الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

ليبيا: كتائب القذافي تجند النساء

ليبيا: كتائب القذافي تجند النساء
8 يوليو 2011 21:25
أرنيستو لندنو طرابلس الغرب كانت هبة عبد القاسم ترتدي كعباً عاليّاً مفتوحاً من جهة الأصابع وقد وضعت على وجهها مساحيق بشكل قوي، وكانت تحمل على كتفها بندقية من طراز "إيه كي 47" في مساء أحد الأيام القريبة الماضية، متعهدة بحمل السلاح والقتال ضمن صفوف كتائب نظام القذافي. وقالت هذه المعلمة التي تبلغ من العمر 39 عاماً، في وقت كانت فيه نساء أخريات منخرطات في حصة التدريب على الرماية التي تشرف عليها، يقمن بإطلاق النار بشكل محموم ومبالغ فيه في الهواء: "سأدافع عن نفسي، وسأدافع عن بلدي"، مضيفة "إننا بلد مسلح، فكل شخص في هذا البلد لديه أسلحة". ونظراً للإنهاك والإجهاد الذي باتت تعاني منه كتائب القذافي على طول خطوط الجبهة شرق طرابلس وغربها، قال بعض المسؤولين الحكوميين في نظام القذافي إنهم يسعون لتدريب المتطوعين، بما في ذلك قطاعات واسعة من النساء، ربما استعداداً لمعركة الحسم القادمة عندما يتقدم الثوار لتحرير العاصمة طرابلس ومناطق أخرى ما زالت تحت سيطرة كتائب القذافي. والواقع أن النساء لطالما لعبن أدواراً مركزية في أجهزة الأمن والاستخبارات الليبية -يذكر هنا أن القذافي كثيراً ما يكون مرفوقاً في رحلاته الخارجية بفرقة من الحارسات يلازمنه أثناء تنقلاته- غير أن الحرب التي دخلت شهرها الرابع من المرجح أن تجعل النظام يحولهن على ما يبدو إلى مقاتلات أكثر من أي وقت مضى. والواقع أنه منذ بعض الوقت تم نشر بعضهن على نقاط تفتيش المركبات على الطرق المؤدية إلى طرابلس. وتقول حكومة طرابلس إنها تقوم بتوزيع 1.2 مليون قطعة سلاح على أنصار النظام الذين كلفتهم بمهمة التصدي للثوار والقوات البرية الغربية في حال قررت التدخل وحاولت تحرير العاصمة. وفي هذا السياق، قال المتحدث باسم الحكومة موسى إبراهيم: "إننا نقوم بتدريب الناس في كل مكان يوجد تحت سيطرتنا"، مضيفاً: "إنهم (قوات الناتو) سيقاتلون شعباً. ذلك أن كل ليبي، وكل ليبية ستتحول إلى قنبلة، وإلى آلة للقتل". غير أن جمعة القماطي، وهو أحد المتحدثين باسم الثوار، قلل من شأن هذه الادعاءات، وذلك المخطط المعلن من قبل نظام القذافي، واصفاً إياه بأنه مخطط دعائي ليس إلا، وعن ذلك يقول: "عندما حاولوا توزيع الأسلحة على الناس في الماضي، انتهى بها المطاف بين أيدي المقاتلين من أجل الحرية"، في إشارة إلى الثوار الذين يسعون إلى تنحية نظام القذافي. وكان نظام القذافي قد قام بتأسيس أكاديمية عسكرية خاصة للنساء. وعلى رغم أن ليبيا تتمسك عادة بتفسير صارم للدين من بعض النواحي، إلا أن النساء لا يرغَمن على ارتداء الحجاب ويمكنهن التنقل بدون إذن من أزواجهن. ويقول محللون مختصون في الشأن الليبي إن القذافي إنما سعى من خلال مزاعم تحرير المرأة إلى إضفاء مصداقية على ما يدعيه من أن البلاد تحكم من قبل الجماهير، وأنه هو نفسه ليس سوى قائد لها. والحال أنه من خلال إسناده أدواراً بارزة للنساء، إنما حاول أيضاً الحد من عدد الزعماء الذكور الأقوياء الذين يمكن أن ينقلبوا ضده، كما يقال على نطاق واسع هنا في طرابلس. ويرى البعض أن هدف حكومة طرابلس من وراء تسليح عشرات الآلاف من النساء يمكن أن يمثل محاولة لدعم موقف نظام القذافي من خلال تكليف النساء بمقاومة ما تزعم أنه غزو من قبل الغربيين الذين يرغبون في الاستفادة من الاحتياطيات النفطية المهمة التي تزخر بها البلاد. وفي هذا السياق، يقول "ديرك فانديفال"، المتخصص في الشؤون الليبية بكلية "دارتموث كوليدج"، في حوار معه عبر الهاتف: "إن ذلك سيكون منسجماً مع ما سبق أن قام به النظام في الماضي". هذا وقد أخذ مسؤولون حكوميون الصحافيين الغربيين في عدة جولات لما يصفونه بأنه حفلات تخرج وحصص تدريبية لنساء مقاتلات. وفي هذا السياق قالت آسيا أبو القاسم، 43 عاماً، إنها لم يسبق لها أن استعملت سلاحاً ناريّاً حتى عهد قريب. وكانت وهي أم لثمانية أبناء، ترتدي الحجاب، وتتحدث بهدوء، بينما تمسك محفظة جلدية بيد وبندقية قديمة بيد أخرى. ولكنها، على غرار العديد من النساء في الحصص التدريبية، كانت تتحدث بحماسة كبيرة حول طبيعة دورها الجديد. وقالت في هذا الإطار: "إن الغربيين هم الذين أتوا إلينا، ولسنا نحن من ذهب إليهم". وعلى بعد بضعة أمتار، قالت فاطمة حسن، وهي فتاة في الرابعة عشرة من عمرها، وتتحدث اللغة الإنجليزية بلكنة بريطانية نظراً لأنها أمضت عدداً من الإجازات الصيفية في بريطانيا، إنها أيضاً تأمل أن تحمل السلاح. وقالت، بينما كانت النساء من حولها يرقصن ويغنين ويطلقن النار من بنادق بالية في الهواء ابتهاجاً: "سيتعين عليهم أن يواجهوا أنصار النظام القائم في ليبيا قبل أن يصلوا إلى طرابلس"!. ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست بلومبيرج نيوز سيرفيس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©