الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

الطرق الذكية لتفادي الاختناق المروري

2 يوليو 2006 02:46
إعداد - عدنان عضيمة: العالم يختنق·· تعبير يتكرر كثيراً في تقارير الخبراء المعنيين بحل مشاكل الازدحام المروري في المدن العالمية مثل باريس ونيويورك ولوس أنجلوس وغيرها الكثير؛ وهو الذي كرر مئات المرات خلال فعاليات المؤتمر العالمي لأنظمة النقل الذكية الذي نظم مؤخراً في سان فرانسيسكو وحضره أكثر من 500 خبير· واتفقت آراء المشاركين على أن من السهل بالنسبة لأي إنسان أن يفهم أسباب المشكلة طالما أن عدد السيارات والعربات في العالم فاق نصف المليار فيما تقذف مصانع السيارات كل يوم بأكثر من 50 ألف عربة جديدة· وقبل خمسين سنة، ظنّ الرئيس الأميركي دوايت آيزنهاور أن الحل أصبح بيده، فوقع على قانون لحل هذه المشكلة أدى في النهاية إلى إقرار مشروع تشييد نظام الطرق السريعة بين الولايات الأميركية الذي أصبح فيما بعد الأكثر تعقيداً وشهرة في العالم؛ بل إن هناك من يعتبره من الإنجازات الهندسية التاريخية للجنس البشري· وبالرغم من ضخامة هذا النظام إلا أن الأمور لم تتغير أبداً، وكل ما حدث هو أن الطرق السريعة أسهمت بازدياد الأماكن والمساحات التي يكثر فيها الازدحام المروري· ويتساءل لوجان وورد في مقال نشره في العدد الأخير من مجلة (بوبيولار ميكانيكس): كيف لنا أن نأمل بحل حاسم للمشكلة بإنشاء الطرق السريعة طالما أنها جميعاً تؤدي إلى روما؟· واتفقت آراء المشاركين في المؤتمر على أن الحلّ الوحيد للمشكلة لا يكمن في زيادة مساحات الطرق ومسافاتها، بل في إضافة ''عنصر الذكاء'' إليها؛ وأكدوا أن ذلك سوف يزيد فعاليتها في إمرار السيارات على النحو الفعّال، وبما يضمن تدفقها بالألوف من دون التعرض للوقوف أبداً· وكما يحدث عادة في مثل هذه المناسبات، فلقد لمعت نجوم بعض أصحاب الأفكار الجريئة والواقعية مثل المهندس الأميركي ديف آكتون الذي سبق له أن عمل في شركة جنرال موتورز كمدير تنفيذي، والذي عرض في المؤتمر لمشروع طموح تحت عنوان ''نظام البنية التحتية المتكاملة للعربات''· ووصف هذا المشروع بعد ذلك بأنه يمثل نظاماً إلكترونياً ذكياً يشبه في طريقة أدائه عملية تنظيم المكالمات الهاتفية والرسائل النصّية أثناء تشغيل شبكة موبايل· وفي هذه النظام، يمكن للسيارات والإشارات الضوئية أن تتناقل الأحاديث والتعليمات فيما بينها بشكل آلي تماماً بما يجنّب السائقين تماماً احتمال ارتكاب الأخطاء ويسمح للسيارات بالتدفق في كافة الاتجاهات من دون الحاجة للتوقف أبداً· ويمكن تصوّر الفوائد الاقتصادية لمثل هذا النظام بالإشارة إلى أن أزمة المرور في الولايات المتحدة تؤدي إلى هدر 3,7 مليار ساعة عمل سنوياً يقضيها ركاب السيارات في الطرق بدلاً من المكاتب بالإضافة لنحو 10 مليارات لتر من الوقود المهدور والذي يتحول إلى غازات ملوّثة للبيئة· وأجمع المشاركون في المؤتمر على أن توسيع شبكة (الطرق الغبيّة) لا يعد حلاً مثالياً للمشكلة لأنها سرعان ما تتحول إلى أماكن جديدة للاختناقات المرورية· وتتضمن البنى التحتية للطرق الذكية باقة متنوعة من الأجهزة الإلكترونية كالمجسّات والكاميرات والإشارات الضوئية الذكية والغرز المعدنية المثبتة في الطرق ذاتها والحواسيب التي تقرأ البيانات وتراجع الصور لتقوم بتنظيم حركة السيارات والعربات بطريقة فعالة· وفي هذه الحالة سوف ينتهي تماماً المشهد المتكرر الذي نجد فيه كيف أن إشارات المرور هي التي تعطل المرور في بعض الأحيان· ويلعب نظام تحديد الموقع دوراً أساسياً في تنظيم هذا الجهاز العصبي المروري لأنه هو المسؤول عن تحديد المكان الدقيق لكل واحدة من ملايين السيارات والعربات التي تجتاز الطرق وتقاطعاتها· وليست هذه هي المرة الأولى التي يتصاعد فيها الحديث عن الطرق الذكي، بل إن ذلك يعود لعدة سنوات مضت، إلا أن من الواضح أن تفاقم مشكلة الازدحام المروري وتزايد التلوّث الأرضي وارتفاع أسعار النفط، هي العوامل الأساسية التي تضافرت لتجعل من هذه المشكلة موضوع الساعة·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©