الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الأرقام المميزة «هوس» شبابي يسرق الجيوب

الأرقام المميزة «هوس» شبابي يسرق الجيوب
18 يناير 2011 19:59
إعلانات الأرقام المميزة تملأ الصحف، وتجذب أنظار الشباب وبعض الفتيات أيضاً، يرونها مكملاً «للبرستيج» ونوعاً من التباهي، شغلت عقول محبي «الكشخة» وصار لها سوقها الخاص.فكثيراً ما نقرأ «للبيع أرقام مميزة»، «رقم غير مستخدم قابل للتفاوض»، «للجادين فقط أرقام مميزة من المالك مباشرة فرصة لن تتكرر للباحثين عن التميز والشهرة»، «رقم موبايل مميز والبيع لأعلى سعر». عبارات وشعارات تتصدر صفحات الإعلانات في الصحف والإنترنت بشكل كبير تعرض أرقاماً» مرتبة» بأسعار خيالية، أصبح الكثير من الناس يقبلون عليها، تقودهم فكرة قائلة: (كلما كان رقمك مميزاً كنت أنت من أصحاب الكشخة والشهرة) هذا الإحساس الذي يتولد لدى الكثير من الناس في المجتمع أجج الطلب على مثل هذه الأرقام المميزة والمبالغ الخيالية المدفوعة في سبيل الحصول عليها جعلا أسعارها تقفز إلى أرقام فلكية. يقلب شاهين الريس أوراق صفحات الجريدة بحثاً عن رقم موبايل مميز يقول وهو يسجل مجموعة من الأرقام على ورقة:»في الوقت الحالي أصبح الكل مهووساً بالتميز والكشخة، فمن يملك رقم موبايل مميزاً ورقم سيارة أيضاً مميزاً يعتبر من الشخصيات المهمة، وذلك سبب ليلتفت الجميع خاصة الفتيات إلى هذه الأرقام. يتابع الريس وهو يضحك:»بعض أصدقائي اقترض من البنك من أجل شراء رقم مميز لسيارته بعد أن وصلت أسعار الأرقام إلى أكثر من مائتي ألف درهم». ويسترسل الريس «أعتقد أن الرقم المميز مناسب للحفظ السريع و»الترقيم» ولكن لو كان الرقم غير مرتب فلن يستطيع أحد حفظه». لزوم «التضبيط» من يملك رقم سيارة مميزاً يعتبر مختلفاً عن الآخرين يقول فهد المنصوري الذي يملك رقمي موبايل وسيارة مميزين:»الرقم المميز ضروري للشباب وكذلك للزوم المعاكسة». يضيف المنصوري:»أستعمل رقم هاتف مميزاً، وأرى الشباب أكثر اهتماماً من الفتيات بمسألة الأرقام المميزة حتى في لوحة السيارة، وأنا شخصياً سعيت كثيراً حتى حصلت على رقم سيارة مميز لكي»أكشخ» به في الشارع وأمام الآخرين. وزنه ذهب من الضروري أن يملك كل شخص رقماً مميزاً هكذا ترى هدى اليعقوبي (موظفة إدارية) وتقول:»حتى يتميز الشخص بشيء يجب أن تكون سيارته وملابسه وحتى حقيبة اليد ورقم الموبايل والسيارة مميزة، وهذا من وجهة نظري ورأي الآخرين لزوم الفشخرة والكشخة. الجميع يسعى إلى ذلك، وحتى نحن الفتيات فينا من ركبت الموجة وحاولت جاهدة أن يكون رقم سيارتها مميزاً عن أرقام الآخرين كأن يكون الرقم ثلاثياً أو رباعياً أو متسلساً ، ذلك لأنه ملفت وسهل القراءة كما أنه يزن ذهباً في حال بيعه». شيء عادي تعارضها في الرأي زميلتها سوس صديق فتقول: «شخصياً لا ألتفت لهذه الأمور فرقم موبايلي عادي وكذلك رقم سيارتي، ولست من هواة الأرقام المميزة المهم عندي أن يستقبل موبايلي المكالمات والرسائل بشكل سليم، وأن تكون سيارتي مرخصة». وتتابع سوس معلقة على الأشخاص الذي يحبون الفشخرة والكشخة: «حقيقةً أصبح الرقم المميز شيئاً عادياً هذه الأيام، وبإمكان أي شخص امتلاكه، ولم يعد الأمر مقتصراً على أشخاص معينين أو ذوي منصب كما كانت الحال في السابق، والسبب في ذلك يعود إلى سهولة بيع هذه الأرقام مما شجع الجميع على اقتنائها، ولكن هناك أسعاراً بالفعل مرتفعة والكثير من الشباب أو الفتيات يدفعون مبالغ باهظة فقط من أجل اقتنائها مهما كلفهم الأمر». شخصية مميزة بينما مريم أحمد (مدرسة) تجد أن الرقم يعكس شخصية وقيمة صاحبه، وتقول مريم:»كلما كان الرقم مميزاً، كان الشخص مميزاً وذا قيمة ومركز، وفي وقتنا الحاضر أصبح الموضوع ظاهرة شائعة وأصبح الجميع يمتلكون أرقاماً مميزة. وتتابع مريم ضاحكة «أصبح معظم الشباب يحصلون على الرقم المميز عبر «الديون والأقساط»، وللأسف صار المهووسون بالفشخرة كُثراً وأصبح من البديهي معرفة الشخص المقترض من رقمه! أي إذا كان الرقم «كشخة» فهو «قرض»، وإذا كان الرقم «مب كشخة» فصاحبه لم يقترض. مفلس وبلا رصيد «أنا لا أحب الأرقام ولا أهتم لموضوع الأرقام السهلة والمميزة وأساساً لا أحب لغة الأرقام»، هذا ما قاله هلال خليفة ويتابع:»أصبحت الأرقام المميزة نوعاً من «الموضة القديمة»، وأنا لا أفكر باقتناء رقم مميز ولا أحب التقليد، رغم أن الجميع يتلهفون للحصول على أرقام هواتف وسيارات مميزة. ولا يؤيد هلال على الإطلاق فكرة أن الرقم يعكس شخصية صاحبه. ويقول:«هناك العديد من الأشخاص لديهم أرقام مميزة ولكنهم «مفلسون وعلى الحديدة ولايملكون مالاً يملأون به هواتفهم رصيداً». ويعلق هلال على هذه النوعية من الباحثين عن التميز بقوله:»أعتقد أن شخصية الشخص يعكسها مظهره وشكله وأناقته في اللبس وليس رقمه، أما في مسألة معاكسة الفتيات، فهذا موضوع يتجه له ضعاف النفوس والمراهقون». برستيج المسألة تعد «برستيج» أمام الناس، وعن ذلك يقول سيف حمدان(24 سنة) الذي يملك سيارة فيراري ورقماً رباعياً:»الرقم هو نوع من الفشخرة والبرستيج، وهذا السلوك منتشر في مجتمعنا بكثرة، فالرقم المميز أفضل من الرقم العادي الذي لايستطيع أحد حفظه في عقله، لذلك لاعجب حين نرى الكثير من الناس يتهافتون إلى شراء الأرقام المميزة ويفعلون المستحيل ويدفعون الملايين من أجل اقتناء رقم ثلاثي أو رباعي أحمر، والصحف اليوم مليئة بالإعلانات التي تبيع الأرقام المميزة وما على الراغب إلا اختيارها ودفع المبلغ للحصول على التميز». يؤكد سيف :»أنا واحد من الناس «أدوّره» وأهتم به. فالرقم الكشخة يعني أن صاحبه مميز، وأنا من النوع الذي يخاف الرد على اتصال من رقم مميز، وأعتقد أن الرقم المميز يعطي راحة نفسية للشخص». تحد بين الشباب ويؤكد سالم العامري (30 عاما موظف حكومي) أنه يفضل ويحب أن يكون رقم هاتفه مميزاً وجميلاً، فيقول:»الرقم المميز يمنح صاحبه «برستيج» وهيبة، وهذه حقيقة لا يمكن إنكارها، كما أنني أحب الرقم المميز لأنه سهل الحفظ والتذكر، وإن كنت لا أحب اقتناءه لأعجب الفتيات، كما يفعل بعض الشباب، ويتابع سالم: أبحث عن «التحدي»، فهناك تحد وتفاخر وحب وتميز بين الشباب أنفسهم، فأصحاب الأرقام المرتبة المتسلسلة مميزون أكثر، وهناك من يدفع الآلاف للفت الأنظار إليه، حتى أن بعضهم يضطر للاقتراض من أجل هذا الأمر، صراحة من الجميل أن يمتلك الشخص شيئاً مميزاً، ولكن هذا لا ينفي أن هذه الظاهرة انتشرت بصورة لافتة في المجتمع بين مختلف الأعمار والطبقات. ضرورة للبعض من جهته، يرى رجل الأعمال عبدالله محمد أن الأرقام المميزة أصبحت ضرورة من ضرورات العصر، ويقول عن ذلك:»البعض تتطلب طبيعة عمله ذلك، خصوصاً إذا كان رجل أعمال وله علاقاته الاجتماعية وذا مركز مرموق، ويتابع:»الشباب أكثر إقبالاً ورغبة في هذا الشيء، أما البنات فالقليل منهن يهتممن لذلك، والبعض الآخر وخاصة النساء المتزوجات لايولين أي اهتمام لهذا الموضوع و»ما تفرق معاهم». يضيف عبدالله:»أنا شخصياً لا أقيس الشخص برقم هاتفه فرقم الهاتف ليس مقياساً لشخصية الشخص ومكانته، وعن نفسي رقم هاتفي «مقبول» ومناسب، «يعني لم أخسر عليه فلوس وايد» وهذا لايعني أنني لا أستطيع شراء رقم مميز، ولكني أفضل أن يكون الرقم عادياً حتى لا أتعرض للإزعاج». أسعار خيالية يقول خالد أحمد (بائع أرقام مميزة):»أعشق الأرقام المميزة ولفتت انتباهي شدة ولع الشباب والبنات بشراء الأرقام المميزة خاصة الثلاثية والرباعية والتي تحمل أرقاماً متسلسلة سهلة الحفظ ولوحات السيارات القديمة، ما جعلني أستثمر في هذا المجال». يكمل خالد: «توجد مجموعة من الأرقام المميزة وكل رقم له ثمنه الذي يستحقه، تبدأ الأسعار من 20 ألف درهم لتصل في بعض الأحيان إلى أكثر من 222,000». ويوضح خالد: الحصول على تلك الأرقام عبر الشراء ليس مهمةً سهلة، فمن بين كثير من هؤلاء الناس من يدفع كل ما يملك من أجل اقتناء لوحة سيارة تحمل رقماً مميزاً، ووصل التفكير الاستعراضي بالبعض إلى أن يكون رقم موبايله قريباً من رقم سيارته».
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©