أمر رئيس الوزراء المصري عصام شرف مساء أمس، بإنهاء خدمة كل الضباط المتهمين بقتل متظاهرين خلال الثورة التي أطاحت الرئيس السابق حسني مبارك في فبراير الماضي. وقال في بيان تلاه عبر التلفزيون الرسمي “إنه تابع على مدار الساعات الـ 24 الماضية التظاهرات في ميادين مصر، وما رفعته من مطالب وشعارات، وقرر اتخاذ الإجراءات اللازمة داخل الحكومة بما يلبي هذه المطالب، ويستجيب لمتطلبات المرحلة الحالية في أقرب وقت ممكن.
واضاف أنه أصدر تعليمات مباشرة الى وزير الداخلية منصور العيسوي بضرورة إصدار قرار لإنهاء خدمة كافة القيادات والضباط المتهمين بقضايا قتل الثوار، وتحقيق اقصى درجات الانضباط الأمني في الشارع، والتنسيق مع رئيس محكمة استئناف القاهرة لتفريغ الدوائر التي تنظر بقضايا القتل ومحاكمة الفاسدين دون غيرها، بما يكفل سرعة إنجازها.
واضاف شرف أنه اتفق مع النائب العام على اختيار أفضل رجال النيابة للانتهاء من التحقيق بقضايا قتل المتظاهرين، وإحالة كافة المتهمين الى المحاكمات الجنائية. كما أشار الى تأسيس آلية مستدامة للحوار مع القوى الوطنية وشباب الثورة، وإصدار تعليمات صارمة بصرف حقوق شهداء ومصابي الثورة، وتكليف وزير التضامن الاجتماعي بتشكيل لجنة لبحث قضايا ارتفاع الأسعار والعلاج، بما يحقق مطالب العدالة الاجتماعية. وأكد أنه لن يدخز جهداً لتنفيذ ما حددته جماهير الثورة.
وكان آلاف المصريين اعتصاماً مفتوحاً في القاهرة، وعدد من المدن الكبرى في أنحاء البلاد، وهددوا بمزيد من التحركات بينها الإضراب عن الطعام ما لم يعجل قادة المجلس العسكري، بمحاكمة رموز النظام السابق وتسريع إجراءات الإصلاح. من جهته، أعلن وزير الصحة المصري أشرف حاتم أمس أن إجمالي حالات الإصابة بين المتظاهرين في مليونية “جمعة الثورة أولاً” بميدان التحرير أمس الأول بلغ 246 مصاباً، مبيناً أن الاصابات تراوحت بين إغماءات وارتفاع في ضغط الدم، وهبوط في السكر، وكدمات وجروح نتيجة شدة الزحام، وارتفاع حرارة الجو. وبالتوازي، أمرت النيابة العامة بالاسكندرية بضبط واحضار 3 ضباط من جهاز أمن الدولة المنحل بالمدينة الساحلية، للتحقيق معهم في حادث مقتل شاب سلفي بالإسكندرية. لكن مصادر قضائية أخرى أكدت أن مدعي عام المدينة نفسها، أمر بالقبض على 12 ضابطاً في الشرطة بتهمة التعذيب والقتل بحق مشتبه به في حادث تفجير كنيسة ليلة رأس السنة أوقع 21 قتيلاً، وفقاً لمصدر قضائي. وبدورها، قررت محكمة القضاء الإداري بالقاهرة في جلسة أمس برئاسة المستشار محمد عبدالبديع عسران تأجيل دعوى إلغاء العمل بقانون الطواريء ورفع حالة الطوارىء بصورة عاجلة، إلى جلسة 17 سبتمبر المقبل لتقديم المستندات.
في الوقت نفسه، أعلن وزير الداخلية اللواء منصور العيسوي عزل مدير أمن السويس لتورطه في مساعدة عدد من ضباط الشرطة المتهمين بقتل الثوار. وأصدر عيسوي أمس قراراً بتعيين اللواء عادل عبدالحميد مديراً لأمن السويس خلفاً للواء أسامة الطويل الذي تقرر نقله إلى مباحث الآداب على خلفية الأحداث التي وقعت أمس الأول خلال مليونية “جمعة الثورة أولاً”. وكان وزير الداخلية أعلن عن إصدار حركة تنقلات الشرطة منتصف يوليو الحالي وأنها ستكون الأكبر في تاريخ وزارة الداخلية، وستتم على مرحلة واحدة وتشمل قيادات الوزارة، وجميع الضباط وستمثل تطهيراً للوزارة بشكل كامل. كانت السويس مسرحاً لاشتباكات دامية بين الشرطة وأسر ضحايا الثورة خلال الأيام الأخيرة. وقال محمد عادل، الناطق الإعلامي باسم حركة “شباب 6 أبريل” وعضو مكتبها السياسي، إن الناشطين المعتصمين في ميدان التحرير بقلب القاهرة حالياً لهم مطالب محددة، تشمل إجراء محاكمات علنية “عادلة ناجزة لمبارك ولكل رجاله، وإلغاء تحويل المدنيين إلى المحاكم العسكرية والقصاص من الضباط المتورطين في قتل المتظاهرين”، إضافة إلى مطالب أخرى مثل تطهير “حكومة شرف من وزراء الحزب الوطني”. وفي بورسعيد، أعلنت القوى السياسية وناشطون من حركة 6 أبريل الدخول في إضراب مفتوح عن الطعام اعتباراً من بعد ظهر أمس، في إطار التصعيد المستمر لتلبية مطالب الثورة.
وبالتوازي، قال المحامي العام الأول لنيابات استئناف الإسكندرية المستشار ياسر رفاعي إن النيابة العامة قررت التحقيق مع 3 من ضباط جهاز أمن الدولة المنحل في الإسكندرية في ملابسات وفاة شاب ينتمي لـ”الجماعة السلفية” بالإسكندرية يدعى سيد بلال (32 عاماً) وتبين من التحقيقات الأولية للنيابة أن طبيباً بمركز طبي بمنطقة اللبان بالإسكندرية قدم بلاغاً بوفاته بعد إصابته بحالة إعياء شديدة نقله على إثرها شخصان للمركز الطبي.
ونفى مصدر قضائي ما أثير حول إعادة تشريح جثة الشاب سيد بلال مؤكداً أن النيابة لم تأمر باستخاج الجثة، كما نفى قيام النيابة العامة بحفظ التحقيق في القضية سواء قبل ثورة 25 يناير أو بعدها. لكن مصادر قضائية أكدت أن أمر القبض والإحضار يشمل 12 ضابطاً بتهمة قتل السيد بلال والذي ألقي القبض عليه بعد أسبوع واحد من حادث تفجير كنيسة القديسين في أعياد الميلاد الماضية. وقالت منظمة حقوقية إن جثة بلال سلمت لعائلته بعد يوم واحد من اعتقاله.
عدد اليوم
