الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
ألوان

جناح عُمان.. الأصالة والعراقة في «زايد التراثي»

جناح عُمان.. الأصالة والعراقة في «زايد التراثي»
19 ديسمبر 2016 23:04
أحمد السعداوي (أبوظبي) سلطنة عُمان.. ذلك الاسم ذو الدلالات الكثيرة في منطقة الخليج العربي، بما له من عمق تاريخي وجذور ضاربة في الأرض تمتد آلاف السنين، إذ ارتبط اسم سلطنة عُمان عبر التاريخ بكثير من الأحداث والشواهد، ولذلك اتسمت دوماً بأصالة وعراقة متفردة، جعلت من حضورها القوي ضمن فعاليات النسخة الحالية من مهرجان الشيخ زايد التراثي بمنطقة الوثبة في أبوظبي، حدثاً مهماً ينبغي الاحتفاء به وتسليط الضوء على كل ما جاء به الإخوة العمانيون من مفردات تراثية وألوان فلكلورية أدهشت رواد المهرجان، منذ انطلاقه في 1 ديسمبر الجاري وحتى نهايته 1 يناير المقبل، خاصة أن الجناح العماني امتد على مساحة واسعة في أرض المهرجان، ما يعكس زخم وغزارة التاريخ والتراث الذي تتميز به السلطنة، وهو ما ظهر من الإقبال الكبير من كل الجنسيات على زيارة الجناح العُماني للاستمتاع بمحتوياته الفريدة. الجولة داخل جناح عُمان، تأخذ الزائر في رحلة مشوقة بين العوالم الثرية للحرف اليدوية والمأكولات المحلية والفنون الشعبية، والتي تعكس قيمة هذا الإرث الكبير لأبناء الشعب العُماني المشاركين في الحدث العالمي للمرة الثانية على التوالي، حسب ما يقول، أحمد اليحمدي، أحد أعضاء الوفد العُماني، الذي أوضح أنهم سعداء بوجودهم بين أشقائهم الإماراتيين للاحتفاء بتاريخ الأقدمين معاً في هذا العرس السنوي الذي تنظمه الإمارات، وتدعو إليه كثيراً من بلدان العالم لإبراز ما لديها من إبداعات تراثية ونماذج تاريخية متنوعة تحكي التاريخ برواية بصرية شيقة. واليحمدي، مسؤول عن ركن المشغولات الفضية بالجناح العماني، مبيناً أن مشاركته للعام الثاني على التوالي في فعاليات مهرجان الشيخ زايد التراثي، تعتبر إضافة كبيرة له كعامل في مجال المشغولات اليدوية التراثية، كونها جعلته يطالع كثيراً من منتجات الشعوب الأخرى في الأجنحة المختلفة للمهرجان، وبالتالي يتعلم منهم ويستفيدون أيضاً مما يقدمه الحرفيون العُمانيون. وأوضح، أن المشغولات الفضية تحتل أهمية كبيرة، خاصة الخنجر العُماني الذي يعد جزءاً رئيسياً من الزي الوطني العُماني، ويصنع من الفضة، ولذلك تعتبر هذه الصناعة ذات تاريخ قديم وقيمة خاصة. الخنجر أنواع يذكر اليحمدي، أن الخنجر ينقسم إلى عدة أنواع، أشهرها «السعيدي» و«النزواني» و«الجنوبي» و«الباطني» و«الصوري». ويتكون الخنجر من القرن وهو مقبض الخنجر، والنصل وهو الجزء الحاد في الخنجر، والصدر وهو الجزء المنقوش عليه في الخنجر، الطمس وهو شريط من الجلد يحيط الخنجر، والقطاعة والتي تغطي النصل، والغمد الذي يوضع فيه الخنجر، وأخيراً الحزام الذي يعلق فيه الخنجر ويصنع من الجلد. ويوضح أن هناك استخدامات أخرى للفضة ومنها صناعة الأواني المنزلية والحلى النسائية، لافتاً إلى أن هذه المهنة لا تزال تحتفظ بأهمية وانتشار كبيرين في المجتمع العماني بعكس الحرف التراثية الأخرى، خاصة أنها تمثل مصدر دخل قوي تعتمد عليه كثير من الأسر وتتوارثها الأجيال. صناعة الخشبيات أما خليفة بن سالم الهادي، فيتحدث عن صناعة الخشبيات، مبيناً أنه يقوم بعمل كل أشكال الصناعات الخشبية التراثية، ومنها المناديس، (جمع مندوس وهو صندوق خشبي يضع فيه أهل البادية أغراضهم قبل ظهور الخزائن الخشبية وخزائن الحائط في العصر الحديث)، وصناعة السفن والقوارب بأنواعها، وإن كان يركز على عمل نماذج صغيرة من تلك السفن والقوارب حتى تتماشى مع أجواء المهرجانات التراثية، ويستطيع أن يقتنيها البعض لأغراض الزينة والديكور ومنح المنازل العصرية لمسة عراقة وأصالة، كما يعرض العديد من الميداليات الخشبية ذات تصاميم مستوحاة من بيئة عمان. ولفت الهادي، إلى أن حسن تنظيم المهرجان بفاعليته وأجنحته المختلفة، من أكثر العوامل التي تشجعه هو وغيره من الحرفيين التراثيين على الاستعداد للمشاركة فيه بأكبر قدر من المنتوجات ذات الدقة والإتقان، حتى ترضي ذائقة الجمهور المحب للتراث والذي يتجاوز الآلاف يومياً، وهي ظاهرة جميلة يصعب أن نراها في أي دولة أخرى، فهنا يحتل التراث كل الاهتمام من قبل المسؤولين وحتى الأفراد العاديين من أبناء الشعب الإماراتي. وعاء الحلوى أما الحلوى العمانية، بما لها من شهرة كبيرة في منطقة الخليج، كانت الحاضر الأبرز في الجناح العُماني، ويقول صانع الحلوى عصام الدين حامد، إنها تتكون من النشا والسكر والسمن والزعفران والمكسرات، وترجع شهرتها إلى مذاقها المختلف والذي يظهر دوماً في إقبال الجمهور الكبير عليها وبيع كل الكميات التي نصنعها بشكل يومي، وتعتبر أكثر ما يقبل عليه الجمهور لدى مشاركتنا في أي فعالية تراثية، سواء داخل عُمان أو خارجها. ويقول حامد، إن طريقة عمل الحلوى أمام الجمهور مباشرة تبهجهم وتجعلهم يعيشون أجواء مميزة، خاصة حين يرون الوعاء الضخم الذي يحمل كل هذه المكونات، ويتم تقليبه على النار وعمل كل مراحل الحلوى أمامهم، فيأخذون درساً عملياً في كيفية صناعتها، وإن لم يتوقفوا عن شرائها من صناعها الأصليين من أبناء عُمان، كونهم الأكثر خبرة ودراية بأسرار الطعم الشهي لهذا اللون الفريد من الحلوي والذي يمثل أحد اهم ملامح التراث العُماني في المنطقة والعالم، وتقدم في كل المناسبات الاجتماعية من زواج واستقبال الضيوف وحتى مجالس العزاء، فضلاً عن أن لها ميزة أخرى هو أنها تبقى صالحة للاستخدام فترة تصل إلى 3 أشهر، عكس كثير من أنواع الحلوى الأخرى التي تفسد سريعاً. أنواع العسل ومن الحلوى، يتعرف زائر الجناح العُماني، على أنواع العسل التي يبيعها خالد سعيد العطالي، وأنوعه الزهري، السدر، السمر، كما يعرض ماء الورد والسمن البلدي، والسكر الأحمر العُماني، البهارات المخلوطة، ودبس التمر وغيرها من المأكولات المرتبطة ببيئة عمان، واستخدمها الأقدمون ولا يزال الكثيرون يعتمدون عليها بشكل أساسي في حياتهم اليومية، وبالتالي جاء هذا الحضور ليعكس ملمحاً من الحياة اليومية لأهل سلطنة عُمان أمام الجمهور، عبر اعتمادهم على تلك الأطعمة والأغذية التي عرفوها قبل مئات السنين ويستخدمونها حتى الحين. وأشاد خالد العطالي، بالمجهود الكبير الذي بذله الإخوة الإماراتيون في تنظيم المهرجان حتى يحقق كل هذا النجاح، خاصة مع الأعداد الكبيرة من العارضين والزائرين، وهو ما يحسب لأبناء الإمارات قدرتهم الدائمة على تحقيق النجاح والتميز في أي تحدٍ يواجهونه، ومنها تنظيم حدث عالمي كبير بهذا الحجم ويحمل اسماً عزيزاً على قلوبنا جميعاً وهو الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، يرحمه الله. تصنيع التمور على الريامي، مسؤول ركن المضياف للتمور، يشرح أنهم يحاولون تقديم التمور بنكهات مختلفة وبأشكال فريدة تعكس ارتباط أهل عُمان بهذا الموروث الغالي لكل إنسان عربي، بوضع إضافات مثل الهيل والزنجبيل وتصنيع التمور بتصميمات جديدة يقبل عليها الكثيرون خلال أيام المهرجان وهو ما بدا من حجم المبيعات المرتفع، الذي سيجعله يستعد لمشاركة أكبر في العام المقبل، خاصة في ظل الترحيب الكبير الذي وجده من جانب الأهل في الإمارات وتقديمهم كل وسائل الدعم والمساندة للعارضين من كل الجنسيات. سالم الراشدي: الغترة.. عنوان الزي التقليدي للرجل الإماراتي أبوظبي (الاتحاد) سالم الراشدي، نموذج للشاب الإماراتي الذي استطاع أن يجمع بين المتعة والفائدة العملية خلال أيام المهرجان، عبر ركنه المميز الذي يعرض أنواع الغترة الإماراتية، إلى الجمهور الشغوف باقتناء كل ما هو إماراتي بما فيها أنواع الملابس والاقتداء بالأناقة المعروف بها الرجل الإماراتي، وعن ذلك يقول الراشدي، إنه يشارك في المهرجان للمرة الأولى وسعيد بمساهمته مع أشقائه من أبناء الإمارات في إبراز موروثهم المحلي أمام الأعداد الكبيرة التي تتجاوز الآلاف يوميا من جمهور من كل الجنسيات، شغوفين بمعرفة تراث وتاريخ الإمارات بكافة ملامحه ومكوناته، وهو ما لمسه منذ اليوم الأول في الركن الخاص به ويطرح من خلاله الغترة التي يزداد الإقبال عليها مع قدوم فصل الشتاء، لافتاً إلى أن زبائنه يشملون أبناء الإمارات وقطاعا كبيرا من دول الخليج إلى جانب السائحين الذين يقتنون الغترة كهدية أو تذكار يعودون به إلى بلادهم ويربطهم بالدولة التي قضوا فيها شتاءً سعيدا، بحسب ما ذكره كثير من الزوار أثناء حديثه معهم. ويلفت الراشدي إلى أن أسعار الغترة تبدأ من 100 درهم وتصل إلى 850 درهما، بحسب نوعية الخامة ودرجة التطريز الموجود بها، موضحاً أن هذه المشاركة تمت بالتنسيق مع هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة ضمن سوق المنتجات التراثية الخاص بها في المعرض، وهي مبادرة جيدة منهم والقائمين على المهرجان، بإتاحة الفرصة للشباب المواطن للتواجد والمشاركة بفاعلية في مثل هذه الأحداث التراثية المهمة، ولا يكون فقط مجرد زائر لها، ولذلك سيحرص من الآن على المشاركة بشكل أوسع في النسخة القادمة من المهرجان، بعد النجاح الذي حققه هذا العام، والإقبال الكبير الذي فاجأه بإقبال الكثيرين على اقتناء أنواع الغترات التي يعرضها بوصفها واحدة من عناصر الزي التقليدي للرجل الإماراتي منذ قديم الزمن وحتى عصرنا الحالي، بفضل حرص أبناء الإمارات على لباسهم الوطني، كجزء من شخصيتهم يفخرون به ويحرصون على أن يكون في أبهى صورة أمام الآخرين.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©