السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

نحن والكائنات

7 يوليو 2013 20:07
الإنسان هو محور التنمية ووسيلتها الأساسية، وبما أن الجزء المهم، وفي المقام الأول هو محاسب على ما يحدث من تخريب، وإذا توافرت القناعة لدى القطاعات المختلفة من المجتمع بأهمية الحفاظ على التنوع البيولوجي، فإن إعادة تأهيل البيئة والمحافظة على ما تبقى سوف يأتي دون عناء، لأن الإنسان حينئذ سينظر إلى مصلحته الحقيقية على المدى الطويل، وإلى مستقبل الحياة على الأرض، ويكون ذلك أسهل إذا ارتبط بطاعة الخالق جل جلاله وعدم الإفساد في الأرض. ونظرًا لكونه مهمًا لاستمرار الحياة على كوكب الأرض فإن التنوع الإيكولوجي والبيولوجي، مهم لنا نحن كبشر قبل أن يكون مهما لبقية الكائنات، فنحن نشكل هذين المسميين العلميين مع بقية الكائنات على الأرض ومنها الأشجار والنباتات والحشرات، ويعد التنوع البيولوجي مهما للكثير من الكائنات الحية التي يعتبرها الإنسان لا فائدة منها أو ضارة به وبمصالحه، لذلك لا يأبه بانقراضها بل يتمنى ذلك لبعض الكائنات، والإنسان جزء لا يتجزأ من هذا النسيج البسيط المعقد المسمى بالغلاف الحيوي، والذي خلقه الله سبحانه وتعالى وأحسن خلقه، خاصة من ناحية التوازن والتناسق، بحيث لم يخلق شيئاً عبثا، وعليه فإن لكل مخلوق في هذا الكون دورا مهماً، فالذبابة المنزلية المكروهة تلعب دوراً مهماً في التخلص من بعض النفايات، وفي السلسلة الغذائية حيث تكون هي غذاء لكائنات أخرى. الثعابين التي نتمنى ألا نراها، وكلنا نخشى الثعابين لكونها قاتلة، لها دور وظيفي في مكافحة الآفات دون أن نستخدم كيماويات ضارة، وهي تساهم في دورة المواد الغذائية، ومن باب العلم بالشيء، فإن الأفاعي السامة لا تشكل أكثر من خمسة عشر في المائة من التنوع، ومن جانب آخر نجد كائنات حية يعشقها الإنسان لدرجة إبادتها في محاولة لاقتنائها، إما لفوائد اقتصادية أو طبية أو ترفيهية، مثل ما هو الحال بالنسبة للعديد من الثدييات والطيور وبعض الأسماك والنباتات، ويعد أكبر مهدد لمستقبل الحياة على الكرة الأرضية اللامبالاة وعدم الاكتراث، واعتقاد كل منا أن القضية لا تخصه هو شخصيًا، في الوقت الذي أزيل خمسة وأربعون في المائة من غابات الكرة الأرضية الأصلية، وما زال التدمير جاريًا في الكثير من دول العالم. للأسف في حال ارتفاع متوسط درجة حرارة الأرض درجتين مئويتين أكثر مما هي عليه، يتوقع خبراء البيئة انقراض ثلث أنواع النباتات، التي تستوطن الكرة الأرضية حاليًا، وتدمير الموائل الطبيعية والاستغلال الجائر للموارد النباتية والتغير المناخي، يهدد من خمسة وعشرين إلى ثلاثة وثلاثين في المائة من أنواع النباتات بالانقراض، وإن أربعة وثلاثين ألفًا من النباتات وخمسة آلاف وأربعمائة نوع من الحيوانات، تحسب في عداد المهددة بالانقراض، كما تم تدمير عشرة في المائة من الشعب المرجانية، وربما يدمر ثلث المتبقي في غضون العشرين سنة المقبلة. المحررة | malhabshi@alittihad.ae
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©