الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

الاستثمار في الفنادق يشهد إقبالا لضمان العائد وقلة المخاطر

الاستثمار في الفنادق يشهد إقبالا لضمان العائد وقلة المخاطر
17 ديسمبر 2016 15:26
حوار: مصطفى عبدالعظيم ترسخ استضافة دولة الإمارات العربية المتحدة للفعاليات العالمية الضخمة على غرار الألعاب العالمية للأولمبياد الخاص في أبوظبي 2019 ومعرض إكسبو 2020 في دبي، موقع القطاع السياحي والفندقي كأحد أنشط القطاعات الاستثمارية، بحسب أحمد خليفة مدير قطاع الضيافة في شركة «تنمية» المالكة لفندقي كورنيش أبوظبي ودبي داون تاون. وأكد خليفة أن ازدهار صناعة السياحة في الإمارات خلال السنوات الماضية وانتعاش الطلب رغم التحديات الاقتصادية العالمية والجيوسياسية، جعل من الدولة، قبلة لكل العلامات الفندقية العالمية التي تتطلع للوجود في هذا السوق الواعد والاستفادة من زخم النمو المتواصل في الإمارات في تعويض التراجع الذي تواجهه في العديد من الأسواق الأخرى. وأشار خليفة في حوار مع«الاتحاد» إلى أن شركة التنمية الوطنية للتطوير الاستثمارات العقاري «تنمية» تخطط للتوسع في الاستثمارات الفندقية بالدولة، مشيراً إلى أنه على الرغم من تضاعف الطاقة الاستيعابية للفنادق خلال السنوات الخمس الأخيرة، إلا أنه لم يصل إلى مرحلة التشبع، وأن شهية الاستثمار في القطاع مازالت عالية مع ضمان العائد وقلة المخاطر. وأوضح أن معدلات النمو في الاستثمارات الفندقية بالإمارات تسير بوتيرة متسارعة يعكسها الوجود القوي لكل الفنادق العالمية المشهورة وغير المشهورة، لافتاً إلى أن جاذبية الإمارات للسياحة العالمية لا تقتصر على المنتجات السياحية الفريدة والمتميزة التي تقدمها للسياح، سواء لسياحة الترفية والتسوق أو سياحة الأعمال والمؤتمرات، بل تمتد أيضاً إلى ما تتمتع به الدولة من أمن وأمان واستقرار سياسي وازدهار اقتصادي، وتوفر المناخ الجاذب للمستثمرين ورجال الأعمال من كل أنحاء العالم. وأشار إلى أن جميع هذه العوامل تصب في مصلحة القطاع الفندقي وتدعم قدرته على مواصلة النمو والحفاظ على معدلات إشغال مرتفعة على مدار العام، مستبعداً تأثير تراجع العائد على الغرف خلال الأشهر الماضية على الجاذبية الاستثمارية للقطاع. وقال: إن ارتفاع معدلات الإشغال في القطاع على مدار العام يساهم في تعويض هذا التراجع، لافتاً إلى أنه رغم التوقعات بأن يواجه القطاع تحديات صعبة خلال 2016، سجل متوسط الإشغال في فندق سوفتيل داون تاون بدبي نسبة 88%، متوقعاً أن يكون العام 2017 أفضل من 2016. وقال خليفة: إن اهتمام الدولة بقطاع السياحة والطيران واعتباره أحد القطاعات الرئيسية لاقتصاد ما بعد النفط، يسهم في زيادة مساهمة القطاع بالناتج المحلي الإجمالي، لافتاً إلى أن إطلاق المشاريع السياحية الجديدة في مختلف إمارات الدولة، وخاصة في العاصمة أبوظبي على غرار متحف الشيخ زايد الوطني ومتحف جوجنهايم، ومتحف اللوفر أبوظبي، وعالم فيراري، بالإضافة إلى دار الأوبرا في دبي وقناة دبي المائية ودبي باركس آند ريزورتس، تسهم في رفد القطاع السياحي والفندقي بعوامل جذب جديدة واستثنائية. ويعول على القطاع السياحي في إنجاح سياسات التنويع الاقتصادي التي تنتهجها الدولة في سبيل تحقيق تنمية مستدامة أقل اعتماداً على النفط، لا سيّما أن التقديرات تشير إلى إمكانية ارتفاع مساهمته بمعدل 5.4% سنوياً خلال السنوات العشر المقبلة لتصل إلى 236,8 مليار درهم بحلول العام 2026، مستحوذاً على حصة تبلغ 11.2%، وذلك في ظل ما تتمتع به الإمارات من مقومات عالية المستوى تجعل منها منافساً قوياً على الخارطة السياحية العالمية. يشار إلى أن مجلس السياحة والسفر العالمي صنف مؤخراً دولة الإمارات الأكثر استثماراً في صناعة السياحة في المنطقة ووضعها بين الدول الأكثر استثماراً في هذا المجال على مستوى العالم أيضاً، حيث مكنت هذه الاستثمارات السخية الدولة من تدشين العديد من المتاحف والفنادق والمنتجعات ووسائل الترفيه ومراكز التسوق، إضافة إلى البنى التحتية من طرق وجسور ومطارات وموانئ ووسائل نقل ومواصلات واتصالات حديثة، فضلاً عن تنويع خدماتها السياحية لتشمل السياحة الطبيعية وسياحة التسوق والترفيه والسياحة العلاجية والسياحة التعليمية وسياحة المؤتمرات وغيرها. ونوه خليفة بالدور المحوري للبنية التحتية العالمية لقطاع النقل الجوي في دولة الإمارات والتي بدورها تسهم بشكل كبير في ترسيخ مكانة الدولة السياحية، لاسيما في ظل وجود مطارات عالمية تعد من بين أكبر محاور الربط في الشرق الأوسط مثل مطار أبوظبي الدولي ومطار دبي الدولي، والتي تعد كذلك مركزاً لعمليات الاتحاد للطيران وطيران الإمارات اللذين يربطان العالم بشبكة خطوط ضخمة حولت الدولة لتصبح مركزاً عالمياً للسفر والسياحة معاً. وأشار مدير قطاع الضيافة في «تنمية» إلى أن فوز أبوظبي باستضافة استضافة الألعاب العالمية للأولمبياد الخاص عام 2019، كأول مدينة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا تنظم هذا الحدث وكذلك تنظيم معرض إكسبو 2020 دبي، من شأنها أن تزيد من شهية الاستثمار في الفنادق لمواكبة الطلب المتوقع خلال انعقاد هذه الأحداث الضخمة، حيث يتوقع أن تستضيف دبي خلال معرض إكسبو الذي سيمتد لمدة ستة أشهر أكثر من 25 مليون زائر إضافي، فيما تستضيف العاصمة أبوظبي آلاف المشاركين في الأولمبياد الخاص الذي تستمر فعالياته لأكثر من 15 يوماً، بمشاركة 7 آلاف لاعب ولاعبة و2500 مدرب وإداري من أكثر من 180 دولة يتنافسون في 23 لعبة، وأكثر من 8 آلاف من الأسر وضيوف الشرف وكبار الشخصيات، مؤكداً أن هذه الأحداث ستسهم قطعاً في انتعاش القطاع وتحفز المستثمرين على التوسع الاستثماري. الأداء والمنافسة وفيما يتعلق بأداء الفنادق المملوكة للشركة في أبوظبي ودبي والمنافسة التي يشهدها القطاع في ظل تزايد المعروض بالسوق، قال خليفه: إن تزايد المنافسة بين الفنادق يصب في مصلحة النزلاء ومن شأنها الارتقاء أكثر بجودة الخدمات، وتعزز مفهوم الابتكار في الخدمة، مشيراً إلى أن أداء الفنادق خلال العام 2016 تجاوز المتوقع على الرغم من المنافسة القوية من الفنادق الأخرى، وذلك بفضل الخطط التسويقية التي أسهمت في استقطاب الزوار من مختلف الدول والأسواق، متوقعاً استمرار الأداء الجيد للقطاع الفندقي خلال العام 2017، بالإضافة إلى استمرارية نمو عدد الزوار القادمين إلى الإمارات في ظل توسع شركات الطيران المحلية. نمو السياحة يستمر رغم التباطؤ العالمي دبي (الاتحاد) قال أحمد خليفة إن قطاع السياحة في دولة الإمارات بشكل عام في نمو متواصل، فحتى لو تباطأ الأداء الاقتصادي عالمياً إلا أن الناس لن يتوقفوا عن السفر، مؤكداً أن دولة الإمارات تعتبر واحدة من أهم الدول فيما يخص العائد على الاستثمار، ويبرز ذلك تقاطر الشركات العالمية عليها للتوسع أو بناء فنادق جديدة، كما أن مستقبلها مضمون وقليل المخاطر، لأنها تمتلك رؤية سياحية واضحة المعالم لسنوات مقبلة، وهو ما يعني أن الاستثمار في الإمارات مؤمّن لـ10 إلى 15 عاماً مقبلة على أقل تقدير. وفيما يتعلق بأولويات المستثمرين في القطاع الفندقي، أوضح خليفه أن معيار «الموقع» عادة ما يتصدر المعايير التي يضعها المستثمرون ضمن استراتيجياتهم بالإضافة إلى نوعية العقار والاستقرار السياسي، مؤكداً أن هناك زيادة استثمار في القطاع السياحي والفندقي بالإمارات، لما تتمتع به من مستويات مرتفعة من الثقة والاستقرار والجاذبية التجارية، مشيراً إلى أن الاستثمار يتعلق بخلق شراكة موثوقة مع الجهة المديرة للمشروع، والتي من شأنها أن تجلب لك دوام الازدهار. وأضاف خليفة أن قطاع الفنادق في دولة الإمارات يعد حالياً، هو الأكثر عائداً للاستثمار العقاري، لافتاً إلى أن انخفاض أسعار النفط، يعزز جاذبية الإمارات الاستثمارية، وبالتالي فإن العام 2017، هو التوقيت الأنسب للاستثمار في شتى المجالات. ووفقاً لتقرير صادر عن مؤسسة بزنس مونيتور إنترناشونال للأبحاث، يتوقع أن يواصل قطاع السياحة في دولة الإمارات نموه القوي في أعداد السياح الدوليين والعائدات خلال السنوات الأربع المقبلة، قبل أن يشهد طفرة قياسية في عام 2020 الذي يتوقع أن يصل عدد الزوار خلاله إلى أكثر من 21,8 مليون سائح، بالإضافة إلى زوار معرض إكسبو الذي سيمتد من شهر أكتوبر 2020 وحتى شهر أبريل من العام 2021 والذين يتوقع أن يصل عددهم إلى نحو 25 مليون سائح وفقاً لتوقعات إكسبو 2020. وعلى صعيد الأعداد تشير تقديرات بزنس مونيتور إلى ارتفاع عدد السياح الدوليين القادمين إلى دولة الإمارات خلال العام المقبل لتصل إلى 18,9 مليون سائح بنمو متوقع قدره 7%، ومن ثم يتوقع أن يرتفع العدد في العام 2018 بنسبة 5,1% ليصل إلى 19,87 مليون سائح، وكذلك إلى 20,8 مليون سائح في العام 2019 بنمو متوقع قدره 4,8% قبل أن يصل في العام 2020 إلى 21,8 مليون سائح.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©