بيروت - الاتحاد: خيم التوتر على بلدة الجاهلية احدى بلدات الشوف في جبل لبنان امس، وحذر وزير الداخلية بالوكالة احمد فتفت من محاولة جر البلاد الى فتنة بعد الاشتباكات التي اندلعت بين انصار الوزير السابق وئام وهاب، وأنصار رئيس الحزب ''التقدمي الاشتراكي'' النائب وليد جنبلاط، واسفرت عن مقتل شخص واصابة ثمانية آخرين، جراح ثلاثة منهم خطيرة·
وذكر بيان لوزارة الداخلية اللبنانية، بأن الوضع في الجاهلية عاد الى حالته الطبيعية، وان القوى الامنية المختصة تلاحق عددا من المطلوبين الفارين الذين تسببوا بالاشتباك لاعتقالهم، بعدما تمكنوا في اعقاب الحادث من مغادرة البلدة باتجاه المناطق الجبلية الوعرة للاختباء، حيث عززت الاجراءات الامنية في المنطقة·
وكانت مصادر الشرطة اللبنانية قد ذكرت بأن اشكالاً نشب بين انصار الوزير وهاب، وآخرين من انصار جنبلاط في بلدة الجاهلية على خلفية محاولة رفع صورة لمؤسس الحزب ''السوري القومي الاجتماعي'' انطون سعادة، حيث حاولت عناصر تابعة للحزب التقدمي منع رفع الصورة، وتطور الاشكال الى اشتباك بالايدي والطعن بالسكاكين، وعلى الاثر تدخل انصار وهاب للدفاع عن العنصر القومي الذي اصيب بطعنات خطيرة وتحول الحادث الى اشتباك استخدمت فيه الاسلحة النارية·
وتدخلت القوى الامنية وفصلت بين المشتبكين غير ان التوتر ما لبث ان امتد الى مختلف بلدات الشوف، وقد اقامت قوى الجيش حواجز تفتيش على مدخل البلدات التي شهدت التوتر وبدأت المساعي السياسية لمعالجة الاشكال·
يذكر انه الحادث الثاني من نوعه بين انصار وهاب وجنبلاط بعد حادث خلوات البياضة الذي اسفر عن سقوط قتيلين وجرحى في اشتباك بين الطرفين·
وافادت مصادر طبية بان القتيل ينتمي الى الحزب التقدمي الاشتراكي ويدعى مؤيد سامي العياص، اما الجرحى فعرف منهم: يوسف محمد العياص، انور محمد العياص، بسام العياص، فؤاد يوسف ابو دياب وحسان ابو دياب·
ونفى الوزير وهاب في وقت لاحق صحة المعلومات التي ادلى بها وزير الداخلية بالوكالة احمد فتفت والذي ذكر فيها ان انصار ''حزب الموحدين'' كانوا يرفعون صوراً وشعارات لوهاب في ساحة بلدة الجاهلية، وقال: ان هذه المعلومات غير صحيحة على الاطلاق، واتهم الوزير فتفت بمحاولة قلب الحقائق·
واضاف وهاب: ان انصار جنبلاط هم الذين بدأوا الاشتباك وطعنوا احد عناصر الحزب ''القومي السوري'' بالسكاكين وهو من ابناء البلدة وتدخل اقاربه للدفاع عنه، وتطور الحادث الى اشتباك، وان لا علاقة على الاطلاق لحزب ''الموحدين'' بتعليق اية صورة او شعار للحزب القومي في البلدة·
ووصف الوزير فتفت الوضع في منطقة الشوف بالمتوتر، وقال: انه من الواضح ان هناك اطرافاً تسعى جاهدة لخلق اضطرابات·
واضاف: ان القوى الامنية والجيش اللبناني يسعيان لضبط الوضع، ومطاردة مسببي الحادث الذين فروا الى جهة مجهولة·
واشار فتفت الى انه والى جانب الاجراءات الامنية تجري متابعة مع العقلاء، واكد في هذا الاطار بان توجهات جنبلاط تقضي بعدم الانجرار وراء الفتنة·
ولفت الى ان المشكلة هي الخشية من تطور الموضوع من مجرد مواجهة سياسية الى محاولة لجر البلاد نحو فتنة امنية، وقال: هناك ضرورة ملحة لمعالجة الموضوع بشكل متكامل، واكد بان القوى الامنية تلعب دوراً كبيراً للتهدئة ومعالجة ذيول حادث الجاهلية·
واكد وزير الاتصالات اللبناني مروان حمادة ان يد المتسببين في الفتنة ستقطع اذا ما امتدت الى الجبل، وان لا تساهل مع المفتن المتنقل وفق تعبيره في اشارة الى وهاب·
ودعا حمادة الدولة والجهات المختصة خلال عيادته جرحى الاشتباك في احدى مستشفيات الشوف الى توقيف الفاعلين ومن حرض على هذا الامر·
واستغرب الوزير السابق طلال ارسلان الاشكال ودعا جميع الاطراف المعنية الى ضبط النفس وعدم الانجرار وراء الغرائز والفتن التي يمكن ان تؤدي الى ما لا تحمد عقباه·
وتعقيباً على احداث الجاهلية ذكر بيان للحزب ''السوري القومي الاجتماعي'' انه تصويباً لما تناقلته وسائل الاعلام وما ورد على لسان الوزير فتفت، انه وفي اطار احياء ذكرى مؤسس الحزب سعادة، وبينما كان القوميون الاجتماعيون يقومون برفع ملصقات عليها رسم سعادة، تعرض مسؤول الحزب في الجاهلية حسن ابو دياب لاعتداء من مجموعة معروفة بالاسماء تابعة للحزب ''التقدمي'' كما اصيب في الاعتداء شفيق ابو دياب·
واضاف البيان: انه بعد الاعتداء ونظراً للتداخلات الاجتماعية والعائلية شهدت الجاهلية حالة من الغليان والاحتقان بين المواطنين وحصلت عملية اطلاق نار سقط على اثرها قتيل وبعض الجرحى·
واوضح البيان انه وخلافاً لما اورد وزير الداخلية بالوكالة في تصريحه حول ان المصابين تابعون لجهة حزبية معينة، يهم الحزب ان يؤكد بان المستهدف في الاعتداء هو مسؤول القومي في البلدة وقد نجا بأعجوبة·
ودعا البيان الى التهدئة وحث القوى الامنية على الامساك بالوضع، كما دعا القضاء الى وضع يده على الملف·
وناشدت مشيخة عقل الموحدين الدروز بدورها في بيان امس ابناء الطائفة والوجهاد والمشايخ في كل مكان بوجوب التيقظ وتلافي افخاخ المؤامرات والفتن الطائفية المتنقلة بين المناطق·
واضاف البيان: في زمن اندفاع قوة الشر وتغلغلها في النفوس لدرجة الغليان والانفجار تناشد المشيخة الجميع التحلي بالصبر والروية ومعالجة الامور مهما كانت بالتعقل والحكمة·
وطالب البيان الجيش اللبناني بتولي المسؤولية الامنية في منطقة جبل لبنان آخذاً على قوى الامن الداخلي مضايقتها للمواطنين وازعاجهم على الحواجز والسهر على امن بعض الزعامات، في حين يبقى نصيب المواطنين دفع الثمن والصبر على الدولة وزعاماتها·
عدد اليوم
