الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

اليابان: كيف سيغير ترامب العلاقات التايوانية الصينية؟

18 ديسمبر 2016 00:53
من الممكن أن يثير الاستعداد الواضح للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب للتعامل مع تايوان انتقاماً صينياً قد يقترب من اليابان، ما يعقّد المشهد الجيوسياسي في شمال آسيا، وفقاً لنائب وزير الدولة للشؤون الخارجية الياباني السابق «ياسوهيدي ناكامايا»، والذي يشغل الآن منصب نائب رئيس لجنة الأمن ومنع الإرهاب في «الحزب الديمقراطي الليبرالي الحاكم». وقد قال «ناكامايا»، إنه ينظر إلى المكالمة الهاتفية التي أجراها ترامب مؤخراً مع رئيس تايوان «تساي إنج ون» باعتبارها خطوة «ذكية»، لأنها حدثت قبل تنصيبه رئيساً للبلاد، ولأنها تحُد من نطاق الصين للرد. وأضاف في مقابلة معه في طوكيو الأسبوع الماضي: «من الطبيعي أن نتوقع أن يتم التكتم على مكالمة الرئيس مع تايوان، لكن الفريق الانتقالي أعلن عنها». واستطرد: «إنني أعتبر ذلك علامة جيدة، إنهم يرسلون إشارة على أنهم يعطون ثقلا أكبر للصين الحرة، مقابل الصين الشيوعية». ومع ذلك، فقد هاجم ترامب الصين مرة أخرى، متهماً إياها بالفشل في التعامل وفق قواعد السوق. وأي تحول نحو تايوان قد تكون له عواقب بالنسبة لليابان، حسب ما قال ناكامايا، والذي أضاف: «استناداً للكيفية التي سيتطور بها هذا، فإن الأمور قد تتغير كثيراً بالنسبة لليابان، إذ لدينا مصير مشترك مع تايوان». وبهذه المكالمة، جذب «تساي» انتباه العالم إلى العزلة المتزايدة التي تشهدها هذه الأمة التي تدار ديمقراطياً في ظل صعود نجم الصين، والتي تعتبر تايوان إقليماً منشقاً. وبينما قامت الصين برد فعل محسوب إلى حد كبير تجاه الولايات المتحدة، وصبت جام غضبها على «تساي»، فإن أي تصعيد للخلافات عبر مضيق تايوان من الممكن أن ينتشر تأثيره على دول مثل اليابان في منطقة متوترة بالفعل. إن الولايات المتحدة والصين واليابان تعد أكبر القوى الاقتصادية في العالم، بينما استخدمت الصين في الماضي قيوداً تجارية وفرضت قيوداً على السياحة لمعاقبة تايوان على ما تصورت أنه إهانات. وقد فشلت علاقات اليابان مع الصين، التي تعد أكبر شريك تجاري لها، في التعافي تماماً من أسوأ أزمة مرت بها منذ عقود وذلك بعد تصاعد الخلاف مجدداً حول الجزر المتنازع عليها بينهما عام 2012. وتقوم سفن خفر السواحل من كلتا الدولتين بتعقب بعضهما البعض حول الجزر القريبة من تايوان، والمعروفة باسم «سينكاكو» في اليابان و«دياويو» في الصين. وفي أحيان كثيرة، تنطلق المقاتلات اليابانية لتغير اتجاهها بعيداً عن المطارات العسكرية الصينية في المنطقة. وقد ذكرت وزارة الدفاع الصينية أن مقاتلات يابانية من طراز إف-15 قد أربكت مهمة تدريب نظامية لقواتها الجوية فوق مضيق «مياكو»، بالقرب من تايوان، وذلك في صباح يوم السبت. وقالت الوزارة في بيان لها إن تصرفات المقاتلات اليابانية كانت «خطيرة، وغير مهنية وتنتهك حرية» الملاحة والطيران بموجب القانون الدولي. ومن ناحية أخرى، ذكرت وزارة الدفاع التايوانية أن أربعاً من الطائرات العسكرية الصينية العشر قامت بالتحليق فوق مضيق مياكو وتجاوزت منطقة الدفاع الجوي في جنوب تايوان. وكانت هذه هي المرة الثانية في أقل من شهر التي تحلق فيها الطائرات العسكرية الصينية بالقرب من تايوان، وفقاً لوكالة الأنباء المركزية التايوانية. وقالت وزارة الدفاع اليابانية، إنها أطلقت طائرات مقاتلة رداً على ظهور طائرات صينية يوم السبت، بما في ذلك مقاتلتين وقاذفتي قنابل. وقالت قوات خفر السواحل اليابانية إن ثلاث سفن صينية دخلت أيضاً يوم الأحد إلى المياه التي تديرها اليابان بالقرب من الجزر المتنازع عليها. وقال ناكامايا: «لا أعتقد أن الصين ستتحدى الولايات المتحدة مباشرة في هذه المرحلة. إنهم سيفعلون ذلك بطريقة غير مباشرة. وإذا ما كنت على الجانب الصيني لأردت أن أقوم بشيء يؤثر على الأمن القومي والاقتصاد، رداً على ما حدث مع تايوان، وكنت سأفكر في وضع جنود متنكرين في هيئة صيادين على جزر سيناكوكو». إن سيناريو «المنطقة الرمادية».. وهذا غالباً ما تتم مناقشته من قبل المشرعين وخبراء الدفاع في اليابان. وأي تفاقم للتوترات حول الجزر المتنازع عليها سيشكل خطراً اقتصادياً بالنسبة لليابان. وقال ناكامايا في وقت لم يعرف ما الجانب الذي ستأخذه الولايات المتحدة بشأن الصين بعد تنصيب ترامب في شهريناير، أن اليابان ستولي الأمر اهتماماً وثيقاً ومن المرجح أن تقوم بمواءمة سياستها مع الولايات المتحدة (حليفتها الوحيدة من خلال معاهدة). وأضاف أن هذا ربما يتضمن بحث إمكانية التعاون العسكري مع تايوان التي لا تقيم اليابان معها علاقات دبلوماسية رسمية. *محللة متخصصة بالشؤون الآسيوية ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©