الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

فنانون: تسارع الأحداث أكبر تحديات صناعة السينما

فنانون: تسارع الأحداث أكبر تحديات صناعة السينما
17 ديسمبر 2016 11:06
تامر عبد الحميد (أبوظبي) الواقع العربي «المرير» فرض تحديات مغايرة على الإنتاج السينمائي، لم تسر جميعها بخطوط متوازية، لاسيما أن حركة الإنتاج في الوطن العربي تتفاوت بشكل كبير، فبعضها نشط والبعض الآخر لا يزال في مرحلة التأسيس. وفي السينما المصرية، التي تصف بأنها الأعرق من خلال مسيرة تتخطى الـ 100 عام، تغير المشهد بشكل كبير، بسبب انعكاسات الواقع السياسي، كما أصيبت السينما السورية بالشلل جراء الحرب الدائرة هناك، بعد أن كانت تعيش مرحلة انتعاش ملحوظ، وعلى المنوال نفسه تأتي السينما اللبنانية. أما السينما الخليجية فتسير بخطى واثقة مع تخصيص مهرجان متكامل لها هو «الخليج السينمائي»، واحتضان «دبي السينمائي»، الذي يعد إضافة نوعية للسينما العربية إلا أن الطموح يظل أكبر. عزوف كبير يؤكد الفنان أحمد الجسمي أن السينما الخليجية ليست أسعد حظاً من الدراما التلفزيونية، فهناك عزوف كبير عن الاهتمام بالإنتاج السينمائي عموماً، ولا تزال الميزانيات المخصصة للإنتاج السينمائي ضعيفة خليجياً، إذا ما تم مقارنتها بنظيراتها من الدول الأخرى. ويقول إن ضعف الميزانيات ينعكس على قدرة هذا القطاع على استقطاب نصوص قادرة على عكس الواقع الذي نعيش فيه بشكل حقيقي، فهناك محاولات سابقة، لكنها في النهاية ليست إلا تجارب أولية. ويؤكد الفنان حبيب غلوم أن هناك محاولات خليجية استطاعت أن تكن صادقة في عكس الواقع الصعب الذي تعيشه أغلب البلاد العربية، إلا أنه يرى أن الاهتمام يجب أن يتجه بشكل أكبر إلى مشاريع السينمائيين الشباب، فهم الأكثر قرباً إلى إيقاع العصر، وبالتالي هم القادرون على عكس قضايا المجتمع بصدق، وصولاً إلى استشراف المستقبل. ويقول: «أعتقد أن فيلم «المختارون»، الذي عرض في «دبي السينمائي 13»، ينتمي إلى هذه الفئة من الأعمال السينمائية التي تحاكي الواقع وما بعده، حيث إن المخرج الإماراتي الشاب المتميز علي مصطفى تجاوز واقعه وصولاً إلى المستقبل القريب من خلال سيناريو تدور أحداثه إلى ما بعد عام 2030». ويعتقد الفنان عمرو يوسف، الذي قدم مؤخراً فيلم «مولانا»، أن هناك محاولات سينمائية استطاعت أن تمسك بخيوط الأحداث على الأرض، ولكن تبقى الإشكالية من وجهة نظره في أن الواقع السريع والأحداث المتغيرة تكون بحاجة إلى وقت أكبر ليتم استيعابها سينمائياً، لافتاً إلى أن هناك مشاريع نجحت في تحقيق هذه المعادلة الصعبة، ومن بينها فيلمه الأخير «مولانا» الذي ناقش قضية التطرف. أعمال سطحية ترى الفنانة درة أن المشهد السينمائي حالياً أكثر نضجاً، حيث تجد العديد من المشاريع السينمائية، التي تعكس الواقع العربي على تنوعه، وهذه الحالة جاءت على حساب سيادة السينما التجارية التي كانت تميل إلى الأعمال الكوميدية التي تصل إلى السطحية أحياناً. وتقول: «ظهرت أفلام كان لها التأثير الأكبر في محاكاة الواقع، وتقديم قضايا مجتمعية وسياسية مهمة مثل «نوارة» و«أولاد العم» و«أسماء» و«678» و«بنتين من مصر» و«حين ميسرة»، وأتمنى أن تشهد الساحة مزيداً من التجارب السينمائية التي يمكن أن تصف بأنها أفلام صادقة في عكس الواقع وتكون أكثر قرباً لمجتمعاتها». فيما يشدد أشرف عبد الباقي على أن الفن له تأثيره الكبير على الجمهور، ويذكر أنه قام في التسعينيات بتجسد دور شاب اسمه «برشام» (أداة غش يستخدمها الطالب في الامتحان)، حيث دخلت عليه والدته الغرفة فأخبرها أنها وصفة لعلاج الصداع، وفي اليوم التالي نسي الشاب أخذ البرشام، فذهبت والدته إلى اللجنة لإعطائه إياه، الأمر الذي جعله يتعرض للمساءلة. ويضيف أن العمل كان الغرض منه كوميدي، ولكنه فوجئت بابن صديقه البالغ من العمر 6 سنوات، يحضر هو الآخر «برشام» لأخذه معه إلى المدرسة، وقتها وعد نفسه بألا أقدم سوى الأعمال الهادفة. ويرى أنه في الآونة الأخيرة قدمت السينما العربية بعض الأعمال الجادة الناجحة التي أثرت في المجتمع العربي، وسط تحديات الأفلام التجارية السطحية التي زاد إنتاجها في السنوات الأخيرة. شفافية وصدقية تفضل هند صبري تجسيد الأعمال القريبة من الواقع، وتقديم القصص التي تهم المجتمع الذي نعيش فيه، وتقول: «من المفترض أن نرصد من خلال السينما جوانب مختلفة من حياتنا اليومية، خصوصاً أن السينما هي مرآة المجتمع، ويجب تسليط الضوء على القضايا التي نعاني منها بكل شفافية وصدقية، لأن السينما لها التأثير الأكبر على الجمهور، لذلك يجب أن يضع الفنان في اعتباره أنه قدوة، ويؤثر في تغيير الأفكار لدى الآخر». وتتابع: «خلال مشواري الفني، حرصت على اختيار الأدوار الهادفة التي تترك أثراً عند الناس، وبصمة في تاريخ السينما، فمثلاً فيلمي «أسماء» قدمت من خلاله قضية مجتمعية مهمة عن امرأة أصيبت بمرض الإيدز نقلاً من زوجها، ولكنها طوال أحداث العمل ترفض الاعتراف بكيفية انتقال المرض إليها، فتقع تحت ظلم المجتمع، الذي يرفض تقبلها فتعيش مأساة كبيرة إلى جانب مرضها، بالإضافة إلى فيلمي الأخير «زهرة حلب» الذي يناقش قضية «داعش» ومحاولات استقطاب الشباب إلى هذه المنظمة الإرهابية». العصر الحديث يقول المخرج مجدي أحمد علي إن «السينما لها تأثير أهم من السابق بكثير، خصوصاً مع الأجيال الشابة الجديدة التي فتحت أمهامها أبواب التكنولوجيا، وازدادت أهمية السينما في عكس قضايا الواقع، وهذا على نقيض ما تصوره البعض، بأن تقضي «سوشيال ميديا» على السينما». ويتابع: «مجتمعاتنا لو لم تهتم بالسينما، فلن نستطع الوصول إلى الناس، والاهتمام بقضاياهم، فنحن كصناع للسينما يجب علينا التعبير عما بداخل الناس من فرح وحزن وغضب وسعادة، خصوصاً أنها المتنفس الوحيد لهم».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©