السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

زمن «العربيزي»

5 أكتوبر 2010 21:42
شعرت بالسخافة عندما كانت ابنتي الصغيرة تحاول أن تحدثني بكلمات فرنسية وهي التي لم تقض سوى أيام في “الكي جي ون”، وهو اسم الصف الأول الذي ترتاده والذي كنت في السابق أخلط بينه وبين الـ”كي جي بي” أو جهاز المخابرات الروسية، أما شعوري بالسخافة فكان نتيجة أنني لا أعرف معنى الكلمات التي قالتها ابنتي، وأنا الذي أدعي أنني أعرف كل شيء.. رغم ذلك فرحت أن ابنتي تعرف أكثر مني لكن فرحتي تماهت عندما وجدت مجموعة من الأسئلة تتزاحم في رأسي كان أولها ترى كيف ستكون حال الجيل القادم؟ هل سيبقى هناك مكان للعربية أو للهجة المحلية اللتين هما أساس هويتنا الوطنية ومبعث فخرنا واعتزازنا بهويتنا وبعروبتنا وبديننا..؟ تجدنا نفتخر الآن بإتقاننا اللغات الأجنبية بينما قد لا نتقن لغتنا الأم بل ونسينا لهجاتنا المحلية بعد أن اختلطت بلهجات شرقية وغربية لنفرز لهجة هجينا فيها مصطلحات مصرية ولبنانية وأردنية، بل وأخرى نابعة من اللهجات واللغات من البلدان المجاورة غير الناطقة بالعربية. تجدنا نفاخر باللغات التي يتحدث بها أبنائنا وقد لا يكون في ذلك شيء لو أننا نفاخر أيضاً بإجادته للغته الأم خصوصاً أننا نحاول جاهدين العمل على ترسيخ مبادئ الهوية الوطنية، ومع ذلك تجدنا نتحدث معهم بالإنجليزية من باب مساعدتهم على التأقلم مع اللغة العالمية التي نؤمن أنها ستفتح لهم أبواب النجاح. عندما يجتمع شباب اليوم أو لنقل أطفال اليوم تجدهم لا يتحدثون العربية، بل أنهم يستخدمون لغة هجينة معروفة لدى متحدثيها بالعربيزي، وهي لغة هجين بين العربية والإنجليزية وتستخدم الأحرف اللاتينية والأرقام في الكتابة وأصبحت شائعة على مستوى واسع حالياً. ترى ما هو السبب الذي يدفعنا للتخلي عن لغتنا الأم؟ هل سببه التهاون أو التسامح اللغوي، أم أنه حالة من رفض الموروث والثورة ضد ما هو قديم أو ارتباط بما هو تقليدي أم أن مرده إلى خشية كثيرين من الوصم بارتباط بهذه الأمة المنكوبة التي صار أبناؤها يخجلون من الانتماء إليها كما قد يعتقدون ويرون أيضاً أنها أمة لا تجد سوى التغني بالماضي التليد واللغة القديمة التي رغم ثرائها، فهي لم تعد لغة عصرية تواكب متطلبات العصر من وجهة نظرهم، ترى هل هي ضريبة العولمة والعصرنة التي تأخرنا كثيراً عن اللحاق بها.. أم أنه اغتراب ثقافي وجفاف حضاري نعانيه أو على الأقل يعانيه بعض شباب اليوم؟! rahaluae@gmail.com
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©