السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

إجلاء 2000 مدني ومقاتل من شرق حلب بعد تثبيت الاتفاق

إجلاء 2000 مدني ومقاتل من شرق حلب بعد تثبيت الاتفاق
16 ديسمبر 2016 14:19
عواصم (وكالات) بدأت عملية إجلاء آلاف المدنيين والجرحى ومقاتلي المعارضة وعائلاتهم من شرق حلب، في إطار اتفاق هدنة برعاية روسية تركية بدا متعثراً الأربعاء، حيث غادرت أمس نحو 30 حافلة وسيارة إسعاف، تقل نحو 1000 شخص إلى الريف الغربي للمدينة، بينما أعلن التلفزيون السوري الرسمي أن قافلة ثانية تتألف من 15 حافلة، نقلت دفعة ثانية باتجاه المنطقة نفسها، بحسب ما توقع الصليب الأحمر الذي يشارك بجانب الهلال الأحمر السوري في الترتيبات، قائلاً إن حصيلة المغادرين في اليوم الأول تبلغ ألفي شخص. تزامن ذلك مع توجه 29 شاحنة محملة بالإغاثة، وسيارة إسعاف مزودة بفرق طبية، إلى قريتي الفوعة وكفريا المواليتين للنظام بريف إدلب واللتين تحاصرهما قوات المعارضة، وذلك لإجلاء نحو ألفي جريح وعائلاتهم إلى مناطق سيطرة الجيش الحكومي، ما يلبي اشتراطات إيران والمليشيات للموافقة على الاتفاق. وفيما أكد يان إنجلاند المستشار الخاص للمبعوث الأممي لدى سوريا أن الأمم المتحدة لم تشارك في صياغة الاتفاق الروسي التركي بشأن إجلاء المقاتلين من أحياء المدينة الشرقية، أعلن أن معظم المغادرين سيتوجهون إلى إدلب الخاضعة لسيطرة المعارضة، وربما يفضلون تركيا، وسط مخاوف في الأمم المتحدة على مصير مدينة إدلب والمناطق الأخرى المتنازع عليها. وبحسب إيجلاند، تعهدت موسكو بالتزام هدنة عسكرية في محافظة إدلب أثناء عمليات الإجلاء، مبيناً أنه تم إعداد مخيمين لاستيعاب القادمين. وقدر المسؤول الدولي عدد من فروا من شرق حلب مؤخراً، بنحو 50 ألف نسمة، مرجحاً أن نحو 30 ألف شخص مازاوا محاصرين في الجيب الضيق الذي كان خاضعاً للمعارضة. وذكرت الجهات المشاركة في تنفيذ الاتفاق، أن الدفعة الأولى التي تم إجلاؤها في وقت سابق أمس، تضمنت إخراج 951 من المسلحين وذويهم وتحركوا من أحياء صلاح الدين والأنصاري والمشهد والزبدية بالجهة الشرقية من المدينة، مؤكدة أن عملية إخراج المسلحين مستمرة عبر دفعات متتالية. وفي وقت سابق صباح أمس، احتشد آلاف الأشخاص في منطقة تجمع المغادرين بمنطقة العامرية شرق حلب ينتظرون دورهم لمغادرة مدينتهم. وتمثلت أكثر اللحظات المؤثرة في رؤية أشخاص من حلب كانوا عالقين خارج المدينة بسبب الحصار وهم يلتقون أقرباءهم بعد طول انتظار، حيث كرر كثيرون عبارة «عائدون» من دون أن يتوقفوا عن البكاء. وكتب أحدهم بالغبار على إحدى الحافلات «سنعود يوماً»، بينما ودع مقاتلون أفراد عائلاتهم المغادرين في الدفعة الأولى. وبدا آخرون فرحين بالمغادرة بعد حصار طويل ارهقهم، في حين وقف أشخاص مترددين بالصعود إلى الحافلات خوفاً من اعتقالهم أو اجبارهم على الالتحاق بالخدمة العسكرية. وأظهرت صور شاباً يبكي وهو متربع على الأرض بين الركام وإلى جانبه مقاتل غطى وجهه بوشاح ويحمل سلاحه الخفيف بيده. وفي صورة أخرى، بدت امرأة تمسك بيد طفل جريح وقد لف رأسه بضمادات بيضاء بالقرب من إحدى الحافلات، كما جلس طفل آخر جريح في المقعد الأمامي لإحدى سيارات الاسعاف بزجاجها المكسر. في خان العسل بريف حلب الغربي، حيث جرى استقبال قافلة الخارجين، شاهد مراسلون جرحى إصابتهم حديثة وخطيرة، ما دفع الكثيرين ممن كانوا في استقبالهم إلى البكاء. وتأتي هذه العملية في إطار الاتفاق الذي تم التوصل إليه برعاية تركية روسية لاجلاء مقاتلي المعارضة ومدنيين من آخر المناطق التي تسيطر عليها الفصائل شرق حلب، إثر الهجوم الدامي الواسع لقوات النظام ومليشياتها ضد الأحياء الشرقية الذي استمر شهراً. وقال المستشار الخاص للمبعوث الأممي لدى سوريا إن روسيا أبلغت مجموعة العمل الدولية للشؤون الإنسانية في سوريا خلال اجتماع أمس، بأن عملية الإجلاء من شرق حلب ستكون سريعة وسلمية، مبيناً أن الأمم المتحدة، أبدت استعدادها لمراقبة العملية ومرافقة المغادرين لحين وصولهم إلى وجهاتهم. وأبلغ الصحفيين في جنيف «أوضحت روسيا لمجموعة العمل تفاصيل سير عملية الإجلاء وهي أكدت أن الروس سيراقبون الموقف وأن هذا إجلاء سريع وغير بيروقراطي... وأنه لن يلحق أذى بمن يجري إجلاؤهم». وأضاف «إنها عملية إجلاء ثلاثية للمصابين والمرضى والمدنيين الضعفاء وإجلاء للمقاتلين» مبيناً أن الأمم المتحدة لديها خطط طوارئ لاستقبال 100 ألف شخص في إدلب لكن ذلك لن ينهي المشكلة. من ناحيته أكد الجنرال الروسي فاليري جيراسيم أنه سيتم إجلاء نحو 5 آلاف مسلح مع عائلاتهم من شرق حلب، مضيفاً أنه تم إعداد معبر إنساني يمتد لأكثر من 20 كيلومتراً من أجل الإجلاء، منها 15 كيلومترا داخل الأراضي التي تسيطر عليها الجماعات المسلحة «بصورة غير قانونية». ومع بدء الاستعداد لتحرك أولى القوافل، أكد متحدث باسم خدمة الدفاع المدني أن مقاتلين موالين للنظام، فتحوا النار على القافلة ما أسفر عن إصابة 3 أشخاص على الأقل. وقال أحمد سويد رئيس منظومة الإسعاف والطوارئ في حلب إن مقاتلين من المليشيات «أطلقوا النار علينا وعلى سيارات الإسعاف وعلى أشخاص يقومون بفتح الطريق»، ما أوقع 3 جرحى أحدهم من الدفاع المدني. وأشارت تقارير سابقة إلى أن شخصاً على الأقل قتل، لكن المرصد الحقوقي أكد أنه لم يسقط قتلى لكن بعض المصابين بحالة خطيرة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©