الثلاثاء 7 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

كذب الآباء أمام الأبناء

6 يوليو 2013 20:15
رغم صغر سنها فإنها تتمتع بقدرة كبيرة على قلب الحقائق وإقناع الكبار برأيها، تجابه وتقدم الدلائل شبه الحقيقية على ما ترغب في تأكيده، اختبرت هذه العادة ولمست قوتها في هذا الجانب، فتأصل معها الكذب وكبر وتطور، وتعقدت طلاسم البحث عن الحقيقة في حديثها، إلى أن باتت هي نفسها تكذب وتصدق ما تقول واختلطت عليها الأمور مما أثر على حياتها الشخصية، لكنها مازالت تؤمن أن ما تقوم به هو الصحيح، ولم تتمكن بعد من إدراك أن هذه الخصلة مرض يجب التخلص منه عن طريق المتخصصين حينها تكون قد خطت الخطوة الأولى نحو الصدق. تقول الدراسات إن الطفل لا يمكنه التمييز بين ما يراه حقيقة وما يدركه واضحاً في مخيلته، فحين تتفتح عيناه على أم أو أب يبالغ في وصف الأشياء أو الأحداث ويزور الحقائق أمامه، فإن ذلك ينتقل للطفل مباشرة، حيث إن الأب يعتبر قدوة يؤمن بها الصغير إلى حد كبير جداً، مما يجعل هذه الخصلة تنتقل له تلقائياً. كان والدها يصف الحدث وصفاً خرافياً، ينافي الحقيقة أمامها، رغم أن الصغيرة كانت هي الأخرى جزءاً من هذا الحدث، مما جعلها تقلب رأسها يمنة ويسرة وعيناها مفتوحتان، بينما والدها يروي القصة ويزيد عليها ويضخمها، وما يحدث ألا يكون القول مطابقاً للواقع، تتالت الحكايات والروايات التي تعود على نقلها بكثير من الإضافات، بينما صغاره يتساءلون خفية عن سبب هذه الزيادات، لكن مع الوقت تأصلت فيهم هذه العادة وباتوا هم أيضاً يبرعون في تحوير الموضوع والزيادة فيه أو النقصان منه حسب ما يرغبون في إيصاله للطرف الآخر أو المجموعة. ويرى الباحثون أن الكذب الموجه عادة ما يكون لتنظيم الذات وجعلها مركز الانتباه والإعجاب، وينشأ في غالب الأحيان من شعور الشخص بنقصه، والكذب طريقة لتغطية هذا الشعور بالنقص، كما يؤكد الباحثون أن الطفل يكذب تقليداً لوالديه، ولمن حوله، إذ يلاحظ في حالات كثيرة أن الوالدين نفسيهما يكذب الواحد منهما على الآخر، وعن غير وعي يوصي الأب بعدم الحديث بالصدق أمام الأم مثلا أو إخفاء أمر ما عليها أمامهم رغم علمهم بذلك، وكأن يطرق أحد الباب، فيشار في تلميح للطفل بإخفاء تواجد الأب، أو توجيه الصغير بعدم قول إن الوالد موجود، وغيرها من التصرفات التي تدرب الطفل على الكذب، فتزرع في الأولاد خصلة الكذب، ليصبح بعد فترة قصيرة منتجاً للكذب، بل تختلط عليه هو نفسه الأمور ويبدأ تلقائياً بالكذب، مما ينعكس على حياته الشخصية والاجتماعية. وينصح الأخصائيون بعدم ترك الفرصة للكاذب بالإفلات بكذبه دون أن نكشفه لأن النجاح في الإفلات بالكذب له لذة خاصة تشجع على تثبيته واقترافه مرة أخرى ، بل وتشجع أيضاً على الاسترسال في سلسلة من الأكاذيب المقصودة التي تصدر عن نفس هادئة مطمئنة. المحررة | lakbira.to nsi@admedia.ae
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©