الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

النعام.. أكثر من طائر جميل ووسادة وثيرة

النعام.. أكثر من طائر جميل ووسادة وثيرة
10 فبراير 2008 00:46
أول ما يرد على ذهن الإنسان حين يذكر النعام، هو تلك الفكرة السائدة عن كون النعام يدفن رأسه في الرمال عندما يشعر بالخوف، والتي جرى تأويلها كثيراً في الأدب وحملت أحياناً غير ما تحتمل، لكن الحقيقة - كما يقول الدكتور محمد عزت العجمي المدير الفني لأقدم مزرعة في الإمارات لتربية النعام- هي أن النعام يضع أذنه على الرمال حتى يسمع خطوات الأعداء، ويتعرف إلى موقعهم ومدى اقترابهم وليس خوفاً أو هرباً من الخطر· هذه واحدة من المعلومات الكثيرة التي عرفناها في رحلتنا إلى المزرعة وما تبقى يمكن قراءته في ثنايا هذا الحوار· في مدينة العين، حيث توجد أقدم مزرعة للنعام على أرض الإمارات ''أنشئت عام ''1997 تحدث إلينا الدكتور محمد عزت العجمي عن مواصفات طائر النعام فقال: النعام هو أكبر طائر عشبي على سطح الكرة الأرضية، حيث يبلغ طوله 2,5 إلى 3 أمتار، ويصل وزنه أحياناً إلى 150 كيلوجراماً، وسرعته إلى 60 كيلومتراً في الساعة، أما عمر النعامة فقد يبلغ 70 عاماً منها 40 عاماً كعمر إنتاجي· والنعام يتميز بطول قدميه وقوتهما ليكونا قادرين على حمل جسم النعامة الضخم· وتوجد وسادة جلدية بأسفل قدم النعام تساعده على المشي في الصحراء، كما يتميز بعينيه الجميلتين الواسعتين وحدة البصر، وله جفن ثالث شفاف يحمي عينيه من الرمال والأتربة· أنواع النعام ويضيف العجمي: هناك ثلاثة أنواع من النعام، الأول: النعام الأحمر الرقبة، ويتميز بضخامة الحجم وهو شرس وغير مستأنس، وإنتاجه من البيض قليل للغاية (10 - 15) بيضة سنوياً· والنوع الثاني: النعام الأزرق الرقبة، متوسط الحجم وهو أيضاً غير مستأنس وإنتاجه من البيض قليل (20 - 25) بيضة سنوياً، كما أن جلده ضعيف ولا يمكن الاستفادة منه· أما النوع الثالث، وهو النعام الأفريقي الأسود الرقبة، فهو مستأنس ويعتبر الأفضل بين أنواع النعام، وهو ناتج عن التهجين بين النعام الأحمر الرقبة والنعام الأزرق الرقبة، ويتميز بغزارة إنتاجه من البيض (60 - 100) بيضة سنوياً· فوائده وعن فوائد لحم النعام يقول: إن لحم النعام يعتبر أفضل أنواع اللحوم الحمراء، نظراً لارتفاع قيمته الغذائية واحتوائه على نسبة عالية من البروتينات والحديد مع انخفاض نسبة الكوليسترول والأحماض الدهنية المشبعة والألياف، مما يجعله سهل الهضم، ويجنب الإنسان أمراض سوء الهضم والبدانة وتصلب الشرايين، فضلاً عن أن لحم النعام ذو مذاق شهي، ولا يفقد نكهته بعد عمليات الحفظ والتجميد· وهناك فوائد عديدة لمنتجات النعام الأخرى من بيض وجلد وريش وعظم ودهن، فبيضة النعام هي أكبر بيضة في العالم، وتعادل نحو 22 بيضة من بيض الدجاج، وتكفي لإطعام 12 شخصاً، كما أن قشرة البيضة يستخدمها الفنانون التشكيليون بعد تفريغها في أغراض الرسم والديكور· وجلد النعام يعتبر أفخم أنواع الجلد في العالم وتصنع منه الملابس الجلدية والأحذية والحقائب والأحزمة، والريش يستخدم في عمل الوسائد الفاخرة ونفاضات الغبار، لأن له قدرة فائقة على تنظيف الإلكترونيات، ولذلك يستخدم في مصانع الأجهزة الإلكترونية لإجراء عمليات النظافة النهائية لتلك الأجهزة· أما العظم فيستخدمه الفنانون التشكيليون في أعمال النحت، ويستخدم في معامل الأعلاف لإنتاج مسحوق العظم كمادة غنية بالكالسيوم، وبالنسبة للدهن، فهو يستخدم في مستحضرات التجميل وصناعة كريمات الشعر، وكذلك يستخدم في معالجة أمراض الروماتويد والروماتيزم، بالإضافة الى إمكانية الاستفادة من النعام في تنظيم مسابقات للجري بين النعام بغرض الرياضة والترفيه، وهو ما تم بالفعل في مدينتي العين ودبي عام ·2003 ومعروف أن هناك كثيراً من دول العالم تستخدم طيور النعام في تنظيم السباقات الرياضية نظراً لسرعته العالية· رعاية وتغذية يذكر الدكتور ''العجمي'' أن إنشاء مزرعة النعام يحتاج إلى قطعة أرض رملية، وتكون محاطة بسور من السلك لا يقل ارتفاعه عن 2,5 متر، وبعد ذلك يتم تقسيمها الى حظائر، على أن تكون مساحة كل حظيرة 100 متر مربع، ونضع في كل حظيرة ذكراً وأنثيين، وهذا التقسيم يؤدي الي زيادة قدرة الإخصاب وبالتالي يؤدي الى زيادة كمية البيض لدى الإناث، وتكلفة إنشاء حظائر للنعام منخفضة كثيراً مقارنة بحظائر الدجاج، فالمزرعة لا تحتاج سوى بانيو قديم لوضع الماء للنعام، وشيء مماثل لوضع الأعلاف والغذاء، ويجب ألا يتعرض الماء أو الغذاء للشمس الشديدة مباشرة، لأن ذلك قد يسبب أمراضاً معوية للنعام· وبالنسبة لغذاء النعام فإن النعام يأكل الحشائش الطرية كالبرسيم، أو بعض أنواع العليقة الجاهزة التي تشمل الحبوب مثل (فول الصويا والذرة والقمح) وهي جميعاً متوافرة في الدولة وبأسعار رخيصة· وبالنسبة لنمو فراخ النعام، فإن طولها يزداد بمعدل 1 سم يومياً، وكذلك يزداد وزنها كل يوم من 200 إلى 300 جرام· والرعاية الصحية للنعام غير مكلفة لأن طيور النعام قوية البنية وقليلة التعرض للأمراض وخاصة البالغة منها، ولكن المتوسطة العمر والصغيرة تحتاج إلى مزيد من الرعاية الصحية لكونها أكثر عرضة للمرض، وأقل تحملاً ومقاومة للأمراض، أما فترة تفريخ النعام فتتراوح بين 39 الى 42 يوماً، ولذلك يجب أن نترك النعامة ترقد على بيضها طيلة هذه الفترة، ولكن بالنسبة للمزارع التجارية ولتحقيق الجدوى التجارية يجب أن تكون هناك حضانة لتقوم بعملية التفريخ في ظروف مناسبة حتى نحصل على نسبة فقس عالية، وأثناء عملية الفقس يجب على العامل في المزرعة أن يقوم بمساعدة صغار النعام على الخروج من البيضة وذلك بالنقر على القشرة من الخارج، نظراً لسماكة القشرة، وبعدما تخرج صغار النعام يجب عدم تقديم الأكل لها في أول يوم، وفي أول أسبوع يتم تقديم الغذاء بكميات قليلة، وبعدها يتم إخراجها للحظائر إذا كانت ظروف الطقس ملائمة، وتصبح طيور النعام جاهزة للذبح بعد فترة 10 أشهر تقريباً وتعطي كمية لحوم تقترب من نصف وزنها· وعن الإقبال على لحوم النعام يؤكد العجمي أن الإمارات بحاجة إلى مزيد من مزارع النعام نظراً للطفرة السياحية الهائلة التي تشهدها البلاد ولإقبال الكثير من الأجانب على أكل لحم النعام، فضلاً عن انتشار ثقافة النعام في المجتمع الإماراتي بشكل لم يكن موجوداً في السابق· الظليم هناك اعتقاد بأن أصل النعام يرجع إلى شبه الجزيرة العربية وصحارى إفريقيا، حيث اهتم العرب الأقدمون بالنعام واستخدموه في أغراض الرياضة وكمصدر للغذاء، وأطلقوا عليه اسم ''الطائر الجميل'' لقدرته على التأقلم والعيش في ظروف الصحراء القاسية، كما تغنى شعراؤهم بذكر النعام لأنه طائر جميل المنظر وسموه ''الظليم''· بيضة النعام للحصول على بيض ذي إخصاب عال ونسبة فقس مرتفعة، هناك عدة خطوات أو شروط يجب اتباعها يوضحها الدكتور العجمي كما يلي: 1 - أن تكون الأمهات والذكور بصحة جيدة· 2 - يتم جمع البيض بشكل يومي قبل مغيب الشمس· 3 - عدم تعريض البيض لأي اهتزازات أثناء عملية نقله للمفرخة· 4 - تطهير البيض من الشوائب والمواد العالقة من خلال عملية التعقيم· 5 - وضع الغرفة الهوائية للبيضة داخل ماكينة التفريخ يكون لأعلى· 6 - أن تكون غرفة الحضانة ذات تهوية جيدة ودرجة الحرارة داخلها من 15 الى 20 درجة مئوية ونسبة الرطوبة من 25 الى 30%·
المصدر: العين
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©