الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

توماس كارليل: محمد أبرز أبطال الإنسانية ولم يطمع في مُلك

توماس كارليل: محمد أبرز أبطال الإنسانية ولم يطمع في مُلك
6 يوليو 2015 09:39
أحمد مراد (القاهرة) ولد الكاتب والمؤرخ الاسكتلندي توماس كارليل في 4 ديسمبر 1795، وكان طفلاً ذكياً يحب القراءة لذلك أصر والداه على إرساله إلى أكاديمية «أنن»، وقد ظهر تفوقه منذ البداية، وعندما أكمل الخامسة عشرة دخل للجامعة وتخرج فيها ليعمل مدرساً للرياضيات، ثم عاد مرة أخرى إلى الجامعة لدراسة القانون، ثم شرع بدراسة الأدب الألماني. نقطة تاريخية ويعد كتاب «الأبطال» أبرز مؤلفات كارليل، وهو دراسة أدبية وتاريخية للبطولة، اختار لعرضها وتحليلها أرقى النماذج الإنسانية، ومثلت محاضرات كارليل عن النبي محمد نقطة تاريخية فارقة في معرفة الغرب الصورة الحقيقية للنبي والإسلام، ومن أبرز ما جاء في إحدى محاضراته عن نبي الإسلام قوله: لقد أصبح من أكبر العار على أي فرد متمدن من أبناء هذا العصر، أن يصغي إلى من يظن أن دين الإسلام كذب، وأن محمدا خداع مزور، وآن لنا أن نحارب ما يشاع من مثل هذه الأقوال السخيفة المخجلة، فإن الرسالة التي أداها ذلك الرسول ما زالت السراج المنير مدة اثني عشر قرناً، لنحو مئتي مليون من الناس أمثالنا، خلقهم الله الذي خلقنا، أفكان أحدكم يظن أن هذه الرسالة التي عاش بها ومات عليها الملايين فائقة الحصر والإحصاء كذبة وخدعة؟، أما أنا فلا أستطيع أن أرى هذا الرأي أبداً، ولو أن الكذب والغش يروجان عند خلق الله هذا الرواج، ويصادفان منهم مثل ذلك التصديق والقبول، فما الناس إلا مجانين، وما الحياة إلا سخف وعبث وأضلولة، كان الأولى ألا تخلق. زعم سيئ وقال: ما أسوأ مثل هذا الزعم، وما أضعف أهله وأحقهم بالرثاء والمرحمة، ولعل العالم لم ير قط رأيا أكفر من هذا، وهل رأيتم أن رجلاً كاذباً يستطيع أن يوجد دينا عجباً؟! والله إن الرجل الكاذب لا يقدر أن يبني بيتا من الطوب، فهو إذا لم يكن عليما بخصائص الجير والجص والتراب وما شاكل ذلك، نعم، وليس جديراً أن يبقى على دعائمه اثني عشر قرناً، يسكنه مئتا مليون من الأنفس، كذب والله ما يذيعه أولئك الكفار، وإن زخرفوه حتى خيلوه حقاً، إنه زور وباطل، وإن زينوه حتى أوهموه صدقاً، ومحنة والله ومصاب أن ينخدع الناس شعوباً وأمماً بهذه الأباطيل. أكرم الخصال وفي كتابه «الأبطال» أورد كارليل أكثر من شهادة عن نبي الإسلام، يقول في إحداها: أرى في محمد آيات على أشرف المحامد وأكرم الخصال، وأتبين فيه عقلاً راجحاً، وفؤاداً صادقاً، ورجلاً قوياً عبقرياً، لو شاء لكان شاعراً فحلاً، أو فارساً بطلاً، أو ملكاً جليلاً، أو أي صنف من أصناف البطل، لقد كان رجلاً ماضي العزم، لا يؤخر عمل اليوم إلى غد، ولم يك متكبراً، ولم يكن ذليلاً ضرعاً، يخاطب بقوله الحر المبين قياصرة الروم وأكاسرة العجم، يرشدهم إلى ما يجب عليهم لهذه الحياة وللحياة الآخرة، وكان يعرف لنفسه قدرها، وإني لأحب محمداً لبراءة طبعه من الرياء والتصنع، ولقد كان ابن القفار هذا رجلاً مستقل الرأي، لا يعوّل إلا على نفسه، لا يدعي ما ليس فيه، وما كان محمد بعابث قط، ولا شاب شيئاً من قوله شائبة لعب ولهو، بل كان الأمر عنده أمر خسران وفلاح، ومسألة فناء وبقاء، ولم يك منه إزاءها إلا الإخلاص الشديد والجد المر، فأما التلاعب بالأقوال والقضايا المنطقية، والعبث بالحقائق فما كان من شأنه قط. الشهرة الشخصية وقال كارليل: يزعم الملحدون والمتعصبون من النصارى أن محمدا لم يكن يريد بقيامه إلا الشهرة الشخصية، ومفاخر الجاه والسلطان، كلا! لقد كان في فؤاد ذلك الرجل الكبير، المتوقد المقلتين، العظيم النفس، المملوء رحمة وخيراً وحناناً وبراً وحكمة أفكار غير الطمع الدنيوي، ونوايا خلاف طلب السلطة والجاه، لقد كان منفردا بنفسه العظيمة وبحقائق الأمور والكائنات، لقد كان سر الوجود يسطع لعينيه بأهواله ومخاوفه ومباهره، ولم يكن هنالك من الأباطيل ما يحجب ذلك عنه، فكأنه لسان حال ذلك السر يناجيه هآنذا، فمثل هذا الإخلاص لا يخلو من معنى إلهي مقدس، وما كلمة مثل هذا الرجل إلا صوت خارج من صميم قلب الطبيعة، فإذا تكلم فكل الآذان برغمها صاغية، وكل القلوب واعية، وكل كلام ما عدا ذلك هباء وكل قول جفاء. الملل الكاذبة وفند كارليل مقولة أن نبي الإسلام نشر دينه بالعنف، فقال: لقد قيل كثير في شأن نشر محمد دينه بالسيف، فإذا جعل الناس ذلك دليلاً على كذبه، فذلك أشد ما أخطأوا وجاروا، فقد جاء محمد بالإسلام على الملل الكاذبة والنحل الباطلة فابتلعها، وحق له أن يبتلعها، لأنه حقيقة خارجة من قلب الطبيعة، وما كاد يظهر الإسلام حتى احترقت فيه وثنيات العرب، وجدليات النصرانية، وكل ما لم يكن بحق، فإنها حطب ميت أكلته نار الإسلام، ذهب والنار لم تذهب، لسنا نعد محمدا هذا قط رجلاً كاذباً متمنعاً، يتذرع بالحيل والوسائل إلى بغية، أو يطمح إلى درجة ملك أو سلطان، أو غير ذلك من الحقائق، وما الرسالة التي أداها إلا حق صراح، وما كلمته إلا صوت صادق، صادر من العالم المجهول، كلا محمد قطعة من الحياة شهاب قد أضاء العالم أجمع. ظهر الإسلام فاحترقت فيه وثنيات العرب
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©