الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

عباس: لا سلام ما لم تكن القدس عاصمة فلسطين

عباس: لا سلام ما لم تكن القدس عاصمة فلسطين
5 يوليو 2013 23:59
بيروت، رام الله (الاتحاد، وكالات) - أكد الرئيس الفلسطيني محمود عباس الليلة قبل الماضية أنه لا سلام في الشرق الأوسط ما لم تكن القدس الشرقية المحتلة عاصمة فلسطين، معرباً عن أمله في نجاح مهمة وزير الخارجية الأميركي جون كيري لإحياء مفاوضات السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، خلال الأسابيع القليلة المقبلة، مؤكداً وجود مساع أميركية حثيثة لإيجاد حل للقضية الفلسطينية. وقال عباس، خلال لقائه ممثلي وسائل الإعلام في بيروت، «سنناضل من أجل أهدافنا الوطنية وعلى رأسها القدس التي تهم العالمين العربي والإسلامي وكل العالم، والقدس أمر لا نفرط به ونعاهد الله على أنه إذا لم تكن القدس عاصمة فلسطين فلن يكون هناك حل». وأضاف «لا أضع شروطاً مسبقة قبل المفاوضات، وإنما أطرح مفهوماً للتفاوض، إضافة إلى مشكلة الأسرى الفلسطينيين». وأوضح «نحن لا نقبل بحل الدولة الواحدة وإنما بحل الدولتين، أما المستوطنات (اليهودية في الضفة العربية المحتلة، فلا يمكن أن نقبل بها كأمر واقع لأن كل الاستيطان الذي بدأ عام 1967غير شرعي، وعلى هذا الأساس نتفاوض». ورداً على سؤال حول يأس اليهود في الولايات المتحدة من مبدأ «حل الدولتين» ونصيحتهم للفلسطينيين بأن يكونوا «مواطنين في إسرائيل»، قال عباس «نحن تبنينا حل الدولتين ضمن حدود عام 1967، وفي عام 1993 اعترفنا بإسرائيل وعلى هذا الأساس تفاوضنا معهم وما زلنا. هناك بعض الأصوات في الجيل الفلسطيني الجديد تقول بالقبول بحل دولة واحدة، وأنا أقول: هذا غير ممكن، ولا نقبله ولا الإسرائيلي يقبله». وأضاف لدينا تقصير، وبكل صراحة، تجاه الجاليات اليهودية المنتشرة في العالم وخاصة في الولايات المتحدة، فأنا كنت أعتقد أنهم بعبع وإن كنت لا أريد تبرئتهم من تطرفهم، ولكنهم ليسوا مثل بعض رجال الحكومة في إسرائيل”. وتابع «أتمنى على أي دبلوماسي أو إعلامي عربي أن يجلس مع هؤلاء اليهود، وبالتالي لا بد أن يستمعوا إلى الرأي الآخر، لأنهم لا يستمعون إلا إلى رأي (رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين) نتنياهو. لا بد أن نتكلم معهم كي يفهموا وجهة النظر العربية، وأنا أرى أن بعضهم بدأ يفهم أن إسرائيل هي المتعنتة”. ورداً على سؤال حول غياب فلسطين عن اهتمام العرب بسبب التغييرات السياسية في دول عربية، قال عباس «إن ما يسمى بالربيع العربي، وهذا رأيي وهو حراك عربي داخلي، لا يمكن أن ننكر أنه أثر علينا كثيراً، وإن الدول التي حصل فيها الحراك انكفأت على نفسها. لكننا استطعنا أن نحصل على 138 صوتاً في الأمم المتحدة في ظل أزمات الدول العربية التي شهدت حراكاً”. وأكد عدم التدخل بشؤون هذه الدول، وقال “إنما نحن نتأثر لأننا بشر وعرب، ولكن مصلحتنا الأساسية أن يدعونا بحالنا”. وحول معاناة حركة «حماس» حالياً في مصر وسوريا، قال «لقد تأثرت علاقاتها مع سوريا ودول عربية ولا أريد أن أقول إنه ليس بسبب سياسة غير واضحة، إنما مهما كان السبب فحماس جزء من الشعب الفلسطيني، ونريد المصالحة معها، ومن اليوم نريد أن نحقق المصالحة، ولا نريد إقصاء أحد. إن شعبنا الفلسطيني واحد موحد، ويجتمع على كلمة واحدة هي فلسطين». وسئل عباس هن سبب غياب كلمة «المقاومة» في خطاباته، فأجاب «لن أقول كلمة مقاومة مسلحة، وقد جربناها وكان آخرها الانتفاضة الثانية التي دمرت كل شيء. وحصلت حرب 2007 و2009 ولأول مرة ترعى مصر اتفاقا للتهدئة بين حماس وإسرائيل (في جبهة قطاع غزة) وتعتبر أن العمل المسلح عدائي”. وأضاف «أنا غير مستعد لإطلاق صاروخ عبثي لأدمر بلدي، نحن مع المقاومة السلمية الشعبية، وقد تم الاتفاق عليها بيننا وبين حركة حماس مكتوباً ومقروءاً من قبل الأخ خالد مشعل (رئيس المكتب السياسي للحركة)، أي أنه اتفق معي على حدود 1967، وعلى المقاومة السلمية وأنني ممثل الفلسطينيين في المفاوضات. وأنا لست مستعداً لأن أكون عبثياً ومغامراً، ولكن كل المقاومات السياسية والدبلوماسية سنمارسها». إلى ذلك، وضع عباس أمس إكليلا من الزهور على النصب التذكاري لشهداء المجزرة الإسرائيلية في مخيمي صبرا واشاتيلا للاجئين الفلسطينيين جنوب بيروت عام 1982 المقام في مقبرة مخيم شاتيلا في بيروت. وقال «إن دماء الشهداء لن تذهب هدرا، وإن تضحياتهم ستثمر إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف، وإنجاز حقوق شعبنا بما في ذلك عودة ذويهم إلى ديارهم». كما استقبل عباس القيادية في «تيار المستقبل» اللبناني المعارض وعضو مجلس النواب اللبناني، بهية الحريري ووفداً من وجهاء مدينة صيدا جنوبي لبنان في بيروت. وتم خلال اللقاء التشديد على تحييد المخيمات الفلسطينية عن الأحداث في المدينة. في الوقت نفسه، أكد عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية واللجنة المركزية لحركة فتح، كبير المفاوضين الفلسطينيين، صائب عريقات موقف القيادة الفلسطينية الثابت في عملية السلام. وقال خلال مخاطبته ندوة سياسية في كفر ياسين شمالي فلسطين المحتلة من عام 1948 الليلة قبل الماضية «إن استراتيجية الشعب الفلسطيني الآن وللأجيال القادمة، هي وحيدة وهي إعادة فلسطين وعاصمتها القدس الشرقية إلى خارطة الجغرافيا، ولن نقبل بفلسطين دون القدس». وأضاف «وظيفة السلطة الفلسطينية تكمن في إزالة الاحتلال الإسرائيلي وإقامة الدولة الفلسطينية على حدود الرابع من يونيو عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، لكن بنيامين نتنياهو يستمر في تغيير وظيفتها وهو يريدها سلطة لدفع الرواتب للموظفين فقط. يريد الدفع بقطاع غزة قدما ليبقى على ما هو عليه، لذلك أول نقطة في مواجهة استراتيجية إسرائيل تقتضي منا المصالحة والحفاظ على وحدتنا في هذه المرحلة أكثر من أي وقت مضى». وتابع «لا شك أن الجانب الإسرائيلي يعمل جاهدا في مضيعة الوقت بكل الوسائل، لكن لتفهم حكومة إسرائيل أنها ستكون مسؤولة عن فشل المفاوضات وعدم التوصل إلى اتفاق سلام مع الشعب الفلسطيني وليحاسبها التاريخ على ذلك». وأوضح عريقات «أوقفنا المفاوضات منذ بضع سنوات بعدما لمسنا أن حكومة إسرائيل تنوي مضيعة الوقت، لكننا لن نصبر كثيراً ولدينا خطط واستراتيجيات بديلة لا يمكن الخوض فيها الآن».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©