الخميس 9 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
صحة

«الماء الأزرق» يفقد العين قدرتها على الإبصار

«الماء الأزرق» يفقد العين قدرتها على الإبصار
7 يوليو 2013 00:47
أثبتت إحصائيات منظمة الصحة العالمية أن هناك من يعاني بنسبة 2 % من مرض الماء الأزرق في العين فوق سن الأربعين، كما يزداد المرض بنسبة 10 % من سن 65 سنة وما فوق على مستوى العالم، ويؤكد العلماء أن هذا المرض يضرب بصمت وبصورة تدريجية، حيث بات واجباً تثقيف الناس حول أهمية الكشف المبكر لهذا المرض الذي يسبب العمى الدائم، حال إهماله. رنا سرحان (بيروت) - الماء الأزرق أو الأسود Gla coma هو مرض يصيب العين نتيجة ارتفاع الضغط فيها، فيحصل نتيجة ذلك تلف في أنسجة العصب البصري، يتبعه تدريجيا فقد أجزاء من المجال البصري للرؤية، ويحدث تلفا كليا في العصب البصري إذا لم يعالج المرض وبذلك تفقد العين قدرتها على الإبصار. شلالات زرقاء يقول استشاري طب العيون بمركز العيون الدولي الدكتور إياد الرياحي، إن مرض ارتفاع ضغط العين Gla coma عند عامة الناس يعرف بالماء الأزرق، وجاءت هذه التسمية من مفهوم كلمة الجلوكوما عند الإغريق والتي تعني شلالات زرقاء، لأن المريض يشاهد أحيانا هالات زرقاء حول مصدر الضوء فيعطي الانطباع أن بداخل العينين مياها زرقاء. كما أن لون العين المصابة بارتفاع شديد للضغط عند الولادة، أي ماء أزرق خلقي أو وراثي تكون ذات لون أزرق غامق. ويرجع سبب الإصابة بمرض ارتفاع ضغط العين Gla coma برأي الرياحي، إلى عدم التوازن بين كمية السائل الذي تفرزه العين وبين قدرة قنوات العين الخاصة بتصريف هذا السائل، فينتج عن ذلك تجمع للسائل داخل العين والضغط على أنسجة العين الداخلية بما فيها العصب البصري، كما أن هناك أسباباً عديدة تؤدي إلى قلة تصريف العين للسوائل، منها انسداد أو ضيق الفتحات الخاصة بالتصريف أو وجود التهابات داخل العين تؤدي إلى ضيق القنوات، كما أن بعض إصابات العين قد تؤدي إلى تلف في أنسجة تلك القنوات. يصيب الكبار والصغار ويؤكد الرياحي، أن خطورة مرض الماء الأزرق تكمن في أنه يسبب فقدانا دائما للبصر، إن لم يتم اكتشافه ومعالجته مبكرا، فعندما يزيد الضغط في العين على معدله الطبيعي، أي أقل من 21 مم زئبقي، تتأثر جميع أنسجة العين الداخلية بهذا الارتفاع في الضغط، كذلك عروق العصب البصري الدموية وبعض طبقات الشبكية، كما يحصل تدريجيا تلف في أنسجة العصب البصري، وللأسف أن هذا التلف غير قابل للعلاج، حتى رغم التحكم في معدل الضغط بعد ذلك، وهنا تأتي أهمية التشخيص المبكر والاهتمام باستعمال العلاج باستمرار حتى لا يرتفع الضغط عن معدله الطبيعي ليبقى العصب البصري بحالة جيدة. إلى ذلك، يتابع الرياحي: «يصيب مرض الماء الأزرق الكبار والصغار على السواء، لكن هناك أناسا معرضون أكثر من غيرهم للإصابة به مثل أفراد الأسر التي بها تاريخ وراثي للمرض، حيث يمكن توارث هذا المرض. على سبيل المثال إذا كانت الأم مصابة بهذا المرض فإن احتمالات إصابة المولود به ترتفع حوالي ست أو سبع مرات عن الأشخاص الذين ليس لديهم تاريخ وراثي للمرض، والأفراد الذين يعانون من بعض أمراض العيون مثل بعد النظر أو القرنية الصغيرة، حيث تكون زاوية العين الأمامية التي يتم من خلالها تصريف السائل، ضيقة نوعا ما ومعرضة للانسداد، كما أن أي اضطرابات أخرى قد تحدث للعين كالتهابات القزحية قد تؤدي إلى ارتفاع الضغط بها، خاصة أن أولئك الذين يتجاوزون الأربعين من عمرهم، ترتفع مخاطر الإصابة بهذا المرض عندهم بنسبة خمس مرات عن غيرهم». أنواع الماء الأزرق هناك أنواع من المرض أي ما يعرف بـ«الماء الزرقاء»، على حد قول الرياحي، وتتلخص بما يلي: - الماء الأزرق المزمن: يعتبر أكثر أنواع هذا المرض شيوعاً، وينتج عن ضيق في قنوات العين الداخلية بشكل تدريجي، وتبدأ الإصابة بهذا المرض بعد سن الأربعين، فيشعر المريض بضيق في المجال البصري للرؤية أو قد يلاحظ عدم وضوح الرؤية في جزء من المجال البصري، وإذا استمر المرض من دون علاج فإن قدرة الإبصار تنحصر في منطقة دائرية صغيرة، ولا يصاحب هذا النوع من الماء الأزرق ألماً بالعين لذلك فإن التشخيص المبكر يتم في كثير من الحالات بالفحص الدوري لعينيه. - الماء الأزرق الحاد: هو أقل شيوعاً من الماء الأزرق المزمن وعادة يصيب الأشخاص ذوي زاوية العين الأمامية الضيقة، وهذا النوع أكثر لدى الأشخاص الذين يعانون بعد النظر. ويتميز هذا المرض بارتفاع مفاجئ وحاد لضغط العين، ما يؤدي إلى حدوث آلام شديدة بالعين، غالبا ما تكون مصحوبة بصداع شديد وغثيان. وإذا لم يعالج هذا المرض بشكل عاجل فإنه قد يؤدي إلى فقدان البصر في مدة قصيرة، وهنا يجب أن نشير إلى ضرورة الاهتمام بالعين الأخرى إذا أصيبت إحدى العينين، فإن احتمالات إصابة العين الأخرى فيما بعد، قد تكون كبيرة ما لم تضع العين لإجراء وقائي. - الماء الأزرق الخلقي: قد يولد الطفل مصاباً بهذا المرض أو يصاب به في السنوات أو الشهور الأولى من عمره، ويمكن توارثه عن أحد الأبوين أو كليهما، كما قد يحدث نتيجة إصابة الطفل بعدوى فيروسية عند إصابة الأم بهذا الفيروس في الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل. ونتيجة لكثرة التزاوج بين الأقارب فإن مرض الماء الأزرق الخلقي يكثر في البلاد العربية نتيجة العادات والتقاليد المتوارثة في زواج الأقارب التقليدي. وعند إصابة الطفل بمرض الماء الأزرق الخلقي يلاحظ الأبوان كبر حجم سواد العين نتيجة لكبر حجم القرنية وهي الطبقة الشفافة التي تغطي سواد العين، كما قد تفقد القرنية شفافيتها ولمعانها فيتغير السواد إلى اللون الأزرق الغامق أو الأبيض. ومن المهم جدا علاج الماء الأزرق الخلقي في أسرع وقت ممكن، كي يستطيع الطفل التركيز بعينيه ويمكن بذلك تجنب الإصابة بكسل العين» قياس ضغط العين وعن تشخيص المرض يكمل الرياحي، أنه يتم تشخيص مرض الماء الأزرق بقياس ضغط العين بواسطة جهاز خاص، ويستغرق هذا الفحص أقل من دقيقة. كما يتم فحص العصب البصري ليتمكن الطبيب من تقييم التلف الذي سببه ارتفاع الضغط على أنسجة العصب بالإضافة إلى فحص المجال البصري. وللوقاية من مرض الماء الأزرق، لابد من الفحص الدوري والاستشارة الطبية في حال ظهور أحد الأعراض التالية: فقدان الرؤية المحيطية، عدم وضوح الرؤية، رؤية هالات ملونة حول الأضواء، احمرار مصحوب بآلام في العين «في حالات الماء الأزرق الحاد»، كبر حجم القرنية أو تغير لونها عند الأطفال حالات الماء الأزرق الخلقي. ويتطلب كذلك فحص العين سنوياً لمن هم فوق سن الأربعين للكشف عن مرض الماء الأزرق أو الأمراض الأخرى التي قد تؤدي لارتفاع ضغط العين، وطلب الاستشارة الطبية قبل الزواج بين الأقارب في حال المصابين بارتفاع ضغط العين الخلقي. ويكرر الرياحي أنه يجب فحص ضغط العين لجميع أفراد الأسرة التي بها تاريخ وراثي مرة واحدة في السنة على الأقل، وعمل فتحات في طرف القزحية بالليزر للأشخاص الذين يعانون من ضيق في زاوية العين، وذلك للوقاية من حدوث ارتفاع الضغط الحاد. المحافظة على مستوى ضغط العين يوجه استشاري طب العيون بمركز العيون الدولي الدكتور إياد الرياحي: «إذا كنت من أحد الأشخاص الذين أصيبوا بمرض الماء الأزرق، فيجب عليك أن تتذكر النقاط التالية: ? إن العلاج بالأدوية ليس علاجاً مؤقتاً بل يجب الاستمرار في استعمالها بصفة دائمة حيث يؤدي الانقطاع عنها إلى ارتفاع الضغط مرة أخرى. ? استعمال الأدوية بانتظام ولابد استخدام القطرات بشكل منتظم بحيث يكون بين استعمال كل نوع وآخر عشر دقائق على الأقل. ? الهدف الأساسي من علاج ارتفاع ضغط العين هو المحافظة على مستوى ضغط العين وبالتالي المحافظة على النظر وليس تحسين مستوى النظر، ولذلك ينبغي عدم إهمال العلاج حتى لو لم يؤد إلى تحسن في حدة البصر. ? لابد من مراجعة طبيب العيون عند ملاحظة أي تغير في القدرة على الرؤية أو ظهور أي آثار جانبية من جراء تعاطي العلاج وتجنب ترك أي علاج من دون استشارة الطبيب. ? عند نفاد أي نوع من الأدوية قبل موعد مراجعتك للطبيب لأي سبب، فإن هذا لا يعني ترك الدواء بل يجب الاستمرار باستعماله حتى موعد الزيارة التالية».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©