أبوظبي، عواصم (وام ووكالات)
أعربت دولة الإمارات أمس عن إدانتها واستنكارها الشديدين لجريمة اغتيال السفير الروسي لدى تركيا اندريه كارلوف إثر إطلاق النار عليه أثناء إلقائه كلمة في معرض فني بأنقرة. وشجبت وزارة الخارجية والتعاون الدولي في بيان هذه الجريمة النكراء وجددت مواقف الإمارات الثابتة بنبذ العنف والإرهاب بمختلف أشكاله وصوره وما ينجم عنه من ضحايا وترويع للآمنين. وأكدت تضامن الإمارات الكامل مع الجمهورية التركية ودعمها لكل ما تتخذه من إجراءات في مثل هذه الظروف. وعبرت عن تعازي الإمارات الحارة لأسرة الفقيد وللرئيس الروسي فلاديمير بوتين والحكومة الروسية.
وكان السفير كارلوف اغتيل بهجوم «إرهابي» نفذه مسلح بزعم الانتقام لمدينة حلب السورية، وذلك عشية اجتماع ثلاثي ينتظر أن يجمع وزراء دفاع وخارجية إيران وروسيا وتركيا اليوم الثلاثاء في موسكو التي أبلغت طهران برغبتها في حل الأزمة السورية بأسرع وقت ممكن.
وقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إن قتل السفير الروسي عمل استفزازي يهدف إلى نسف العلاقات الطيبة بين بلاده وتركيا وتعطيل عملية السلام في سوريا، وأنه يجب الرد على الجريمة بتعزيز مكافحة الإرهاب، وأضاف إن الحرب على الإرهاب ستتصاعد بعد قتل السفير والمجرمون سيشعرون بالفارق. ولفت إلى أن المحققين الروس فتحوا تحقيقا جنائيا في الحادث وسيتوجهون إلى تركيا، وطالب بالحصول على ضمانات أمنية حول سلامة البعثات الدبلوماسية الروسية في تركيا.
ودان الرئيس التركي رجب طيب اردوغان الهجوم الذي استهدف السفير الروسي في أنقرة، ووصفه بأنه استفزاز الهدف منه الإطاحة بتطبيع العلاقات بين أنقرة وموسكو، مؤكدا أنه سيتم تشكيل لجنة مشتركة للتحقيق في الاعتداء. وقال «إن المهاجم اسمه مولود مجرد الطنطاش وعمل في قوات الأمن في أنقرة لعامين ونصف العام»، وأضاف في مؤتمر صحفي «هذا العمل الاستفزازي يستهدف الإضرار بتطبيع العلاقات مع روسيا».
وكانت وزارة الخارجية الروسية آعلنت وفاة السفير الروسي لدى أنقرة بعد إصابته في هجوم مسلح في أنقرة، واصفة ذلك بـ«العمل الإرهابي». وقالت المتحدثة باسم الوزارة ماريا زاخاروفا في تصريحات «اليوم في أنقرة ونتيجة لهجوم أصيب السفير الروسي لدى تركيا أندريه كارلوف بجروح توفي جراءها» مضيفة «نعتبر ما حدث عملا إرهابياً». وتابعت «ستتم معاقبة القتلة». وأكدت أن «روسيا ستطلب في أقرب وقت أن يدين مجلس الأمن الدولي عملية القتل اعتباراً من اليوم». وأشارت إلى أن «الإرهاب لن يسود»، ووصفت كارلوف بأنه «دبلوماسي روسي لامع» و»الشخصية التي قامت بالكثير لمحاربة الإرهاب».
وقال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف إن بوتين «علم» بالهجوم. وأضاف أن وزير الخارجية سيرجي لافروف وقادة الأجهزة الخاصة سيقدمون للرئيس تقريراً عن الحادثة، وذكرت «سي.إن.إن تورك» أن أردوغان تحدث هاتفياً مع نظيره الروسي بعد الحادث.
وأكد وزير الداخلية التركي سليمان صويلو أن قاتل السفير الروسي تركي يدعى مولود من مواليد 1994 ومنتسب لقوات التدخل السريع في الامن، وقال أن هذا الهجوم استهدف العلاقات التركية الروسية كما أنه بمثابة توجيه الرصاص نحو الدولة والشعب التركي قبل توجيهه إلى ممثل دولة صديقة. فيما قال مسؤول أمني تركي «إن هناك دلائل قوية للغاية على أن المسلح الذي قتل السفير الروسي ينتمي لشبكة جولن (في إشارة إلى الشبكة التي تتهمها السلطات التركية لمحاولة الانقلاب الفاشلة). وذكرت قناة (سي.إن.إن تورك) أن الشرطة التركية اعتقلت شقيقة ووالدة المسلح في إقليم إيدين في جنوب شرق تركيا.
وقال رئيس بلدية أنقرة مليح كوكجاك خارج مستشفى نقل إليه السفير الروسي بعد إطلاق النار عليه أمس، إن الهجوم على السفير الروسي في تركيا محاولة لهدم العلاقات التركية مع موسكو. وأوضح أن قاتل السفير الروسي في تركيا شرطي. وكتب في تغريدة على حسابه على تويتر إن «المهاجم شرطي». فيما نقلت صحيفة «يني شفق» أن مطلق النار على السفير الروسي عنصر في قوات مكافحة الشغب.
وقال هاشم كيليج مراسل صحيفة حرييت في أنقرة الذي كان موجوداً في المكان، «إنه بينما كان السفير يلقي خطاباً، أطلق رجل ضخم يرتدي بزة، النار في الهواء ثم استهدف السفير». وأضاف أنه «قال شيئاً ما عن حلب وعن انتقام»، مضيفاً صاح المسلح «لا تنسوا حلب». وظهر في صور نشرتها وسائل إعلام تركية السفير الروسي ممدداً أرضاً وبالقرب منه رجل يحمل مسدساً. وأعلنت وسائل الإعلام التركية أن ثلاثة أشخاص آخرين جرحوا في هذا الهجوم. وذكرت وكالة أنباء الأناضول أن قوات الأمن «شلت حركة» مطلق النار، مضيفة أن المهاجم قتل خلال عملية لقوات الأمن.
وندد وزير الخارجية الأميركي جون كيري بقتل السفير الروسي في تركيا، وقال إن بلاده مستعدة لمساعدة روسيا وتركيا في التحقيق بشأن الهجوم. وقال المتحدث باسم الخارجية الأميركية جون كيربي «ندين عمل العنف هذا بغض النظر عن مصدره». كما دان الاتحاد الأوروبي الهجوم. وأدان الرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند والحكومة الألمانية اغتيال السفير الروسي في تركيا.
ودانت الرئاسة المصرية بأشد العبارات الهجوم، وأكدت تضامنها الكامل مع الشعب والحكومة الروسية ووقوفها إلى جانبها في مواجهة يد الإرهاب الغاشمة التي لا دين لها ولا وطن. ونددت وزارة الخارجية السورية أمس، بمقتل السفير الروسي في تركيا واصفة الاعتداء بـ«الجبان».
إلى ذلك، نقلت وكالة إنترفاكس الروسية للأنباء عن البرلماني الروسي الكبير ليونيد سلوتسكي، أن محادثات موسكو بشأن مستقبل سوريا، والتي تضم روسيا وإيران وتركيا ستمضي قدماً اليوم الثلاثاء رغم مقتل السفير الروسي في أنقرة. وأوضح مسؤول في وزارة الخارجية التركي، أن اجتماع اليوم يهدف إلى «فهم آراء الأطراف الثلاثة وتوضيح أين نقف جميعاً، ومناقشة إلى أين نذهب». وأضاف أنه «ليس بالاجتماع المعجزة، لكنه سيمنح كل الأطراف فرصة للاستماع إلى بعضها بعضاً». وقال إنه قد يتم توسيع الاجتماع ليشمل أيضاً سوريا.
ونفت تركيا أن تكون قد توصلت إلى صفقة مع روسيا فيما يتعلق بمستقبل سوريا قبل اجتماعات اليوم. وأكد المسؤول التركي أنه لا توجد أي صفقات بين الجانبين في هذا الشأن. وأعلن الرئيس الروسي في وقت سابق من أمس، أنه أبلغ نظيره الإيراني حسن روحاني هاتفياً أمس بأنه يأمل في أن يعملا معاً للتوصل إلى حل بشأن سوريا في أسرع وقت ممكن.
عدد اليوم
