب على مصراعيه أمام جولة جديدة من الحوار والجدل الذي لا يكاد ينتهي حول الخيارات المطروحة المتعلقة بإصلاح نظام التربية والتعليم في الولايات المتحدة. وتساءلت الصحافة ووسائل الإعلام عن طبيعة هذا الإصلاح المنتظر في الوقت الذي يخوض فيه أولياء أمور التلاميذ نقاشاً مختلفاً عن ذلك الذي تتطارحه الحكومة، ويتداولون وجهات نظر متعددة تدعو في مجملها إلى تأسيس «أفضل مدرسة» ممكنة حتى لو لم يأتِ تأسيسها من خلال عملية الإصلاح ذاتها. ولا يمكن لتوسيع رقعة انتشار المدارس في حالتها الراهنة على حساب نوعية التعليم، أن يندرج ضمن إطار استراتيجية تربوية تعليمية، بل ضمن أجندة سياسية بحتة. وبدلاً من ذلك، يحتاج أولئك الذين يعملون على ابتداع سياسة تعليمية ناجحة للتركيز على الخيارات النوعية التي يستحقها الطلاب وينتظرونها. ولم نتمكن من تحقيق النجاح في هذا المجال إلا عندما كنا ننظر إلى الخيارات المطروحة بمنظار النوعية. وفي المدارس الحكومية لمدينة شيكاغو، أنجزنا أكبر عملية زيادة في زمن التمدرس بعد أن زدنا زمن الدوام المدرسي اليومي، وأطلنا زمن السنة الدراسية عشرة أيام، وأنشأنا المزيد من رياض الأطفال، وأطلقنا منافسات التعليم الابتدائي من أجل مكافأة المدارس ذات النتائج الأفضل وإغلاق المدارس التي لا تلتزم بمعايير النوعية. وبالفعل، أغلقنا أبواب المدارس ذات الأداء الضعيف، ووسعنا هامش العمل بالنماذج التعليمية الناجحة مثل نظام «البكالوريا الدولية» IB ونظام «ستيم» STEM الذي يركز على تدريس أربعة مناهج رئيسة هي: العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات، والذي جاءت تسميته من الأحرف الأولى لأسماء تلك المواد باللغة الإنجليزية. وارتفع معدل التخرج في مدارس شيكاغو بنحو 16 بالمئة منذ عام 2011، أو بأكثر من ثلاث مرات من معدل الزيادة على المستوى الوطني. وتمكن تلاميذ الصف الثامن في مدارس شيكاغو من التفوق على تلاميذ كل مدارس المناطق الحضرية. وكانت الإدارة «الجمهورية» السابقة للبيت الأبيض في عهد جورج بوش الابن، قد أعلنت عن خطة لتركيز الاهتمام على نوعية التعليم، وحثّت على الاهتمام بمستوى أعلى من مساءلة وحوسبة المدارس على مستوى أدائها، ثم جاء دور الإدارة «الديمقراطية» برئاسة أوباما والتي ركزت اهتمامها على وضع معايير تعليمية ذات مستوى أعلى، وستكون إدارة ترامب حكيمة لو اتجهت إلى التركيز على الخيارات النوعية وفق أربعة أساليب، يكمن أولها في الاختيار الجيد لمديري المدارس. ولقد كان الجدل في السابق يركز على أدوار المعلمين في ترقية التعليم، إلا أن مديري المدارس هم الذين يتحكمون بمدى الالتزام بالمعايير التعليمية ومساءلة الأطراف المختلفة عن مدى العمل على تنفيذها في المدارس. وينبغي على إدارة ترامب أن تدعم الجهود الرامية إلى الرفع من كفاءة المديرين من خلال إجراءات ضرورية مثل إخضاعهم لدورات تدريبية دورية، ومكافأة ذوي الإنجاز المشهود منهم. ويتعلق ثاني تلك الأساليب بالاهتمام بالتعليم في السنوات الأولى من مراحل التمدرس. ويُلاحظ أن التسرب المدرسي يبدأ عادة في الصف الثالث الابتدائي، وهذا ما يؤكد على أن السنوات المدرسية الأولى هي الأكثر أهمية في مسيرة التلاميذ. ويتعلق الأسلوب الثالث بالتركيز على نوعية التعليم وخاصة في المدارس التي تعتمد نظامي «البكالوريا الدولية» ونظام «ستيم» وللدرجة التي نتأكد معها من أن 50 بالمئة من طلابنا على الأقل قد التحقوا بتلك المدارس. ويتعلق الأسلوب الرابع بالحوسبة والمساءلة لأن الفشل ليس خياراً مطروحاً في ملف إصلاح التعليم. ولقد سارعنا في شيكاغو إلى إغلاق كافة المدارس الخيرية المنتشرة في المدن والضواحي التي تفشل بالالتزام بمعايير التعليم، وقمنا بتوسيع ونشر خدمات تلك التي تلتزم بها. وينبغي على الإدارة الجديدة للبيت الأبيض أن تشجع على إغلاق المدارس التي لا تلتزم بمعايير التعليم الناجح. وتستعد شيكاغو الآن لإغلاق 14 مدرسة فاشلة. *رئيس بلدية شيكاغو، ورئيس موظفي البيت الأبيض (2009-2010) ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©