الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

الفرجة المفقودة

6 يوليو 2011 23:17
في ليالي الانتظار، ونحن نغالب هجمة النعاس، نشخص بالعيون إلى الأرجنتين موطن التانجو لنكحلها بمتعة الكرة اللاتينية، لا نكاد نرى شيئاً، الفرجة غائبة، الأداء في درجات دنيا على سلم السحر، والمباريات كلها على بعضها لا تعطينا ما نسأله، وقد يتحول الأمر إلى كارثة فنية، فيما لو ظلت كوبا أميركا على هذا الحال البئيس الذي يثير الغضب والدهشة في الآن نفسه. شاهدت الأرجنتين بقيادة النجوم تتثاءب، لتخرج صاغرة من لقائها الافتتاحي أمام بوليفيا، فقد كانت محظوظة بالهدف الجميل والغادر الذي وقعه الزئبق أجويرو ليمنع عن كل الأرجنتينيين صدمة السقوط المبكر، وحيرني أن لا يبلغ التانجو درجة الإمتاع، وهو الذي يملك كل أدوات السحر الكروي، من ليونيل ميسي الذي يسمو على كل أقرانه بملكاته الفنية الخارقة، إلى كارلوس تيفيز القنبلة الموقوتة، إلى أجويرو العاشق للصيد في بحور صاخبة، إلى الطائر دي ماريا الذي يلقب بملاك الكرة الهجومية. دحرني أداء الأرجنتين إلى الدرجة التي تصيب بالإحباط، فالتمست لمدربهم سيرجيو باتيستا العذر في أن اللقاء هو لقاء افتتاحي، وما أكثر ما خنق الضغط شرايين الإبداع حتى أوقف النبض، برغم أننا في مستوى احترافي لا يقبل أحياناً بمثل هذه الأعذار. وتوسمت مثلكم الخير فيما سيأتي، إلا أن مباراة كولومبيا وكوستاريكا عن ذات المجموعة لم ترفعنا ولو بدرجة عن حضيض بارد يضرب فينا الصبر على السهر، بل أن البرازيل موطن السحر والمعزوفة الفنية الخالدة قدمت هي الأخرى موشحاً فنيا ًهابطاً أمام فينزويلا، فلم يتمكن الثالوث المشكل من النيازك، روبينيو، نيمار وباتو من ضرب الحصون الدفاعية لفنزويلا فانتهت المباراة بأصفار أتت على البقية الباقية من الصبر. ووحدها مباراة التشيلي والمكسيك شدت عن قاعدة البؤس الفني الذي ضرب كالزلزال بدايات كوبا أميركا، مباراة يمكن أن توصف بالمباراة المطابقة للأصل اللاتيني، ولعل في اختلاف النمط الفني والعمق التكتيكي مما أفرز هذا الثراء النوعي في المضمون التكتيكي لمباراة شهدت فصولاً متوثرة من الإثارة، فقد بدأ المكسيكيون بالتسجيل عند حدود الدقيقة الواحدة والأربعين ليرسلوا ومضة سعار قبضها التشيليون فاستنجدوا بكل البهارات التي يملكونها فجاءت الجولة الثانية مجنونة، تعادل خلالها التشيليون وتفوقوا. بالقطع عندما نقف قارئين ومحللين ومستقرئين للجولة الأولى، وقد كانت من ست مباريات سنصاب بالصدمة المزدوجة، صدمة شح الأهداف فلم تعرف هذه المباريات الست سوى 8 أهداف، وهي نسبة يدل هزالها على أن هناك حالة غير طبيعية، وغير مألوفة تحيل على الصدمة الثانية والتي تأتي من الأداء الهابط الذي يقول أيضاً بوجود تسمم في شريان المتعة يمنع كل تدفق للسحر اللاتيني. وإذا ما كان البعض قد قال منذ زمن ليس ببعيد إن أوروبا الكرة اللاتينية أي طبعها بطابع أوروبي مهد لوفاتها، فإنني أقول أيضاً ما بات يلقيه المعلنون والمستشهرون والساسة والإعلاميون من غازات ضغط في محيط وهوامش كرة القدم اللاتينية، هو ما يجهز على حاسة الإبداع التي تريد أن تعيش دائماً بالفطرة، وبرغم كل ذلك فإننا ننتظر أن تصحو كوبا أميركا فتستعيد رونقها وبهجتها، وتساعدنا على أن نغالب سلطان النوم وقد عادت لنا جميعاً الفرجة المفقودة. drissi44@yahoo.fr
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©