الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

تجربة الإسلام في الهند.. من الدعوة إلى الدولة

تجربة الإسلام في الهند.. من الدعوة إلى الدولة
22 يوليو 2014 20:05
الهند موطن الأساطير وبوتقة تتعايش فيها دون انصهار عدة أجناس وأديان ويتكلَّم أهلها بنحو 300 لهجة فضلاً عن أربع أو خمس لغات رئيسية، وقد عرف الإسلام طريقه مبكراً إلى تلك البلاد المترامية الأطراف بين جبال الهيملايا شمالاً والمحيط الهندي وبحر العرب جنوباً وبين سلسلة جبال الهندوكش غرباً وجبال آسام شرقاً. ويعود دخول الإسلام في وقت مبكر إلى الهند لحقيقة أن الصلات بين العرب وتلك البلاد التي تطل سواحلها الجنوبية الغربية على بحر العرب ترجع لأزمان موغلة في القدم. روايات وتشير المصادر التاريخية العربية، وكذلك الروايات الشفهية المتواترة بالهند إلى أن التجار العرب حملوا معهم دعوة الإسلام إلى الموانئ التي كانوا يقصدونها واستجاب بعض الأهالي هناك لدعوتهم وأقاموا المساجد الصغيرة لصلواتهم على امتداد الساحل الجنوبي، وذلك في إطار التنوع الكبير للأعراق والمعتقدات في تلك المناطق، وأسفرت الدعوة السلمية عن دخول مبكر للطبقات المنبوذة والمستضعفة في الإسلام. ركوب البحر ومهما يكن من أمر فقد بدأ المسلمون التفكير مبكراً في غزو الهند وضمها لدولة الإسلام البازغة عقب وصول الفتوحات لإيران، ليجد المسلمون أنفسهم على حدود بلاد الهند. وظلت الحملات توجه على استحياء إلى أطراف الهند إلى أن ولي العراق الحجاج بن يوسف الثقفي وعزم على ضمها للخلافة الأموية وقد اختلف المؤرخون في بواعث هذا الاهتمام، فهناك من قال كان في سيلان أو جزيرة الياقوت. كما يسميها العرب، نسوة من العرب المسلمين مات عنهم أبوهم، فأراد ملك الجزيرة أن يرسلهم للحجاج في سفينة، ولكن بعض لصوص الديبل استولوا على السفينة ومن فيها فصاحت امرأة منهن وكانت من يربوع من بني تميم «يا حجاج» فبلغ الحجاج ذلك وأرسل لداهر ملك الديبل يطلب تحرير النسوة فاعتذر بعدم قدرته على فكهم من أسر اللصوص، فقرر الحجاج غزو الهند. أول المساجد أعد الحجاج أكثر من حملة استكشافية قبل أن يرسل ابن أخيه الشاب دون العشرين من العمر محمد بن قاسم الثقفي على رأس حملة سارت بمحاذاة الساحل في عام 92 هـ، بينما عتادها محمول في السفن حتى وصل إلى الديبل، فحاصرها ثلاثة أيام وأطلق عليها القذائف من منجنيق ضخم كان يعرف باسم العروس مصيباً المعبد قبل أي شيء مما فت في عضد جنود داهر ليدخل الثقفي المدينة ويؤسس بها أول المساجد. ونجح القائد الشاب في هزيمة داهر والاستيلاء على مدن مملكته صلحاً في أغلب الأحوال وعندما تصدى له أهل الملتان بالقوة لإيقاف زحفه نحو الشمال نجح في إنزال الهزيمة بهم ورغم النجاح الكبير الذي أحرزه محمد بن قاسم الثقفي وغنائم الذهب وسدنة المعبد الوثني الذين أرسلهم لدمشق، فإن وفاة الحجاج ثم الوليد بن عبد الملك أدت لعزله من ولاية ما فتحه من الهند بل وألقي القبض عليه وسجن بمدينة واسط حتى وافته المنية بعد عذاب مؤلم أنزله به واليها المعادي للحجاج.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©