الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

صبي أم بنت؟.. ظاهرة مرفوضة من الشارع اللبناني

صبي أم بنت؟.. ظاهرة مرفوضة من الشارع اللبناني
9 يوليو 2006 01:21
صبي أو بنت!؟ العنوان قد يكون صداميا، وقد يأخذ بمخيلة البعض منا الى أماكن بعيدة وربما أبعد من تحقيقنا هذا صبي أو بنت ؟ مشهد اول: رجل بشعر طويل معقوص من الخلف، وبأقراط في الاذنين وبشكل يشبه الى حد كبير الشكل المتعارف عليه للمرأة· مشهد ثان: فتاة بشعر قصير جداً يكاد لا يسرّح، وبإطلالة صبيانية··· بسروال وقميص، وكرافات أحياناً· هم طبعاً مختلفين، ولكن الى أي حد يقبل المجتمع اختلافهم هذا، ويسمح لهم بالتعبير ومن خلال الشكل الخارجي، عما يريدون دون أن يطلق عليهم سلاح اتهاماته، وتحليلاته وأحكامه المسبقة؟! إنه السؤال!··· بيروت: ريميال نعمة ربما تعود هذه الظاهرة بالنسبة للشبان الطويلي الشعر الى الستينيات، عندما أخذوا يقلدون قصة شعر فرقة ''الخنافس'' البريطانية التي كان أفرادها يطيلون شعورهم ليغطي الجبين، لتتبعها وفي فترة السبعينيات حركة الهيبيز وموضة فرقة ''بي جيز''· والأول هو تيار كان له بعد اجتماعي قائم على مبدأ الرفض لشكل الحياة آنذاك· يقول الاستاذ في معهد العلوم الاجتماعية في الجامعة اللبنانية الدكتور نزيه خياط: بالنسبة للمرأة، قد لا يتوقف المجتمع بشكل عام عند مسألة التمايز والتغيير والتبدل لديها باعتبارها ليست من المحرمات انما قد يشكل الأمر بالنسبة للرجل مشكلة اكبر باعتباره نموذجاً للرجولة والخشونة· ولإطالة الشعر والذقون أسباب عديدة ربما بدأت في فترة السبعينيات ومع ظهور حركات التحرر الوطني، لتتطور بحسب المتغيرات الاجتماعية وتصل الى مرحلة ربط الشعر··· ليأتي بعدها - يتابع د· خياط - نموذج ''تشي غيفارا'' الذي عمم ثقافة الرفض برمزية تطويل الشعر والذقن، دون أن ننسى طبعاً، ارتباط هذه الظاهرة في بعض المجتمعات العربية برمزية دينية··· انه شكل من أشكال التعبير، له أسبابه وتتداخل فيه مسألة حب الظهور والتميز، وكدلالة على التحرر والتمرد· أنا حر يقول متعهد الحفلات اللبناني المعروف ميشال الفتريادس وهو صاحب الشكل غير التقليدي إن في تسريحة شعره او حتى لباسه وتلك الاكسسوارات التي يضعها على صدره وفي يديه: ''أنا مرتاح مع شكلي الحالي، ويعنيني جداً هذا الشعور بالاختلاف، وهو ما رافقني منذ صغري حيث كنت أسعى للاختلاف''· ويضيف: ''ربما يعتبرني الطب النفسي معقّدا او مجنونا ولكن يزعجني الا يجرؤ احدنا على التفكير والتصرف كما يحلو له· أفضل ان أعيش كما ارغب وليس كما يرغب الآخرون، ولن التفت ابداً الى كلام الناس''· ويتابع: علاقتي بالجنس الآخر ممتازة··· لست منحرفاً او شاذاً، كما قد يظن البعض، ولكن لي أسلوبي وطريقة لباس مختلفة فما المشكلة ؟ وينهي الفترياريس كلامه قائلاً: ''أعتبر نفسي حراً في التعامل مع جسدي وشعري كما يحلو لي باعتباره مساحة خاصة وشخصية··· نحن معتادون في مجتمعاتنا الشرقية أن ندس أنوفنا بما لا يخصنا وأن ينظر كل واحد للآخر ويهتم بشؤونه عوضاً عن الاهتمام بنفسه!''· وعما اذا كان يشكل شعره عبئاً عليه من حيث التسريحة اليومية، يقول: ''لا ابداً انا اكتفي بتسريحه وربطه وهذا لا يأخذ مني اكثر من دقائق''· تمرد على المدرسة وتشرح مذيعة الاحوال الجوية زينة زيادة حالة رفضية قديمة تجعلها تترك شعرها قصيراً جداً، وذلك بعدما عانت طويلاً من ''لبكة'' الشعر الطويل، وأوامر الراهبات بتسريحه وربطه ما جعلها وفي أول يوم تتخرّج من المدرسة تقصه بشكل صبياني ومبالغ به، رغم أن ذلك لم يفقدها انوثتها· تطل زينة يومياً عبر شاشة ''المستقبل'' بقصة شعر قصيرة جداً بعدما عانت طويلاً من رفض توظيفها في أكثر من محطة كانت تسعى لشكل تقليدي ومتعارف عليه للمرأة!· تؤكد زينة: نعم لم يقبلوني بسبب قصة شعري··· ربما لأن الشعر القصير لم يكن موضة، أما اليوم فثمة نماذج كثيرة لفتيات يظهرن على التلفزيون بقصة شعر قصيرة جداً وربما قدمت وفي فترة السبعينات المذيعة سونيا بيروتي بقصتها الصبيانية أفضل نموذج للمذيعة التي تخطت مسألة الشكل الخارجي لتهتم أكثر بالمضمون· وعن نظرة الناس والمجتمع والطرف الآخر تقول زينة: ''ألتقي بين الحين والآخر بنظرات مستغربة وكأنها تسألني أين شعرك الطويل؟ وبالتالي يبدأون التشكيك بأنوثتي، الى ان ابرهن لهم اني أنثى بامتياز· أما علاقتي بالجنس الآخر فهي طبيعية جداً، وصادفت شبانا يفضلون ذات الشعر القصير! الرجولة والأنوثة ويبقى للمجتمع الذي تحدثت عنه زينة نظرته التي تتضارب بين الموافق والمعترض، فيقول عمر ابن التاسعة عشرة ''لا أوافق على تلك الاشكال ابداً، لأنها تفقد الرجل رجولته والمرأة انوثتها''· أما دارين فتقول ''لا يهمني شعر الشباب اذا كان طويلاً او قصيراً، ما يهمني هو تعاطيه معي ومدى احترامه لي··· ولا اجد ان انوثة المرأة مرتبطة بتسريحة شعرها بل بتصرفاتها··· واعتبر ان على المجتمع والناس ان يحترموا حرية كل فرد باختيار الشكل الذي يناسبه''· بين الأب والإبن ويعلّق والد أحد الشبان ممن يقصون شعرهم ويرتدون اقراطاً، فيقول: بالطبع لا يعجبني الشكل الذي يظهر فيه وسام وكان ينرفزني دوماً بتسريحة شعره التي اعتمدها مؤخراً··· ولكني عندما رأيت رفاقه في الجامعة ادركت ان ابني اكثر رزانة بدرجات! بعدها قام بثقب أذنه خفية عني الى أن انتبهت ما جعلني اثور وأطرده من البيت، لكنه أصر على موقفه ما جعلني أرضى، لأنه متفوق في دراسته· أصبحت معتاداً على رؤيته بهذا الشكل ولكني احرج عندما يرافقني الى القرية، فأطلب منه ان ينزع الاقراط على الاقل من أذنه عندما يرافقني· ''لو حاول إبني إطالة شعره ''لقوصته'' (رميته بالرصاص)··· هكذا يعبّر الفنان الكبير ملحم بركات عن رفضه المطلق لهذه الظاهرة· وفي أحد المؤتمرات الصحفية علق بركات تسريحة الفنان وائل كفوري ''بأنه ليس مهتماً بالفن بقدر اهتمامه بشعره وبتسريحه''! ويتابع: ''الرجل معروف بشكله الرجولي المحدد والا أصبحنا جميعاً نساءً ورجالاً نسخات مكررة''· الشكل والشخصية تقول مي: ''لا يلفتني ابداً الشاب الذي يربط شعره او يطيله، لأني لا أتخيل نفسي مع رجل بشعر طويل حتى لا أشعر انه صديقتي··· ربما لا يعني لي كثيراً الشكل الخارجي للرجل لأني اهتم بشخصيته اكثر ولكني حتماً أفضل الأشكال العادية''· ويعبّر أحد العاملين في صالون تزيين عن رأيه بالقول: ''ليس بالشعر وحده تكتمل انوثة المرأة، وليس بالشعر القصير ايضاً تفقدها··· أجد المرأة بالشعر القصير جذابة جداً وجريئة وأشعر انها متحررة وقوية''·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©